مدينة بغداد

2020-10-14

فاطمة مشعلة

بغداد هي العاصمة العراقيّة، وكُبرى مدن العراق، ومركز محافظة بغداد، يبلغ عدد سكّانها حوالي 7.6 مليون نسمةٍ، أمّا مساحتها فهي 204.2كم²، وتقع على نهر دجلة على بعد خمسةٍ وثمانين كيلومتراً شمال مدينة بابل الأثريّة، فيما لا تفصلها سوى كيلومتراتٍ قليلةٍ عن شمال غرب مدينة قطسيفون أو المدائن.

التاريخ

أُنشِئت بغداد على الأغلب في العصر الأشوريّ، ومرّت عليها العديد من الحضارات والعهود؛ مثل: الدولة السلوقيّة، والإغريقيّة، والفارسيّة، وعُرِفت بغداد في عهد الفرس بمدائن كسرى، قبل أن تتحوّل إلى عاصمةٍ للخلافة العباسيّة، حيث لعب الموقع الجغرافيّ للمدينة أهميّةً كبيرةً لتكون مركزاً حضاريّاً مهمّاً منذ القِدم؛ إذ تتوسّط بغداد مدناً عديدةً تمتدّ من شمال العراق حتّى جنوبه، وهذا ما سهّل تواصلها مع غيرها من المناطق، وجعلها ملائمةً لعيش الإنسان واستقراره.

أصبحت بغداد مدينةً في عهد الخليفة العباسيّ المنصور؛ حيث أسّسها في القرن الثامن الميلاديّ، وجعلها عاصمةً لدولته؛ ومن هنا تعاظمت أهميّتها التي لم تقتصر على كونها مركزاً لإدارة حكم العباسيّين، بل صارت أهمّ مراكز العلوم على مدار قرون، فيما تجلّى الاهتمام ببغداد في عصر الخليفة العباسيّ الخامس هارون الرشيد، لكنّ هذه المكانة تراجعت بعد تعرّضها للغزو على يد المغول والتتار عام 1258م، وتناوب الصفويّون والعثمانيّون على حكم المدينة أوائل القرن السادس عشر، حتّى سيطر عليها العثمانيّون عام 1535م، واستمرّ حكمهم أربعة قرونٍ بطولها، وفي عام 1917م خضعت لحكم الإنجليز، كما حدث مع معظم المدن العراقيّة، حتّى نال العراق استقلاله رسميّاً عام 1932م.

المناخ

يُعدُّ مناخ بغداد مناخاً صحراويّاً؛ ففي فصل الصيف تشتدّ الحرارة، وقد تتجاوز خمسين درجةً مئويّةً، فيما تسود الجوَّ حالةٌ من الجفاف، كما تتعرّض المدينة لعواصف ترابيّةٍ قاسيةٍ، يُرجع العلماء سببها إلى الاحتباس الحراريّ ومناخ العراق الصحراويّ، بالإضافة إلى زيادة نسبة الكربون في الجوّ، وانتشار ظاهرة التصحّر، وغيرها من العوامل البيئيّة.

السكّان

إنّ معظم سكان مدينة بغداد من العرب المسلمين، إلى جانب الأكراد الفيليين، وأقليّاتٍ من المسيحيّين، والصابئة، وقبائل اليزيديّين، فيما كان لليهود وجودٌ قبل نكبة فلسطين عام 1948م في المدينة بنسبةٍ كبيرةٍ؛ حيث شكّلوا أكبر طائفةٍ غير مسلمةٍ في بغداد، لكن تناقصت أعدادهم كثيراً بعد احتلال فلسطين، وإعلان الهجرة الجماعيّة إليها.

الاقتصاد

بغداد مركز رئيسيّ للصناعة في العراق؛ ففيها معامل السجّاد، والجلود، والمنسوجات، ومصانع للإسمنت والتبغ، كما يُعدّ تكرير النفط أبرز المجالات الاقتصاديّة فيها؛ ففي الحقل النفطيّ شرق بغداد توجد إحدى كُبرى الاحتياطيّات النفطية في العراق، بالإضافة إلى أنّ مصفاة الدورة القريبة منها هي ثالث أكبر مصفاةٍ في العراق من حيث الإنتاج، ويُذكر أنّ بغداد مركز تجاريّ مهمّ أيضاً؛ لأنّها نقطة الربط بين دول تركيا، وسوريا، والهند، ومناطق جنوب شرق آسيا، وهي بالإضافة إلى ما سبق مزارٌ سياحيٌّ، يقصده أكثر من مليون سائحٍ سنويّاً، أمّا من الناحية الزراعية فتنتشر في المدينة بساتين النخيل، لا سيّما على ضفاف نهر دجلة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي