الغارديان: سنوات من "التضليل" تجعل من الصعب معرفة حقيقة وضع ترامب الصحي

2020-10-04

ترامب يبلغ من العمر 74 سنة ويعاني من السمنة

قالت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية إن التصريحات المتقلبة بشأن الوضع الصحي للرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى بعد إصابتهما بفيروس كورونا متسقة مع نمط طويل الأمد من التضليل من قبل الرئيس ومساعديه بشأن صحته؛ مما يجعل من الصعب الوثوق بأي تصريحات رسمية بشأن صحة ترامب، حتى في وقت أزمة كبرى كالأزمة الحالية.

وذكرت الصحيفة أن الحوادث التي تؤكد هذا المعطى متعددة، حيث كانت التصريحات التي تؤكد "صلابة" الرئيس خلال حملته الرئاسية الأولى مثيرة للدهشة، خاصة بعد أن أصدر طبيبه الخاص هارولد بورنشتاين رسالة مبالغ في لهجتها بشأن صحته.

وقال بورنشتاين في ديسمبر/كانون الأول 2015 "إذا تم انتخاب السيد ترامب، فيمكنني القول بشكل لا لبس فيه إنه سيكون الشخص الأكثر صحة بين الذين تم انتخابهم للرئاسة على الإطلاق".

وتبجحت الرسالة بأن "القوة الجسدية والقدرة على التحمل لدى ترامب غير عادية"، وأن دورته الدموية "ممتازة لدرجة مذهلة"، قبل أن يعترف بورنشتاين بعدها بـ3 سنوات بأن ترامب هو من أملى عليه نص الرسالة.

مراوغة وتضليل

لكن "المراوغة والغش" بشأن صحة الرئيس لم تنته عند هذا الحد -حسب الصحيفة- فقد كشف بورنشتاين أيضا عن أن حارس ترامب الشخصي لمدة طويلة كيث شيلر اقتحم مكتبه في فبراير/شباط 2017، واستولى على الوثائق والتقارير الطبية المرتبطة بصحة الرئيس.

وفي عام 2018، أعلن طبيب البيت الأبيض السابق روني جاكسون أن وزن الرئيس دونالد ترامب بلغ 239 رطلا (نحو 108 كيلوغرامات) خلال الفحص الطبي السنوي؛ مما يجعله على بعد رطل واحد فقط من حاجز السمنة.

وفي التقرير ذاته، أشار جاكسون إلى أن طول ترامب بلغ 6 أقدام و3 بوصات (متر و92 سنتيمترا) مما يعني أن الرئيس ازداد طوله بوصة واحدة (2.54 سنتيمتر) منذ عام 2012، حيث ورد في رخصة قيادته أن طوله بلغ 6 أقدام وبوصتين فقط (متر و89 سنتيمترا).

وباستخدام الطول المشار إليه في رخصة القيادة فإن ترامب كان سيصنف طبيا على أنه يعاني من السمنة.

وعند مناقشة تقريره عام 2018، قال جاكسون للصحفيين إن صحة ترامب "ممتازة".

ترامب انتقل إلى مركز

ولما سئل كيف لرئيس لديه ولع بالوجبات السريعة، ويتجنب ممارسة الرياضة لأنه يعتقد -كما قال ذات مرة- أنها تستنزف موارد الطاقة "المحدودة" في الجسم؛ أن يكون في مثل هذه الصحة الجيدة، أجاب "أخبرت الرئيس أنه لو كان اتبع نظاما غذائيا صحيا على مدار 20 سنة الماضية فقد يعيش حتى 200 عام، لكنني أود أن أقول إن الإجابة عن سؤالك هي أن لديه جينات جيدة بشكل لا يصدق، وهذه هي الطريقة التي أنشأه بها الخالق".

وفي عام 2019، كشف طبيب البيت الأبيض سين كونلي عن أن الرئيس ترامب ازداد وزنه وأصبح رسميا "سمينا".

زيارة مريبة

من ناحية أخرى، تؤكد غارديان أن الفصل الذي كان مريبا وخطيرا بشأن وضع ترامب الصحي هو زيارة مفاجئة للمستشفى ذات يوم سبت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

فقد قدم البيت الأبيض حينها -كما هي الحال الآن تقريبا بعد إصابة الرئيس بكورونا- رسائل متناقضة بشأن سبب نقل الرئيس لمركز "والتر ريد" الطبي العسكري خارج واشنطن.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض آنذاك ستيفاني غريشام في البداية إن الرئيس ترامب ذهب للمستشفى لبدء فحصه الطبي السنوي، لكن قناة "سي إن إن" (CNN) سرعان ما ذكرت أن الزيارة "لم تتبع بروتوكول الفحص الطبي الرئاسي الروتيني"، وأنها "لم تكن مدرجة في أجندة البيت الأبيض".

بعدها بيومين، تغيرت لهجة إدارة ترامب، ولم يعد الأمر يتعلق بزيارة لبدء الفحص الطبي السنوي، وإنما بخضوع الرئيس لـ"فحص مرحلي".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، ذكر كتاب لمراسل صحيفة نيويورك تايمز مايكل شميدت أن مايك بنس نائب الرئيس وضع على أهبة الاستعداد عندما كان ترامب في المستشفى.

وتؤكد غارديان أن ترامب ومساعديه سعوا أيضا إلى تضخيم إمكاناته العقلية وقدرته على التحمل، حيث كرر الرئيس مرارا أنه اجتاز اختبارا إدراكيا "صعبا"، مهاجما في الوقت ذاته قدرات منافسه جو بايدن الإدراكية.

وفي مقابلة معه في يونيو/حزيران الماضي، أثار مذيع قناة فوكس نيوز كريس والاس مسألة الاختبار المعرفي، مشيرا إلى أنه أجراه بنفسه، وأنه "ليس اختبارا صعبا"، قائلا لترامب "لديكم صورة مكتوب عليها: ما هذا؟ ومن الواضح أنه فيل".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي