
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا حول أسباب نجاح شركة نيكولا الأميركية لصناعة الشاحنات الكهربائية، وقالت إن الشركة أصبحت أكثر قيمة من شركة فورد، بعد الوعود الكبيرة التي قدمها الرئيس التنفيذي السابق تريفور ميلتون، والتي دعمها المستثمرون.
ومع رحيل الرئيس التنفيذي، انخفضت أسهم نيكولا بنحو 80٪ عن ذروتها، لكن الشركة تعتمد على قوة نموذج أعمالها، الذي اجتذب شخصيات بارزة في قطاع صناعة السيارات، وكبار المستثمرين وعمالقة الصناعة، وهذا النموذج يعتمد على التقدم التكنولوجي، والتخفيضات الكبيرة في التكاليف.
تأسست الشركة عام 2015 من قبل تريفور ميلتون، وهي واحدة من عدة شركات ناشئة تتنافس لإيجاد طرق لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة في صناعة السيارات.
تخصصت نيكولا بالشاحنات، التي تعتبر صناعتها أكثر صعوبة، بسبب وزن البطاريات اللازمة لتشغيلها، وقد ركز ميلتون أيضا على الهيدروجين كمصدر للطاقة البديلة للوقود التقليدي، لكنه لم يستخدمه في الصناعة بسبب تكلفته العالية.
وكانت فكرة الشركة هي توفير الهيدروجين وبيعه للعملاء، مما يوفر لها المال لبناء شبكة محطات تزود الشاحنات بالهيدروجين، فلن يشتري أحد شاحنات بدون مصدر لتزويدها بالهيدروجين.
موضوع يهمك : دايملر تدفع 2.2 مليار دولار لتسويات انبعاثات الديزل
وحصلت الشركة على دعم عبر رئيسها التنفيذي الجديد ستيفن جيرسكي، الذي استقطب ماري بارا الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، وصانع قطع غيار السيارات الألماني بوش، وصانع الشاحنات الأوروبيIveco .
وجميع هذه الشركات لم تخاطر ماليا مع نيكولا، وعلى سبيل المثال، قبلت شركة جنرال موتورز ما قيمته ملياري دولار من أسهم نيكولا، مقابل تزويد الشركة الناشئة بتقنية البطارية وخلايا الوقود، والصفقة لم تتضمن أي مبالغ نقدية.
وأعطت هذه الشركات الداعمة دفعة قوية لنيكولا، خاصة بعد أن أصبحت شركة مساهمة عامة، وطرحت أسهمها للتداول في يونيو الماضي.
ومن العناصر الهامة في خطة الشركة لخفض تكلفة الإنتاج، هو الهيدروجين الأخضر، الذي يعتمد على الطاقة المتجددة لإنتاجه، والذي يمكن للشركة إنتاجه مقابل 2.47 دولار للكيلوغرام,
وقال محللون من جي بي مورجان في يونيو إنه من غير الممكن تحقيق هذه التكلفة على المدى القريب، لأن تكلفة إنتاج وتخزين وتوزيع الهيدروجين الأخضر باهظة حاليا، والكهرباء تمثل 80٪ من تكاليف إنتاج الهيدروجين.
لكن نيكولا قالت إنها تشتري الطاقة المتجددة مقابل 3.5 سنتات لكل كيلوواط / ساعة، بينما يدفع الصناعيون، في المتوسط، ما يقرب من 7 سنتات، ويدفع العملاء العاديون ما يقرب من 11 سنتا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة.
قطاع صناعة الشاحنات والسيارات رباعية الدفع الكهربائية يلقى رواجا ومنافسة شديدة، والتطور التكنولوجي ساهم بازدياد هذه المنافسة، لناحية التصميم والهندسة.
شركة ريفيان الأميركية على سبيل المثال توفر طرازان كهربائيان على شكل بيك أب وسيارة رباعية الدفع، وهما آر 1 تي وآر 1 إس، وشركة تيسلا أيضا تطور طراز سايبر ترك، الذي سيتوفر قريبا في الأسواق.
موضوع يهمك : شركة "رويال دتش شل" تنوي تخفيض تكاليفها 40%
المنافسة تمتد لأوروبا وآسيا أيضا، مع توفير الصانع الألماني ديملر لشاحنة إي كاسكاديا، وتوفير شركة بي واي دي الصينية لشاحنة كهربائية .
المستقبل بلا شك يتجه نحو السيارات والشاحنات والباصات والمركبات الكهربائية بمختلف أنواعها وأشكالها واستخداماتها، خاصة مع اتخاذ بعض الدول الأوروبية وبعض الولايات الأميركية قرارات بمنع بيع السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود خلال السنوات المقبلة، بهدف الحد من التلوث والحفاظ على البيئة.
وتواجه المركبات بعض التحديات لتتوفر بكثرة في الأسواق ويصبح الإقبال عليها أكبر، بغض النظر عن بعض التسهيلات الحكومية التي تقدم لملاك هذه الفئة، ومن التحديات ضعف البنية التحتية لمحطات الشحن، ومدة الشحن، وأسعار المركبات الباهظة.