الغارديان: لماذا تحول الأردن من قصة نجاح ضد كورونا لواحد من أعلى الدول إصابة به؟

2020-11-05

قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير أعده مايكل صافي وجسار الطاهات إن الأردن الذي كان من أوائل الدول الذي أغلق حدوده وفرض منع التجول لمنع انتشار فيروس كورونا تحول اليوم وبعد عودة موجة جديدة لأعلى الدول في العالم من ناحية معدلات الإصابة.

وجاء الارتفاع في حالات كوفيد-19 بعدما بدا وكأن المملكة قد سيطرت على المرض ومنع انتشاره وقامت بتخفيف القيود الصحية العامة.

وقبل ثلاثة أشهر كان الأردن يصنف مع دول مثل نيوزلندا وفيتنام وتايلاند كأمثلة ناجحة على احتواء الفيروس وانتشاره. ولم يسجل الأردن حتى تموز/ يوليو إلا 1.100 حالة إصابة بالفيروس و11 حالة وفاة.

وفي يوم الإثنين من هذا الأسبوع أعلن الأردن الذي يبلغ تعداده 10 ملايين نسمة أنه اكتشف 5.877 حالة إصابة، مما يجعله من بين الدول ذات الإصابات العالية على مستوى العالم بمجموع 80.000 حالة وحوالي 970 وفاة.

وقال إسماعيل المطالقة عميد كلية الطب سابقا في جامعة العلوم والتكنولوجيا: “أعتقد أننا نرى نشاهد الموجة الأولى وما تعاملنا معها في البداية هي مجموعة من الحالات”.

وكانت قصة النجاح الأردني الأولى نابعة من ردة الفعل السريعة وقرار السلطات إغلاق الحدود منتصف آذار/ مارس وفرض القيود المشددة على المواطنين التي كانت الأكثر صرامة في العالم، ومنع أي شخص من مغادرة بيته ولأي سبب باستثناء الحصول على العناية الطبية. وأي شخص يخرق القيود يعاقب بالسجن لمدة عام.

وكانت الإجراءات ضرورية للتعويض عن عدم قدرة النظام الصحي التعامل مع الوباء، خاصة أن منظمة الصحة العالمية صنفت الأردن بأنه من الدول الأقل استعدادا لمواجهته بالمنطقة.

وقال رئيس الوزراء في حينه عمر الرزاز إن بلاده قد استطاعت وبشكل فعلي القضاء على الحالات التي ظهرت في المجتمع لكن السؤال ظل “متى وليس فيما إن كانت” هناك موجة أخرى قادمة.

وبدأت الحالات بالارتفاع حتى قبل إعادة البلاد فتح حدودها للطيران التجاري في أيلول/ سبتمبر، ويعتقد أن انتشار الحالات الجديدة جاء بسبب سائقي الشاحنات الذين ينقلون البضائع من سوريا والسعودية، حيث سجل في هذين البلدين حالات واسعة.

وشددت السلطات إجراءات منع التجول الليلي وفرضت إغلاقا يوم الجمع، حيث تذهب أعداد كبيرة للصلاة الجماعية في المساجد ويتبادل الناس الزيارات. ولكن السلطات ترى أن البلاد لا تستطيع تحمل إغلاقا صارما كذلك الذي فرض ما بين آذار/ مارس وأيار/ مايو.

ويقول خبراء الصحة في الأردن إن زيادة الحالات من جديد يظهر محدودية الإغلاق العام وإغلاق الحدود بدون القيام بعمليات فحص واسعة ومتابعة للحالات، خاصة عندما يتم التعامل مع وباء طويل الأمد.

وقال خالد الربابعة، رئيس نقابة الممرضين: “دخلنا في حالة إغلاق عام على أمل اكتشاف العالم لقاح، كما هو الحال في الأوبئة العالمية الأخرى، لكن لم ينجح”.

وقال المطالقة “من الواضح أننا لا نستطيع عزل أنفسنا في ظل وباء عالمي” و”هذا لا ينجح كإستراتيجية أساسية نظرا لعدم تحمل أي بلد هذا لمدة طويلة”.

وتقول وزارة الصحة إن الفحوص الإيجابية للفيروس تتراوح ما بين 17-23% مع أن المطالقة يتوقع حالات اوسع داخل المجتمع ومعدلات إصابة إيجابية أعلى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي