منكب الجوزاء.. النجم الأشهر الذي حير العالم طوال 2020 يكشف أسراره

2020-10-19

تبين أن منكب الجوزاء ليس بالحجم أو المسافة التي تصورها العلماء خلال مدة تزيد على نصف قرن مضى

تمكن فريق بحثي دولي بقيادة علماء من الجامعة الأسترالية الوطنية "إيه إن يو" (ANU) من الكشف عن مجموعة من أسرار منكب الجوزاء (Betelgeuse) أحد ألمع وأهم نجوم السماء، وتبين أنه ليس بالحجم أو المسافة التي تصورها العلماء خلال مدة تزيد على نصف قرن مضى.

وللتوصل إلى تلك النتائج التي نشرت في دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال" The Astrophysical Journal وأعلنت عنها الجامعة في بيان رسمي في الـ16 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استخدم هذا الفريق نوعا من النمذجة الهيدروديناميكية والزلزالية لتحليل الانخفاض في لمعان النجم بسماء الليل خلال عام 2019.

النجم اللافت للانتباه

كان منكب الجوزاء -وهو النجم الذي يقع في كوكبة الجبار (Constellation Orion)- قد أثار انتباه العالم أجمع خلال عامي 2019 و2020 حينما انخفض لمعانه بشكل مفاجئ مرتين متتاليتين.

نعرف الآن أن الانخفاض الأول في اللمعان كان بسبب سحابة ضخمة من الغبار مرت أمام هذا النجم، بحسب دراسة صدرت في مارس/آذار الماضي بدورية "ذا أستروفيزياكال جورنال ليترز" The Astrophysical Journal Letters.

لكن الانخفاض الثاني في لمعان النجم هو ما أثار انتباه باحثي هذا الفريق، حيث تبين لهم أن هذا الانخفاض كان بسبب نبضات زلزالية تهز النجم كله، وهي ظاهرة شائعة في كل النجوم لكنها تختلف في الشدة، وبحساب طبيعة تلك النبضات تبين للفريق أن منكب الجوزاء ما زال يحرق الهيليوم في نواته.

لمعان منكب الجوزاء انخفض مرتين خلال عامي 2019 و2020 بشكل مفاجئ

الهيدروجين هو وقود النجوم، تقوم بدمجه في نواتها وتحصل على الطاقه الخارجة من هذا الاندماج، وفي نهاية أعمار النجوم يكون معظم الهيدروجين في النواة قد تحول إلى هيليوم، فتبدأ النواة في دمج الهيليوم للحصول على الطاقة، ثم تظهر عناصر جديدة تبدأ بالتدريج من الكربون والأكسجين وتصل إلى الحديد.

ومنكب الجوزاء هو أحد تلك النجوم التي تمر بفترة الشيخوخة، وحينما انخفض لمعانه وضع بعض الباحثين فرضية تقول إنه قد قارب على الانفجار، لكن بحسب الدراسة الجديدة فإن وجود الهيليوم في نواة منكب الجوزاء يعني أن الطريق ما زال طويلا أمامه قبل الانفجار، حيث يحتاج إلى حوالي 100 ألف سنة إضافية قبل أن يتحول الهيليوم إلى حديد.

أسرار النجم العجوز

بجانب تلك النتائج، توصلت الدراسة كذلك إلى أن المسافة بيننا وبين منكب الجوزاء ليست كما تصور الباحثون خلال العقود الماضية (حوالي 700 سنة ضوئية)، وأنها تبلغ 530 سنة ضوئية فقط، الأمر الذي أثر بدوره على حسابات الباحثين لمعرفة حجم النجم العملاق.

وكانت توقعات العلماء سابقا تقول إنه إذا وضع مكان الشمس فإن حجمه كان يمكن أن يصل به حتى مدار كوكب المشتري، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أنه أصغر من ذلك بفارق الثلث تقريبا.

وللتوصل إلى أحجام النجوم يقوم العلماء بتحديد دقيق جدا لقطر النجم في سماء الليل بالنسبة للأرض، ثم يقومون -عن طريق الضوء الصادر من النجم- بتحديد المسافة بيننا وبينه، ثم بناء على ذلك يقومون بحساب حجمه الحقيقي.

ولغرض التوضيح، تخيل أن أحدهم يمسك كرة ويبتعد عنك شيئا فشيئا، كلما ابتعد عنك سيصغر حجم الكرة في ناظريك، وإذا استطعت بدقة قياس قطر الكرة والمسافة بينك وبينه فستتمكن من تحديد الحجم الحقيقي للكرة.

يبدو إذًا أن حالة الجدل الشديد التي أثارها منكب الجوزاء كانت مفيدة، حيث لفتت انتباه العلماء إليه ليقوموا بفحصه بدرجة أكبر من الدقة.

لكن للأسف فإن هذه الأخبار محزنة بالنسبة لهواة الفلك حول العالم، فقد انتظروا أن يروا انفجارا قريبا لأحد النجوم بأعينهم، ويبدو أن منكب الجوزاء -الذي كان أشهر المرشحين- قد خرج من القائمة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي