إيكونوميست: حتى لو فاز بايدن.. الترامبية ستبقى في أميركا والعالم

2020-11-06

تقول إيكونوميست البريطانية (The Economist) إن التقارب غير المتوقع في نتائج الانتخابات الأميركية حتى الآن يعني أن الشعبوية ستستمر في أميركا، وأن انتصار دونالد ترامب عام 2016 لم يكن انحرافا بل بداية تحول أيديولوجي عميق في حزبه وفي العالم.

وتضيف المجلة في تقرير لها أنه ورغم إنفاق 13.9 مليار دولار على الحملات الانتخابية، والجائحة المستعرة والاحتجاجات الجماهيرية العرقية، وكل العرق والدموع، لم تقرر أميركا بعد ما إذا كان رئيسها القادم سيكون المرشح الديمقراطي جو بايدن أم ترامب، ومن المرجح أن ينقسم الكونغرس بين مجلس نواب ديمقراطي، ومجلس شيوخ جمهوري، وحتى هذه النتيجة قد تظل موضع شك حتى يناير/كانون الثاني المقبل.

تأثير ترامب المستمر

وعادت المجلة لتقول إنه -وفي تحد للتوقعات وجائحة "كوفيد-19"- فاز ترامب بملايين الأصوات في المشاركة الضخمة بهذه الانتخابات أكثر مما فعل عام 2016، وبعيدا عن الانجراف في موجة زرقاء، حصل الجمهوريون على مقاعد في مجلس النواب، ويبدو أنهم سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ.

وأشارت إلى أن الحزب الجمهوري، الذي وقع تحت تأثير ترامب عندما كان في منصبه، ليس على وشك التخلص من هذا التأثير الآن، حتى أنه من المتصور أن ترامب، أو أحد أفراد عائلته، يمكنه الترشح للبيت الأبيض عام 2024.

إيكونوميست: الانتخابات الأميركية قوّضت افتراض الديمقراطيين بأنه عندما تصبح أميركا أقل بيضا سيسهل عليهم الفوز (أسوشيتد برس)

للشعبوية مستقبل مشرق

أما العالم الخارجي، الذي ظل يراقب هذه الانتخابات باهتمام شديد، فسوف يستخلص استنتاجين من فشل أميركا في رفض "الترامبية" بشكل حاسم. الأول أن القوميين الشعبويين الذين يتطلعون لترامب ملهما سيعتقدون الآن أن علامتهم التجارية السياسية لديها مستقبل أكثر إشراقا خارج أميركا أيضا.

والاستنتاج الثاني هو ضرورة الحذر من الاعتماد على أميركا. فقد كان ترامب قوة "تخريبية" في الشؤون الخارجية باحتقاره للتحالفات والتعددية. أما بايدن فسيسعى بلا شك إلى استعادة العلاقات الوثيقة مع الحلفاء وتعزيز الحوكمة العالمية، على سبيل المثال، والبقاء في منظمة الصحة العالمية، والانضمام إلى اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، ولكن بعد نتيجة هذه الانتخابات، سيعرف الجميع أنه يمكن العودة مرة أخرى عام 2024.

أكثر تعقيدا

والصورة داخل أميركا، تقول إيكونوميست، أكثر تعقيدا، إذ يعني فشل الديمقراطيين في تولي منصب مجلس الشيوخ أن بايدن سيكافح لتمرير مشاريع القوانين أو تعيين القضاة، كما يمكن أن يعرقل الكونغرس مشروع قانون البنية التحتية وإصلاح الرعاية الصحية والقوانين البيئية.

وأوضحت المجلة أن هذا الفشل يعني جزئيا عجز الديمقراطيين عن جذب الناخبين البيض غير الحاصلين على تعليم جامعي، وخاصة في المناطق الريفية، كما أن أداءهم كان أقل من المتوقع بين الشباب الأميركيين من أصل أفريقي والناخبين من أصل لاتيني في فلوريدا وتكساس.

ومضت تقول إن هذه الخسائر تقوّض افتراض الديمقراطيين القائل عندما تصبح أميركا أقل بيضا، فإن مصيرهم هو الفوز في الانتخابات وسيسهل عليهم تمرير سياساتهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي