نور الكوا تُؤنسن الحيوان في لوحات تعبيرية رمزية

2020-10-04

مزج طريف بين الإنساني والحيواني

دمشق - في معرضها الفردي الرابع الذي خصّصته لمجمل أعمالها لعام 2020 تطلق الفنانة التشكيلية السورية الشابة نور عماد الكوا العنان لخيالها في رسم الحيوان وأنسنته بأوضاع مختلفة، فيما تجلى حضور الإنسان بالمعرض عبر استحضار شخصيات فنية كبيرة أثّرت على حياتنا، إضافة إلى لوحات أخرى تبرز تأثرنا كأفراد بالظروف الناجمة عن الحجر الصحي لمواجهة فايروس كورونا.

المعرض الذي أقامته الفنانة نور في مرسمها بمنطقة الجسر الأبيض في دمشق تعمّدت ألا تختار له عنوانا حتى لا يضيع معه فحوى معرض ضم ثلاث مجموعات أساسية، وغلب على ألوانه الإكريليك على القماش بأسلوب واقعي تعبيري وانطباعي ضمن أحجام لوحات كبيرة.

وتقول الفنانة عن ذلك “اخترت رسم لوحاتي بأحجام وصل بعضها إلى ثلاثة أمتار كنوع من التحدي، في مقاربة الحجم الحقيقي لموضوعات اللوحة”.

لوحة من أعمالها في المعرض

وتضيف “يضم المعرض نحو ثلاثين عملا، (وهي أعمال) مقسمة إلى لوحات ‘لاند سكيب’ تصوّر الأشجار والطبيعة، ولوحات إنسانية كنت اشتغلت عليها في معارضي الأولى، وكذلك لوحات أخرى بطريقة جديدة تصوّر الثور بأسلوب خاص لم أركّز فيه على قتله كما في حلبات الماتادور الإسبانية، بل على الحلم بأن يعيش الإنسان حياة مسالمة طبيعية باسترخاء يلعب الشطرنج ويستمع إلى الموسيقى، وأعتقد أنه مؤلم جدا أن يكون الإنسان بهذه الوحشية كي يعذّب كائنا حيا وبإقبال جماهيري كبير على هذه اللعبة”.

  الفنانة التشكيلية السورية نور عماد الكو تجسّد فترة الحجر الصحي بطريقة فنية وإيجابية وبألوان زاهية بعيدة عن السوداوية.

ورسمت نور فنانين عظماء أضاءوا حياتنا، كأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وصباح فخري، في وضعيات متشابهة يظهرون فيها وهم يؤدّون أغانيهم، فضلا عن راقص المولوية، حيث تُعيد ذلك لإيمانها بأن الفنون جزء واحد وبينها رابط مشترك وأنه لا يوجد فنان تشكيلي لا تكون الموسيقى حاضرة معه وهو يعمل، ومن الضروري تجسيد أسماء أثّرت في وجداننا وتخليدها في ذاكرة الأجيال.

ونور الكوا التي اختارت ألوانا باردة لأغلب أعمالها تعيد ذلك لتفضيلها اللون الواحد الطاغي على العمل، لكنها تجد أن إضافة نقطة أو مساحة صغيرة من لون حار كفيلتان بأن تنشرا فيها الدفء.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي