دراسة حديثة: البشر يولدون بأدمغة معدة مسبقا لرؤية الكلمات

2020-10-31

الخبرة باللغة المنطوقة والمكتوبة تعمل على تعزيز الروابط بين منطقة شكل الكلمات وشبكة اللغات (بيكسلز)

في بحث جديد كشف علماء من جامعة ولاية أوهايو (Ohio State University) أن البشر يولدون بجزء من الدماغ مجهز مسبقا ليكون متآلفا مع رؤية الكلمات والحروف، مما يمهد الطريق لاحقا لتعلم البشر كيفية القراءة.

وعند قيامهم بتحليل نتائج عمليات مسح أدمغة أطفال حديثي الولادة، وجد الباحثون أن هذا الجزء من الدماغ "منطقة شكل الكلمات المرئية" (VWFA) متصل بشبكة اللغة في الدماغ، وهو الأمر الذي يجعل الأدمغة البشرية حساسة للكلمات المرئية منذ الولادة حتى قبل أن تتعلم اللغة المحكية أو المقروءة.

البشر يولدون بجزء من الدماغ مجهز مسبقا ليكون متآلفا مع رؤية الكلمات والحروف (بيكسلز)

روابط دماغية وظيفية

تخالف نتائج هذه الدراسة -التي نشرت بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين أول الجاري في دورية ساينتفك ريبورتس (Scientific Reports)- ما سبقها من أبحاث في هذا المجال والتي كانت قد قيدت فعالية ونشاط "منطقة شكل الكلمات المرئية" وحصرتها بالأفراد البالغين/المتعلمين فقط.

حيث افترض بعض الدارسين أن هذه المنطقة لا تختلف عن الأجزاء الأخرى من القشرة البصرية الدماغية الحساسة لرؤية الوجوه مثلا أو غيرها من الأشياء الأخرى، وأنها تصبح انتقائية للكلمات والحروف فقط عندما يتعلم الأطفال القراءة أو على الأقل عندما يتعلمون اللغة المحكية.

غير أن فريق الدكتورة زينب سايجين من جامعة ولاية أوهايو قد تمكن من إثبات وجود روابط دماغية وظيفية تربط ما بين هذه المنطقة وبين شبكة اللغة في أدمغة الأطفال حديثي الولادة، وذلك أكثر من ارتباطها بالمناطق الأخرى آنذاك.

 روابط دماغية وظيفية تربط ما بين منطقة شكل الكلمات المرئية وبين شبكة اللغة بأدمغة الأطفال (بيكسلز)

وقد اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل نتائج فحوصات أجريت على عدد متساو من الأطفال حديثي الولادة والبالغين، حيث إنهم كانوا جزءا من مشروع يبحث في تطوير الشبكات العصبية المسؤولة عن التواصل البشري.

وهكذا قام الفريق بتحليل نتائج فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة 40 طفلا حديث الولادة وبعمر أقل من أسبوع، وقارنوا هذه الفحوصات بمسح مماثل كان قد أجري على 40 شخصا بالغ. وتمكنوا من العثور على بعض الاختلافات في "منطقة شكل الكلمات المرئية" ما بين حديثي الولادة وبين البالغين.

مشاكل عسر القراءة

ويرى الباحثون أن الخبرة في اللغة المنطوقة والمكتوبة تعمل على تعزيز الروابط ما بين هذه المنطقة وشبكة اللغات في الدماغ، وذلك عندما يكتسب الشخص معرفة القراءة والكتابة. لذلك يرون أن هناك حاجة إلى البحث في آليات تحسين هذه المنطقة بالتزامن مع نضوج الأطفال.

يأمل الباحثون أن يسهم بحثهم في تعلم المزيد عن خصائص التباين الفردية ما بين دماغ بشري وآخر (بيكسلز)

يقوم مختبر سايجين بجامعة ولاية أوهايو حاليا بمسح أدمغة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، وذلك لمعرفة المزيد حول ماهية تطور "منطقة شكل الكلمات المرئية" بالمرحلة التي تسبق تعلم الطفل القراءة.

كما أنهم يبحثون أيضا عن الخصائص البصرية التي تستجيب لها هذه المنطقة، وذلك بهدف معرفة الآلية التي يتأهل بها الدماغ البشري ليصبح قادرا على القراءة.

ويأمل الباحثون أن يسهم هذا في تعلم المزيد عن خصائص التباين الفردية ما بين دماغ بشري وآخر، وذلك لفهم الاختلافات بسلوك القراءة، والذي قد يكون مفيدا في دراسات عسر القراءة واضطرابات النمو الأخرى.

والأهم هو أن تعزيز معرفتنا لدور هذه المنطقة، بهذه السن المبكرة، سيخبرنا بالمزيد عن الآلية التي يطور بها الدماغ البشري قدرته على القراءة، وعن ماهية الأخطاء التي يمكن أن تحدث أثناء ذلك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي