يابانية تفتح عيادة لمعالجة الدمى

2020-11-06

عادت كما كانت أول مرة

طوكيو - في عيادة في طوكيو، تسجل سيدة ترتدي معطفا أبيض بدقة تفاصيل أحدث مريض: وهو لعبة محشوة على شكل خروف.

وتتخصص العيادة في استقبال الدمى والألعاب الأخرى لإنقاذها من التلف وإعادتها إلى حالتها الأصلية، وهو ما شجع الشابة يوكي كاتو على المجيء إلى هنا بلعبة في شكل خروف.

وقالت كاتو (24 عاما) “اعتقدت أنه ليس لدي خيار سوى التخلص من لعبتي التالفة ‘يوكي تشان’، لكنني سمعت أن هناك عيادة تتعامل مع هذا النوع من الأشياء.. ربما لن يتمكنوا من إعادتها بالضبط كما كانت من قبل، لكنني جئت إلى هنا على أمل أن أراها بحالة جيدة”.

وأوضحت مؤسسة العيادة ناتسومي هاكوزاكي أن العيادة تقدم علاجات تتراوح بين “جراحة العيون” وزراعة الشعر إلى خياطة الإصابات.

وأشارت هاكوزاكي إلى أنها “بدأت في معالجة الألعاب المحشوة منذ أربع سنوات في مسقط رأسها شمال مدينة سنداي، بعد أن عملت في متجر لتعديل الملابس حيث يسأل الزبائن غالبا عما إذا كان بإمكانها إصلاح ألعابهم العزيزة على قلوبهم.. وهو ما ألهمها لفتح متجر يقدم علاجا للألعاب المحشوة”.

وأضافت “هناك من الزبائن من يتعلق بألعابه المحشوة إلى درجة تجعله يعتبرها كفرد من العائلة أو صديق مقرب، وليست مجرد شيء لا قيمة له، حتى أن الكثير ممن قصدوا العيادة انفجروا بالبكاء بمجرد حصولهم على ألعابهم بعد إصلاحها”.

وتعمد صاحبة العيادة إلى توثيق كل مرحلة من مراحل العلاج بعناية، وتنشر الصور على الإنترنت حتى يتمكن أصحابها من الاحتفاظ بها.

ونقلت هاكوزاكي البالغة من العمر 34 عاما عملها إلى طوكيو قبل عامين، وهي الآن تصلح حوالي 100 لعبة محشوة شهريا مع خمسة “أطباء” آخرين.

مداواة الألعاب لإنقاذها من التلف

ووصلت لهاكوزاكي ألعاب أرسلها أصحابها من هونغ كونغ وتايوان وفرنسا وبريطانيا للعلاج، وكان على الزبائن الانتظار لمدة تصل إلى عام للحصول على موعد.

وتستغرق عملية الإصلاح نحو 10 أيام، ويعرض موقع العيادة على الإنترنت صورا “للمرضى” المتعافين تم تصويرهم معا في “حفل للاحتفال بالخروج من العيادة”.

ورغم ما تكبدته كاتو من تكلفة مادية لإصلاح اللعبة، فإنها أعربت عن سعادتها لعودة صديقتها القديمة في حالة جيدة، قائلة “ذكرياتي (معها) أهم من المال، لذلك لا أندم على ذلك”، متذكّرة “الأوقات الصعبة” التي ساعدتها لعبتها المحشوة على تجاوزها، مضيفة “تحدثت معها.. وكنت أبكي أمامها”.

وتابعت بعد استلام اللعبة “أنا مندهشة حقا! لقد عادت إلى ما كانت عليه عندما حصلت عليها للمرة الأولى.. أنا سعيدة للغاية لأنني أستطيع الاحتفاظ بذكرياتي معها”.

كما يعرب زبائن آخرون عن ارتباطات عاطفية عميقة بألعابهم، بما في ذلك كوتا سانو، الذي يصف لعبة قضاعة البحر البالغة من العمر 40 عاما “راشان” بأنها “فرد لا غنى عنه من أفراد الأسرة”.

واعترف سانو أنه يشعر أحيانا بالحرج من شغفه باللعبة، لكنه أشار إلى أن الفولكلور الياباني التقليدي يقول إن الأشياء يمكن أن تكتسب روحها الخاصة.

وتتفهم هاكوزاكي مشاعر أصحاب الألعاب لافتة “هناك أشخاص يعتبرون ألعابهم المحشوة كأفراد من عائلاتهم ليس فقط في اليابان ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي