مسلسل "إلا أنا".. 6 حكايات نسائية أفسدها المَلل

2020-10-15

بطلات مسلسل "إلا أنا": أروى جودة (يمين)، شيري عادل، كندة علوش، وفاء عامر

مع ظهور منصات البث العربية التي تحاول إثبات نفسها والاستئثار بقطاع عريض من الجمهور سواء عبر محتوى عربي خاص أو حتى أجنبي، ما كان من صناع الدراما إلا الاتجاه للأعمال القصيرة أو متعددة المواسم أسوة بالدراما الأجنبية.

أحد أحدث الأعمال الدرامية والتي يجري عرضها حاليا على شاشة "دي إم سي" (DMC)، مسلسل "إلا أنا" وهو دراما مصرية مكونة من 60 حلقة؛ لكن الجديد أنه يتضمن 6 حكايات مختلفة كل واحدة مكونة من 10 حلقات، لها عنوانها الخاص وأبطالها المميزون.

يذكر أن العمل قصة وفكرة يسري الفخراني، وإنتاج شركة سينرجي للإنتاج الفني، أما الحكايات فجاءت مقتبسة من قصص واقعية، تعكس قضايا مجتمعية شائكة تتعرض لها النساء وتعاني منها، وكيف تحاول كل واحدة منهن النجاة بطريقتها الخاصة.

بنات موسى

الحكاية الأولى حملت اسم "بنات موسى"، كتب السيناريو والحوار الخاص بها أمين جمال ومحمد محرز وأخرجها محمد أسامة، أما البطولة فأسندت لوفاء عامر، وصبري فواز، وكمال أبو رية، ونادية رشاد.

ودارت حول أسرة ميسورة الحال، يموت عائلها فجأة ويترك خلفه زوجته وبناته، فما يكون من شقيقه إلا الاستيلاء على الميراث، معللا ذلك بالعادات الصعيدية التي تمنع النساء من التحكم بالمال، وهو ما يقلب حياة البطلات رأسا على عقب، ويضطرهن للمقاومة من جهة، والبحث عن مصدر بديل للدخل من جهة أخرى.

سنين وعدت

أما الحكاية الثانية فكتب السيناريو والحوار لها كل من محمد الدباح وريم القماش، وأخرجها أحمد شفيق، فيما أدت بطولتها أروى جودة وكارولين خليل وأحمد صفوت وطارق عبد العزيز.

وهي حكاية تدور حول زوجة وأم ناجحة بحياتها المهنية، تلهث طوال الوقت خلف طموحاتها إلى أن تكتشف مرور العمر، وابتعادها عن أقرب الناس إليها خلال هذه الرحلة، فتقرر التخلي عن كل شيء لإنقاذ علاقاتها بمن تحبهم، والعثور من جديد على شغفها الضائع وعلى نفسها الحقيقية.

أمل حياتي

الحكاية الثالثة والتي بدأ عرضها هذا الشهر على خلاف الحكاية الأولى والثانية اللتين عرضتا قبل رمضان الماضي، جاءت من بطولة حنان مطاوع ونور محمود ونانسي صلاح وأحمد كشك، وسيناريو وحوار شريف يسري، وإخراج أحمد حسن.

وهي تحكي عن أخت غير شقيقة تحمل على عاتقها مسؤولية أسرتها بمن فيهم إخوتها غير الأشقاء وزوجة والدها الراحل، ورغم تضحيتها بكل غال ونفيس لأجلهم؛ إلا أنهم يتمادون في استغلالها والإساءة إليها، فما يكون منها إلا أن تقرر الاستقلال عنهم، ومحاولة العيش لنفسها ولو لمرة واحدة.

أمر شخصي

الحكاية الرابعة والتي تعرض حاليا، هي "أمر شخصي" أخرجها محمد كامل، وأسندت بطولتها لشيري عادل ونهال عنبر ومحمد عادل، وهي القصة التي رغم عاديتها؛ إلا أنها حملت بين طياتها بعض التشويق والغموض.

فالقصة تحكي عن فتاة تخطت 30 من دون زواج قبل أن تلتقي بطبيب يقع بحبها بسرعة، ويطلبها للزواج، ما لم تحسب حسابه أنه يخفي عنها حقيقة ماضيه، وما ارتكبه فيه، وهو الأمر الذي سرعان ما يترك بصمته على حياتهما ويهدد سعادتهما.

عودة بعد غياب

يذكر أن الحكايتين المتبقيتين "ضي القمر" و"لازم أعيش"، الأولى من بطولة كندة علوش، والثانية لجميلة عوض، وهو ما يعد بمثابة عودة درامية للممثلتين بعد غياب استمر 3 سنوات.

بين السلب والإيجاب

أثارت الحكايات ردود أفعال متفاوتة، فبينما أثار بعضها جدلا كبيرا على منصات التواصل، تسبب بعضها الآخر في امتعاض المشاهدين. ولعل الحكاية الأسوأ فنيا هي "بنات موسى" التي جانب صناع العمل التوفيق في البدء بها، إذ لم تكن ممتعة على مستوى القصة أو التمثيل.

أما الحكاية الأفضل فهي "سنين وعدت"، والتي برعت خلالها أروى جودة، واتسمت تفاصيلها بالمعاصرة والسرد الدرامي ذي الإيقاع التصاعدي والسريع، أما العنصر الأجمل على الإطلاق فكان الحوار الذي جاء فلسفيا ولمس الكثيرين.

كذلك أثنى الجميع جمهورا ونقادا على أداء حنان مطاوع، التي صارت شهادة ضمان لجودة أي عمل تنتمي لفريقه، خاصة مع اعتناقها لأسلوب السهل الممتنع، ونجاحها من خلاله في التعبير عن الحالات المختلفة والمتناقضة، التي تعرضت لها الشخصية التي أدتها.

وبالرغم من تواضع مستوى الحكاية الرابعة مقارنة بما سبقها؛ إلا أن الغموض الذي شابها نجح في أن يجذب إليه قطاعا من المشاهدين، خاصة وأنه عودة لشيري عادل للشاشة بعد أن باعد الزواج بينها وبين الجمهور.

العيب القاتل

مع كل ما حققه المسلسل من نجاح حتى الآن؛ إلا أن صناعه وقعوا في فخ قاتل، وهو اللهاث خلف "الكليشة" أو القصص المكررة والتقليدية، فالقصص وإن كانت واقعية؛ لكنها جاءت ميلودرامية لدرجة الابتذال، بل وتماديا منهم في الاستسهال والقولبة جاءت الحلول التي لجأت لها البطلات الأربع حتى الآن، جميعها واحدة وتعتمد على تحويل هواياتهن لمهن يسوقن لها عبر منصات التواصل، قبل أن يحققن من خلالها نجاحا سريعا ومدويا.

وعلى ذلك، فنحن لا ننكر أن الواقع يحتوي على مثل هذه الحكايات المعادة حد الملل؛ إلا أن ما يتوقعه الجمهور من صناع الدراما الذين تعتمد مهنتهم على الخيال، أن يكونوا قادرين على تقديم الحبكات ببعض من الابتكار والتجديد.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي