الجزائر تُهدد باللجوء للتحكيم الدولي ضد فرنسا لاستعادة أرشيفها "المسروق"

2020-10-27

قال مستشار الرئيس الجزائري عبدالمجيد الشيخي، الثلاثاء 27 أكتوبر 2020، إن بلاده لا تستبعد اللجوء للتحكيم الدولي ضد فرنسا لاستعادة أرشيف المرحلة الاستعمارية.

تقول السلطات الجزائرية إن القوات الفرنسية إبان فترة الاستعمار هرَّبت مئات آلاف الخرائط والوثائق التاريخية، بينها ما يعود للحقبة العثمانية. فيما تقول السلطات الفرنسية إن الوثائق الخاصة بالفترة الاستعمارية للجزائر جزء من الأمور السيادية للبلاد.

اللجوء إلى القضاء؟

وأوضح الشيخي، الذي عُين ممثلاً للجزائر في مفاوضاتها مع فرنسا، في مقابلة مع الإذاعة الرسمية، أن تحركات بلاده لاستعادة أرشيفها التاريخي تواجه مقاومة من الجانب الفرنسي.

أضاف: "لا يوجد ما يمنع من اللجوء إلى التحكيم الدولي أو عرض القضية على الهيئات القضائية الدولية مستقبلاً، لأن الجزائر لم تقُم بذلك مسبقاً".

كان وزير قدماء المحاربين الجزائريين، الطيب زيتوني، قال في تصريحات سابقة إن فرنسا ما زالت تحتجز 98% من أرشيف بلاده، الذي يعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية (1830/1962).

كما قال الوزير: "حسب المعلومات التي حصلت عليها من إدارة مؤسسة الأرشيف الوطني (حكومية)، فإنه حتى الآن استرجعنا فقط 2% من أرشيف المرحلة الاستعمارية (1830/1962) بمعنى أن هناك 98% منه ما زالت لدى فرنسا".

تجاذبات بين الجزائر وفرنسا

شكَّل ملف أرشيف المرحلة الاستعمارية مصدر تجاذبات بين الجزائر وفرنسا لعقود طويلة، وكان دوماً في صلب لقاءات المسؤولين الجزائريين مع نظرائهم الفرنسيين، لكن الملف ما زال عالقاً، ولم تتم تسويته رغم مرور أكثر من 55 عاماً على استقلال الجزائر.

ومنذ 4 سنوات مضت، تتفاوض الجزائر وفرنسا حول 4 ملفات تاريخية عالقة، يخص أولها الأرشيف الجزائري، الذي ترفض السلطات الفرنسية تسليمه، فيما يتعلق الملف الثاني باسترجاع جماجم قادة الثورات الشعبية.

بينما يتعلق الملف الثالث بالتعويضات لضحايا التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية بين عامَي 1960 و1966، والملف الرابع يتناول المفقودين خلال ثورة التحرير (1954-1962) وعددهم 2200 شخص، حسب السلطات الجزائرية.

جماجم رفضت فرنسا تسليمها: بعيداً عن أنظار السياح والزوار يضم المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس أكثر من 18 ألف جمجمة، تم التعرف على هوية 500 من أصحابها فقط، من بينهم 36 قائداً يعتبرون من رموز المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي، وقد تم قطع رؤوسهم وإرسالها إلى فرنسا كغنائم حرب في الفترة الممتدة ما بين 1843 و1850.

في 3 يوليو/تموز 2020، استقبلت الجزائر 24 جمجمة لمناضلين لم تدفن جثثهم منذ أكثر من 170 عاماً.

يرجع الفضل في اكتشاف هذه الجماجم التي كانت مخبّأة في المتحف كل ذلك الوقت إلى الباحث الجزائري علي فريد بلقاضي، الذي اكتشف وجودها عام 2011، والذي بدأ منذ ذلك الحين بإثارة الرأي العام، في محاولة لاسترجاع هذه الجماجم ودفنها بشكل لائق في الجزائر.

في ذلك الوقت أطلق الرئيس الجزائري آنذاك عبدالعزيز بوتفليقة طلباً رسمياً لإعادتها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي