"كرز" مصطفى ربيع: البحث عن واقع بلا وزن

2020-11-12

مصطفى ربيع/ مصر

يختار الفنان المصري مصطفى ربيع "حبة كرز" عنواناً وثيمة لمعرضه الحالي في غاليري "الزمالك" في القاهرة، والمتواصل حتى نهاية العام الجاري، حيث مفرداته الطبيعة والكرز والمرأة وحدها أو مجموعة من النساء.

أعمال المعرض تميزها البساطة والصراحة الطفولية، ولا تلتفت إلى السمات الشكلية للوحة، متجاهلة القواعد التقليدية للمنظور؛ أعمال تبدو "خاطئة هندسيًا" ذات نسب غير منطقية وأشكال غير متساوية؛ وباستخدام قوي للألوان، وغنى في التفاصيل.

لوحات ربيع (1992) ريفية، ومليئة بالبهجة، حيث يسعى الفنان إلى خلق عالم خفيف بلا وزن، واقع أقل ثقلاً، ويفعل ذلك باللجوء إلى حالة لونية متنوعة ومشبعة لا تتطابق مع الواقع، ويعطي شعوراً بأن تفاصيل العمل النقية تطفو أو أنها موجودة في فضاء العمل الفني دون أي تفصيل يجعلها ثابتة.

من المعرض

يوصل ربيع قوة شخصياته من خلال العيون المحدقة فينا ودقة الخطوط واللون، وتصوير النساء مع النباتات وبأزياء مزخرفة وفي مشاهد ريفية.

يقدم الفنان معرضه بالقول " تتناثر حبات الكرز، تتحرر من قيودها، خالقة مزيداً من الجاذبية، يسحرك البريق وتسكرك خيالات التملك  تتقافز الحبات على المروج الخضراء.. ثم تطل من وجنتيها لتستقر في القلب، بعيدة جدا بقدر اقترابها وقريبة هي بقدر ما يبدو سحرها في البعد. تدعوك حبة الكرز للتأمل وصولاً إلى الجوهر حيث حقيقة الأشياء وحيث حقيقتنا".

يحضر الكرز على وجنات الشخصيات في اللوحات، وعلى شكل شجرة غير واقعية ترتديها المرأة كأنها تاج، نسخة الكرز التي يحتفي بها ربيع ليست الكرز الياباني الذي تهافت الفنانون على رسمه، بل إنها امرأة بعينها يعيد رسمها مراراً وتكراراً بنفس تسريحة الشعر والملامح.

هذه الحيوية في عالم ربيع البصري، رأيناها سابقاً في أعمال معرضه "أوقات"، والتي احتفى فيها بطقوس الاحتفال الجماعي في مناسبة زفاف. وفيها استحضر أثواب النساء المزخرفة والرجال بالطرابيش والملابس الرسمية، والعازفات يحملن آلاتهن الموسيقية، وكذلك كان معرضه "فرح في مرح"، وفيه صور الرقص وحالات البهجة، مقدماً صورة عن السعادة العابرة.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي