عاشت قبل 160 مليون عام.. ديناصورات وديعة أعياها الطيران فلجأت للانزلاق

2020-10-28

أجنحة ديناصورات "أمبوبتريكس" الشبيهة بأجنحة الخفافيش مكنتها من الانزلاق (يوريك ألرت)

على الرغم من امتلاكها أجنحة شبيهة بأجنحة الخفافيش؛ إلا أن نوعين من الديناصورات الصغيرة، التي عاشت قبل 160 مليون سنة قد عانت حتى تتمكن من الطيران.

إذ استطاع ديناصور "يي" (Yi) وديناصور "أمبوبتريكس" (Ambopteryx) فقط الانزلاق والحوم بين فروع الأشجار بطريقة غير متقنة. مما جعلهم غير قادرين على منافسة الديناصورات الأخرى قاطنة الأشجار أو حتى الطيور المبكرة، ومن ثم انقرضا بعد بضعة ملايين من السنين.

ووفقا لدراسة جديدة نشرتها دورية "آي ساينس" (iScience) في 22 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، فقد استطاع فريق دولي ضم باحثين من الولايات المتحدة وكندا والصين معرفة الكيفية التي طورت بها الديناصورات القديمة طرق مختلفة للطيران، والتي انتهت بشكل الطيران الحالي الموجود في الطيور المعاصرة.

يؤكد الدكتور هانز لارسون مدير "متحف ريدباث" (Redpath Museum) التابع لـ"جامعة ماكغيل" (McGill University) في البيان الصحفي الذي نشرته الجامعة أنه "لا بد وأن تكون هناك سلالة واحدة على الأقل من الديناصورات قد جربت طريقة مختلفة تماما من الطيران".

ويضيف "نعرف أن مهارة الانزلاق قد تطورت إثر عدد لا يحصى من المحاولات في كل من البرمائيات الشجرية والثدييات والسحالي؛ إلا أن دراستنا الحالية قد أضافت الديناصورات إلى قائمة الكائنات القادرة على الانزلاق".

الديناصورات وحشية الأرجل كانت ضخمة الحجم وتتغذى على اللحوم (بيكساباي)

ديناصورات وديعة

عاش ديناصورا "يي" و"امبوبتريكس" في نهاية حقبة "العصر الجوراسي" (Jurassic era) في الصين. وانتمت هذه الديناصورات صغيرة الحجم والتي تزن حوالي نصف كيلوغرام إلى رتبة "وحشيات الأرجل" (Theropods)، غير أنها لم تأخذ منها الكثير.

فمن المعروف عن وحشيات الأرجل أنها كائنات آكلة للَحوم، فبينما كانت تجول الديناصورات المنتمية لهذه الرتبة على الأرض بحثا عن الطعام، سكن جنسا الديناصور "يي" و"أمبوبتريكس" الأشجار وتغذيا على الحشرات والبذور والنباتات.

ويعلق أستاذ علم الأحياء المساعد في "جامعة ماونت مارتي" (Mount Marty University) والمؤلف الرئيس للدراسة توماس ديساكي على قدرة هذه الديناصورات على الطيران قائلا "لم يستطع هذان النوعان البقاء في الهواء، ومن ثم كانا يتراجعان على الفور عن أي محاولة للطيران".

ويضيف "قد يمكن للأنواع ذات الأداء دون المستوى البقاء لملايين السنين؛ إلا أنها لا بد وأن تنقرض يوما ما، وذلك لوجود مفترسات أعلى منها في السلسلة الغذائية مهددة لحياتها، وكذلك وجود بعض المنافسين من الثدييات الصغيرة أسفل منها في السلسلة الغذائية، والتي تحاول أن تحل محلها".

تنزلق ولا تطير

بدافع من الفضول لدراسة الكيفية التي حلقت بها هذه الحيوانات، قام الباحثون باستخدام مطياف فلوري ليزري لمسح حفريات هذه الديناصورات، والتعرف على التفاصيل الدقيقة التي تخفيها الأنسجة الرخوة لأغشية الجناح.

ثم استخدموا نماذج رياضية أمكنها التنبؤ بالطريقة التي طارت بها تلك الكائنات، آخذين في الاعتبار بعض العوامل مثل الوزن وطول الجناح وشكله وأماكن العضلات.

وتعقيبا على نتائج الدراسة يقول لارسون "لم تكن هذه الديناصورات قادرة على الطيران مثل الطيور. إذ لم يكن لديها أدنى المقومات الجسدية التي تمكنها من ذلك؛ إلا أن أجنحتها الغشائية الغريبة منحتها قدرا من الانسيابية، التي مكنتها من الانزلاق والحوم بين فروع الأشجار".

ويمضي قائلا "لا يمكن مقارنة قدرة هذه الديناصورات على الانزلاق بما تملكه السناجب والسحالي المعاصرة من قدرة على الانزلاق، ويبدو أن هذه الديناصورات قد امتلكت طريقة مبتكرة للحصول على غشاء جناحي كبير بدرجة كافية".

أجنحة ديناصور "يي" الغشائية والانسيابية مكنتها من الانزلاق (نوبو تامورا-ويكيبيديا)

طيران غير فعال

وعلى الرغم من أن الانزلاق لا يعتبر شكلا من أشكال الطيران الفعال؛ ذلك لأن القيام به يقتصر على صعود الكائن إلى نقطة عالية، لكن يبدو أنه قد أدى دورا بالفعل في إبقاء ديناصوري "يي" و"أمبوبتريكس" بعيدين عن المخاطر.

ويؤكد ديساكي هذا الأمر قائلا "لا تستطيع الكائنات المنزلقة السفر لمسافات طويلة في الهواء، فالانزلاق ليس طريقة فعالة للطيران؛ إلا أنه يمكن المنزلقات من الهرب إذا استدعتهم الحاجة لذلك".

لم تمكن آلية الانزلاق ديناصوري "يي" و"أمبوبتريكس" من البقاء والمنافسة، فبمجرد وقوعهم تحت ضغوط البيئة والمفترسات "فقدت هذه الديناصورات مكانها على الأرض، ولم تتمكن من الفوز بمكان في الهواء" كما يقول ديساكي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي