"استاند" عرض إيمائي سوري يدعو إلى التسامح وتقبّل الآخر

2020-11-25

نقد إيمائي لاذع

دمشق -  ضمن تنويعات إيقاعية وموسيقية أتت المسرحية الجديدة “استاند” للمخرج السوري محمد زكية إبرازا لفن البانتومايم، ومدى قدرته ومن خلاله قدرة الممثلين على التعبير في صمت، معتمدا في ذلك على فن الإيحاء والحديث بلغة الجسد مع سينوغرافيا بصرية متحركة وغرافيك مرافق للعديد من اللوحات الراقصة التي شكلّت مجمل العرض الذي قدّم على امتداد أربعين دقيقة، 8 لوحات بموضوعات مختلفة مثل: “فنان تشكيلي”، “ثورة النمل”، “مطلوب موظف”، “الإدمان على الإنترنت” و”الراقصة”.

والعرض الذي أتى نتيجة ورشة عمل أدارها زكية على مدار شهرين، قبل أن يعرض على صالة ومسرح الحمراء الدمشقي، أمّنه ثمانية من المؤدّين الهواة هم: مريانا حداد، وفيصل سعدون، ومادونا حنا، وعبير بيطار، وفراس سلوم، ووسام صبح، وحسام تكلة وبثينة ياسين، قدّموا جهدا استثنائيا من حيث التزامهم بآليات المسرح الإيمائي، مُستعيدين التقاليد والمفردات في مسرح البانتومايم عبر لوحات منفصلة، تنوّعت بين الإيماء الفردي والثنائي والجماعي بشكل تجريدي، مستعرضين قصصا بسيطة في ظاهرها لكنها عميقة في باطنها كلوحة “الإدمان على الإنترنت” التي تنتقد الهوس المفرط للشباب بمواقع التواصل الاجتماعي التي تسبّبت في إلهائهم عن حيواتهم الخاصة، فلم يفلحوا في الاثنين، أي في عالمهم الافتراضي والواقعي على السواء.

العرض الصامت انتقد بشكل كاريكاتيري عبر العديد من اللوحات المنفصلة والمتصلة أيضا سطوة السلطة على الحشود ورفض الأفراد ومن ثمة المجتمعات لها ولمرجعياتها الأيديولويجية التي تكبّل حرياتهم، فعبّروا من خلال الرقص والإيماء الإيحائي حينا والتجريدي في أحيان أخرى عن رفضهم للأفكار الرجعية والتسلطية بشتى أشكالها وتنوّع ممارساتها، مُعربين عن حقّهم في الخلاص من نموذج الفرد الواحد الذي لا يؤمن بالاختلاف والتنوعّ والتعدّد.

وعن أهمية العرض قالت مديرة المسرح القومي السوري سهير برهوم “من النادر تقديم عرض بانتومايم على المسارح السورية، وهذا ما دفعنا لتبني هذه الفكرة فوجوده يعطي التنوّع لعروض المسرح القومي ويشكل فرصة للجمهور للتعرف على هذا الفن” مبيّنة أنها حرصت على حضور كل بروفات العرض ومتابعة كل تفاصيله للوصول لأفضل نتيجة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي