
الكتاب: مسؤولية الرجل الابيض... هذه المأساة المضاعفة
المؤلف: وليام ايسترلي
عرض وقراءة: زكريا شاهين
نعرف جميعنا الجوع الشديد والفقر المدقع الذي يحيق بفقراء العالم. سمعنا الحقائق، رأينا الصور عبر شاشات التلفزة، اشترينا القمصان وتأثرنا كأفراد وحكومات لنمد أيدينا عميقا في جيوبنا. لكن ما الذي حدث لكل تلك المساعدات؟ لماذا بعد خمسين سنة وانفاق 2,3 ترليون دولار مازال هناك أطفال يموتون نتيجة فقدان أدوية تبلغ قيمة الجرعة منها اثنى عشر سنتا؟ لماذا مازال هناك الكثير من الناس يعيشون على أقل من دولار باليوم دون مياه نظيفة، وطعام وصرف صحي، ومأوى وتعليم أو رعاية صحية؟
هذه التساؤلات، يطرحها الكاتب وليام ايسترلي، المؤلف البارز والاقتصادي السابق في البنك الدولي، في كتابه " مسؤولية الرجل الابيض" هذه المأساة المضاعفة، ورغم تقديره للجهود المبذولة والتعاطف مع الحملة التي تهدف الى جعل الفقر شيئا من التاريخ، فانه يقدم حججا دامغة وقوية على أن الخطط الكبيرة والنوايا الطيبة تشكل جزءا من المشكلة وليس الحل.
ينتقد وليام ايسترلي، دون أن يدعي امتلاكه لكل الاجوبة، موقف الغرب المزهو بنفسه والذي يحاول فرض الحلول من برجه العاجي، ويدعو في هذا الكتاب، الذي يقدم وجهة نظر غاضبة ومؤثرة ولكنها دائما صارمة، كل منا لتحمل المسؤولية، سواء المانحين، أو عمال الاغاثة أو المواطنين العاديين حتى تصل المزيد من المساعدات الى الناس الذين يحتاجونها فعلا، والى الام التي لا تستطيع اطعام اطفالها، والى الفتاة الصغيرة التي تجمع الحطب بدلا من الذهاب الى المدرسة، والى الاب الذي لا يستطيع العمل لأن الحرب اقعدته.
لا نتائج ملموسة للمحتاجين.. لماذا؟
يناقش الكاتب ما يطرحه المسؤولون في الغرب، مختارا منهم رئيس الحكومة البريطانية الحالي ليقول:
يتحدث وزير مالية المملكة المتحدة غوردن براون " سابقا" ببلاغة حول واحدة من مآسي فقراء العالم. حين القى خطابا مؤثرا في كانون الثاني/يناير 2005 حول مأساة الفقر المدقع الذي يصيب مليارات البشر، وملايين الاطفال الذين يموتون نيجة أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة، وطالب بمضاعفة المساعدات الخارجية، واطلاق خطة مارشال لصالح فقراء العالم، وانشاء صندوق تمويل دولي يمكن من خلاله اقتراض عشرات مليارات الدولارات أكثر من المساعدات المستقبلية لانقاذ الفقراء اليوم، ومنح الامل بالاشارة الى مدى سهولة القيام بأعمال الخير.
لا يكلف الدواء الذي يمنع حوالي نصف حالات الوفاة بالملاريا سوى اثنتي عشر سنتا للجرعة، ولا تكلف شبكة السرير التي تمنع اصابة طفل بالملاريا سوى اربعة دولارات، ولن يكلف انقاذ خمسة ملايين طفل من الموت في السنوات العشر المقبلة سوى ثلاثة دولارات لكل أم جديدة، ولن يكلف برنامج مساعدات لمنح أموال نقدية للعائلات لتعليم أولادها، وارسال اولادهم الى المدرسة الابتدائية سوى النذر اليسير.
لم ينبس غوردون براون بينت شفة حول المأساة الاخرى لفقراء العالم، وتتمثل هذه المأساة بانفاق الغرب2.3 ترليون دولار على المساعدات الخارجية خلال العقود الخمسة الماضية دون ان يستطيع ايصال شبكات أسرّة بقيمة أربعة دولارات للواحدة الى العائلات الفقيرة.
أنفق الغرب2.3 ترليون دولار دون أن يستطيع ايصال ثلاثة دولارات لكل ام جديدة لمنع خمسة ملايين حالة وفاة بين الاطفال.
أنفق الغرب 2.3 ترليون دولار وماتزال الفتاة " امارتخ " تحمل الحطب ولاتذهب الى المدرسة، انها مأساة لم يحمل فيها التعاطف الشديد أى نتائج ملموسة للمحتاجين.
في يوم واحد، 16 تموز/ يوليو2005، نشرت الاقتصاديات الامريكية والبريطانية تسعة ملايين نسخة من الاصدار السادس لسلسة كتاب الاطفال هاري بوتر للجمهور المتحمس، وكانت رفوف باعة الكتب تفرغ باستمرار ليتم ملؤها من جديد نتيجة تهافت الزبائن على الكتاب، وشحنت مواقع أمازون وبارنز_نوبل للشراء المباشر نسخا مباعة سلفا الى منازل الزبائن مباشرة، لم يكن هناك خطة مارشال لهاري بوتر،ولا صندوق تمويل دولي لكتب السحرة القصر، وما يحبس الانفاس ان المجتمع العالمي قد طور طريقة شديدة الفعالية لايصال الترفيه الى الراشدين والاطفال الاثرياء بينما لايستطيع ايصال دواء بقيمة اثني عشر سنتا الى الاطفال الفقراء المحتضرين.
يتحدث الحالمون، المشاهير، الرؤساء، ووزراء المالية، والبيروقراطيون " الموظفون الاداريون"، وحتى الجيوش حول المأساة الاولى، ويستحق تعاطفهم وعملهم الشاق الاعجاب، ولا يتحدث سوى القليلون فقط عن المأساة الثانية.
أشعر بأنني مثل بخيل يشير الى المأساة الثانية رغم وجود الكثير من النوايا الطيبة والتعاطف بين الكثير من الناس لمساعدة الفقراء، أتحدث الى جمهور واسع من أصحاب القلوب الطيبة الذين يؤمنون بقوة خطط الغرب الكبيرة لمساعدة الفقراء، وأتمنى فعلا أن أؤمن بها نفسي. أشعر أحيانا بأنني ملحد آثم اشترط بطريقة ما في الاجتماع السري الخاص بالكرادلة لاختيار خليفة البابا يوحنا بوليس الثاني، ورغم وجود اجماع في الاراء على الخطط الكبيرة لمساعدة الفقراء، الا أن العموم ينظرون الى شكوكي حول تلك الخطط مثلما ينظر الكرادلة الى ترشيحي للمطربة مادونا لتكون البابا التالي.
وقعت المأساة الثانية بسبب المقاربة الخاطئة التى سلكتها المعونة الغربية التقليدية في معالجة الفقر في العالم.
مسؤولية الرجل الغربي : ملاحظات تاريخية
كما يدل مثال " روبرت اوين"، التمسك بحلول مثالية لمشاكل باقي العالم ليس جديدا _ انه موضوع انتقل عبر تاريخ الغرب وباقي العالم، ظهرت الخطط الكبيرة التي ستصبح يوما ما مساعدات خارجية وتدخلا عسكريا في بدايات القرن الثامن عشر، وتشير معظم السجلات الى الانتقال المفاجئ من نظام الاستعمار الى المساعدات الخارجية والتدخل العسكري الخيري، وبالطبع كان هناك تغيرات رئيسية في مواقف وسياسات الغرب، ومن الجيد ايضا رؤية الاساليب التي استمرت منذ تلك الحقبة، ومنذ البداية، لم تحظ مصالح الفقراء باهتمام يذكر مقارنة بخيلاء الاغنياء، وانبثقت " مسؤولية الرجل الغربي" من الفكرة الخيالية التي اسعدت الغرب بأننا " نحن " من وقع علينا الاختيار لانقاذ باقي العالم، وأناط الرجل الابيض بنفسه دورا قياديا في نسخة النظام السياسي القديم من " هاري بوتر".
اعتبرت حركة التنوير الفكري في أوروبا في القرن الثامن عشر بقية العالم لوحا فارغا _ليس لديه تاريخ ذو معنى أو مؤسسات خاصة به_ يستطيع الغرب أن ينقش عليه مثله العليا، وكما وصف " كومت دو بوفون " الامر :" ظهرت الحضارة من خلال الاوروبيين... ونظرا لتفوقها تحديدا، تعتبر الشعوب المتحضرة مسؤولة عن تطوير العالم " وقال " ماركيز دو كوندورسيه" " تلك الاراضي الشاسعة... لاتحتاج سوى الى مساعدة منا لتصبح متحضرة ".
حتى مع القيام باصلاحات تدريجية مفيدة، مثل الحملة البريطانية المناهضة لتجارة الرقيق في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، لم تكن غطرسة الرجل الابيض على وشك الاختفاء آنذاك، يقول البريطاني المحافظ السير "روبرت بيل" في خطاب له في حزيران /يونيو1840 انه ما لم يوقف البيض تجارة الرقيق، فانهم لن يقنعوا افريقية ابدا " بتفوق اخوانهم الاروبيين ".
قال أحد قادة الحركة المناهضة للعبودية،" ويليام ويلبرفورس"، لاحقا حول الهند:" ألا ينبغي علينا عندها... السعي انتشال تلك المخلوقات البائسة من وضعها المزري الحالي؟. وقال " جيمس ميل" سنة 1810: " من أجل السكان المحليين " في الهند، لايستطيع البريطانيون "تركهم لمصيرهم".
حتى مؤتمر برلين سنة 1855، الذي قسم افريقية بين المستعمرين الاوروبيين_مثل الاطفال الذين يصرخون طلبا للحلوى عند افتتاح الهدايا_ تضمن لغة ايثارية، وكان الموقعون" يهدفون الى تعليم السكان المحليين وتزويدهم ببركات الحضارة.
وانتقد المعارض الفذ، مارك توين، الجهود الحضارية ابتداء من سنة 1901:"بركات الحضارة... لايمكن ان تكون افضل، في ضوء خافت... مع مسائل تنال الكثير من الاهتمام، والتي زودوا بها هذا المعرض المرغوب: قانون ونظام...حرية... تعامل مشرف...حماية الضعيف... تعليم... هل هذا جيد ؟ ياسيدي، انها فطيرة.وستجذب الى المعسكر كل احمق يجلس في الظلام في اي مكان".
وعد ميثاق عصبة الامم المتحدة الذي تم اقراره بعد الحرب العالمية الاولى "الشعوب التي لاتملك القدرة على النهوض بأنفسها" بأن تكوّن "رفاهية وتنمية تلك الشعوب وديعة مقدسة للحضارة ". لهذا،" ينبغي وضع تلك الشعوب تحت وصاية الامم المتقدمة، انه شكل بدائي من الاستغلال".
حدث تغير في اللغة "وفي التفكير ايضا" بعد الحرب العالمية الثانية. وذهبت الاحاديث حول التفوق العرقي، الوصاية على الشعوب المتخلفة، وشعوب لا تستطيع حكم نفسها أدراج الرياح، وأصبح الحكم الذاتي والتحرر من الاستعمار مبادئ عالمية. وبدّل الغرب العبارة العنصرية بكلمة جديدة، وتحولت كلمة " متخلف" الى " نام" وأصبحت كلمة " الشعوب الهمجية" " العالم الثالث" وكان هناك تغيير حقيقي في المشاعر بعيدا عن العنصرية نحو احترام المساواة، لكن مبدأ الرعاية والاكراه بقى متداولا.
المساعدات الخارجية!!
في الوقت نفسه، حصل مشروع الغرب الى باقي العالم على اسم جديد: المساعدات الخارجية، وبدأت المساعدات الخارجية مع برنامج " النقاط الاربع " الذي طرحه "هاري ترومان" قال في خطاب توليه مهامه في 20 كانون الثاني /يناير 1949 "مسبقا " جيفري ساكس " ومشروع ألفية الامم المتحدة بأكثر من نصف قرن":" ينبغي أن نبدأ برنامجا جديدا شجاعا لـ...تطوير وتنمية المناطق النامية. ويعيش أكثر من نصف سكان العالم في ظروف تقترب من البؤس... للمرة الاولى في التاريخ،تمتلك الانسانية المعرفة والمهارة للتخفيف من وطأة معاناة تلك الشعوب"، وتجاهل "ترومان " محاولات الغرب السابقة كما لو أنها أقارب ريفيين بعيدين عن زفاف يقام في بارك _ أفينيو : "للمرة الاولى في التاريخ" نعرف كيف نساعد باقي العالم " تلك الشعوب ".
شق " ترومان " طريقا جديدة. وسرعان ما ظهر خبير التنمية، وريث المبشر وضابط الاستعمار. وتوصلت مجموعة من خبراء الامم المتحدة بعد سنتين من خطاب "ترومان " الى نتيجة مفادها أن :" تحقيق زيادة 2% في الدخل القومي للفرد الواحد " تطلب مساعدات خارجية "بحدود 3 مليارات سنويا ". وفي سنة 1960 ادّعى " والت سترو " في كتابه "مراحل النمو الاقتصادي" : ان هناك حاجة لزيادة المساعدات الخارجية بقيمة 4 مليارات دولار لتحقيق نمو منتظم في كل آسيا، الشرق الاوسط، افريقيا وأمريكا اللاتينية، بزيادة دخل الفرد بحوالي 105% سنويا ".
كان هناك بعض المصالح الشخصية في هذا المضمار، عنون " روستو " كتابه "البيان المناهض للشيوعية "، وتنافس الغرب " العالم الاول" مع الشيوعية "العالم الثاني" لجعل العالم الثالث ينتهج " الطريق الامثل "، وكافح الغرب لاقناع باقي العالم أنه يمكن تحقيق الازدهار المادي بسهولة في ظل الحرية " الملكية الخاصة، الاسواق الحرة والديمقراطية " أكثر من تحت مظلة الشيوعية، وكان على جيوش الغرب أحيانا أن تتأكد من سلوك باقي العالم طريق الرخاء، وأثرت الحرب الباردة في الجهود الغربية طوال عقود "كما تؤثر الحرب على الارهاب في المساعدات الخارجية اليوم".
كان "روستو " مستشارا لـ "جون ف.كينيدي "، الذي أعلن سنة 1961 أن " برامج ومفاهيم المساعدات الخارجية الموجودة حاليا غير مرضية على الاطلاق... ننوي خلال عقد التنمية القادم هذا تحقيق نجاح فاصل فيما يخص مصير العالم النامي، ونتطلع نحو ذلك اليوم... الذي تنتفي فيه الحاجة للمساعدات الخارجية".
لا يؤدي تكرار الاقراض الى جعل الدين قابلا للتسديد، تلقت البلاد الاشد فقرا أيضا قروضا من الحكومات الغربية ووكالات ضمان الصادرات، وأصبح مقدار ديونها كبيرا جدا لدرجة أنه بعد سنة 1966 أسقط صندوق النقد والبنك الدوليان، للمرة الاولى في تاريخهما، جزءا من ديونهما.
فشلت عملية تخفيف الديون في تحفيز النمو مما سبب مشكلة حقيقية، لأن فشل القروض الاصلية في دفع النمو هو الذي كان قد تسبب بمشكلة الدين في المقام الاول.
الاستغلال الابشع والاطول
تحت هذا العنوان، يلقي الكاتب الضوء على استغلال الغرب لافريقيا، وعلى تجارة الرقيق، ونهب الموارد، كما يتطرق الى الاستغلال الابشع الحديث، حين يتحدث عن غزو الولايات المتحدة للعراق بهدف نهب ثرواته تحت مسمى الديمقراطية والتغيير، قبل ان يختتم كتابه بالقول: اذا كانت مشكلة المساعدات الخارجية الرئيسية الافتقار الى المعلومات من الفقراء أنفسهم، وتحمل المسؤولية أمام هؤلاء الفقراء، لماذا لا نستهدف المشكلة مباشرة؟ أصدر البنك الدولي مؤلفا في ثلاثة مجلدات بعنوان : أصوات الفقراء"، والذي اقتبست منه أمثلة البلاد في هذا الكتاب، لماذا لا نصغي الى آراء الفقراء حول المساعدات التي تصلهم؟
خاض الاميركيون ثورة قامت على مبدأ " لا ضرائب دون تكليف؟ " " وآمل أن أكون قد أوضحت ان غير الطغاة غير الشرعيين في باقي العالم لا يستطيعون تقديم مثل هذا التكليف" ايها الغربيون: لاتفعلوا اشياء من أجل أو لشعوب اخرى دون تزويدهم بطريقة تعرفون بها ما يجري_ وتحميلكم المسؤولية عن ذلك _ من أجلهم أو لهم.
هل تصل المساعدات الى الفقراء؟ حسنا لندع وكالات المساعدات الخارجية تطرح السؤال. وينبغي أن تتضمن جهود التقييم دراسات حول الفقراء، ويجب أن نسألهم فيما اذا كانوا يحصلون على مايحتاجون اليه واذا كان حالهم أفضل بسبب تدخل المساعدات، وتحميل وكالات المساعدات المسؤولية عن النتائج. وينبغي اجراء دراسات عن حالة السكان فبل وبعد برنامج المساعدات، لمقارنة النتائج حول محصلات معينة.
تستطيع المساعدات الاستفادة بشكل أفضل من مجموعة من العملاء الذين يمتلكون الحافز لايجاد أشياء تسعد الزبائن : الشركات الخاصة مثلا، تستطيع الشركات الخاصة تقديم خدمات تصل الى الفقراء، والعمل في مجال الرقابة، وتوفير التمويل لمشاريع الفقراء، وتدريب عمال المساعدات على التفكير مثل البحاثة لارضاء الزبائن.
ما الذي تستطيعون فعله؟
هيمن المخططون على الجيل السابق من جهود الغرب لمساعدة باقي العالم، ولا يستطيع المخططون الطوباويون تطوير باقي العالم_ على الاقل، ليس نحو الافضل، وفيما طور باقي العالم نفسه، فشلت هندسة المخططين الاجتماعية العالمية في مساعدة الفقراء، وستفشل دائما، وقد تسبب المخططون في مأساة فقراء العالم الثانية، ولم يحقق المخططون تقدما كبيرا في معالجة المأساة الاولى لفقراء العالم،ومازال هؤلاء يعانون الكثير من الفواجع التي يمكن تفاديها.
ما الذي تستطيعون فعله؟ هناك دور لجميع من يهتم بالفقراء "في الغرب وباقي العالم" واذا كنتم ناشطين في هذا المجال، تستطيعون دفع القضية بجمع المزيد من أموال المساعدات والتأكد أنها تصل الى الفقراء. واذا كنت باحثا أو طالب تنمية تستطيع استنباط طرق لتحسين نظام المساعدات، أو ابتكارات تدريجية تجعل حياة الفقراء افضل، أو وسائل لتحقيق التنمية المحلية عاجلا وليس آجلا، واذا كنت عامل مساعدات، تستطيع نسيان الاهداف الطوباوية والاعتماد على ما تجيد فعله لمساعدة الفقراء، وحتى اذا لم تكن تعمل في حقل مساعدة الفقراء، تستطيع رغم ذلك كمواطن، اسماع صوتك من أجل دفع قضية ايصال المساعدات الى الفقراء، ولا ينبغي بالمواطنين الاعتماد على الخطط الطموحة جدا والخاوية لجعل الفقر من التاريخ،ويستطيع كل منهم اظهار امتعاضه من المخططين والدعوة لافساح المزيد من المجال أمام البحّاثة.
ويستطيع احدكم ايها البحاثة اكتشاف طريقة لارسال فتاة اثيوبية تدعى "امارتخ" في الثالثة من العمر وتجمع الحطب الى المدرسة.