الغارديان: هناك جائحة اجتماعية تسمم أوروبا اسمها كراهية المسلمين

2020-09-29

في مقال مشترك بصحيفة "غارديان" (The Guardian) بعنوان "هناك جائحة اجتماعية تسمم أوروبا اسمها: كراهية المسلمين"، قالت باحثتان من بولندا وألمانيا إنه إذا لم يُستهدف التحيز ضد المسلمين، فإن خطوات مكافحة العنصرية في أوروبا في أعقاب احتجاجات "حياة السود مهمة" ستكون بلا معنى.

وعلقت باتريشا سانسال، وهي أستاذة علوم سياسية ورئيس قسم الأبحاث في المعهد البولندي للشؤون الدولية، وياسمين المنور، وهي أستاذة لعلم الاجتماع ورئيسة مشروع "مراقبة الدين" (Religion Monitor) في "مؤسسة بيرتلسمان" (Bertelsmann Stiftung) في ألمانيا، بأن الاتحاد الأوروبي وبالرغم من أنه نادرا ما يتصرف بسرعة؛ إلا أنه بعد أقل من 4 أشهر على مقتل جورج فلويد بأيدي الشرطة الأميركية، وبعد أن امتدت احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" إلى كل أنحاء أوروبا شرع في تعيين أول منسق لمكافحة العنصرية على الإطلاق.

واعتبرت الكاتبتان هذا الأمر فكرة رائعة؛ لكن لن يكون له معنى إذا لم تكن الكراهية ضد المسلمين جزءا من المهمة المنوطة بالاتحاد.

وأشارتا إلى أن التحيز ضد المسلمين موجود في كل ركن من أركان أوروبا، وأن الأمر لا يقتصر على الحط من قدر الأوروبيين، الذين يتبعون الإسلام والتمييز ضدهم بشكل جماعي فحسب؛ بل إن حوادث العنف ضد المسلمين في تزايد.

وأشار المقال في ذلك إلى دراسة استقصائية أجراها مشروع مراقبة الدين عام 2019 أكدت مرة أخرى وجود انعدام ثقة شائع تجاه المسلمين في جميع أنحاء أوروبا، ففي ألمانيا وسويسرا ينظر 50% من المستجيبين للدراسة إلى الإسلام على أنه تهديد، وفي بريطانيا يشترك 2 من كل 5 في هذا التصور، وفي إسبانيا وفرنسا يعتقد نحو 60% أن الإسلام لا يتوافق مع "الغرب"، وفي النمسا واحد من كل 3 لا يريد أن يكون له جيران مسلمون.

وهذه النتائج أكدتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أحدث تقرير لها حول ارتفاع ومعنى جرائم الكراهية ضد المسلمين، وكذلك الأمر مع هيئة التنسيق الشرطية الأوروبية "يوروبول" (Europol)، التي أشارت إلى تصاعد الإرهاب اليميني المتطرف عام 2019.

عنصرية ضد المسلمين

ونبه المقال إلى مدى سرعة تحول العنصرية ضد المسلمين إلى العنف، حيث حذر المجلس الأوروبي في تقريره الأخير من أن "أوروبا تواجه حقيقة مروعة: جرائم الكراهية ضد السامية والمسلمين وغيرها من جرائم الكراهية العنصرية تتزايد بمعدل ينذر بالخطر"، كما أيدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هذه النتائج في تقريرها الخاص عن جرائم الكراهية ضد المسلمين.

وعن العنصرية في ألمانيا أشار المقال إلى أنها تحدث بشكل متكرر بشكل خاص تحت ستار التحيز ضد المسلمين، وقال حوالي 52% ممن شملهم الاستطلاع في أوائل 2019 إنهم ينظرون إلى الإسلام على أنه تهديد. وظل هذا التصور مستقرا عند مستوى عال لحوالي 10 سنوات.

وفي بولندا، مع وجود عدد قليل فقط من المسلمين، كان العرب (الذين يعرفون عادة بالمسلمين) هم أكثر الأعراق كرها لأكثر من عقد من الزمان، وفي استطلاع عام 2020 قال 55% من المستطلعين البولنديين إنهم يكرهونهم، وهذا التحيز ضد المسلمين في كلا البلدين مهد أرضا خصبة للعنف العنصري.

وأشارت الباحثتان إلى أن التحيز ضد المسلمين موجود في كل مكان، ليس فقط من الناحية الجغرافية؛ لكن أيضا عبر الطيف السياسي، حيث يبدو أن كل شخص في أحزاب اليمين والوسط واليسار يحمل ضغينة، وإن كانت لأسباب مختلفة.

وأردفت الباحثتان أن إنشاء منسقية الاتحاد الأوروبي لمكافحة العنصرية يمكن أن يعيد تنشيط التوجه الأوروبي الشامل بشأن العنصرية ضد المسلمين؛ لكنه يجب أن يدمج المكتب الحالي لتنسيق جهود أوروبا لمكافحة الكراهية ضد المسلمين -الذي أنشئ في عام 2015، ولم يحقق الكثير- بميزانية معززة وتفويض قوي وواضح.

وختمت الباحثتان مقالهما بأنه لا ينبغي للمنسق النشط والمخلص أن ينسق بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي فحسب؛ بل يجب أن يراقب ويسجل الكراهية ضد المسلمين في جميع الدول الأعضاء، لأن فقط 15 من أصل 27 دولة لديها إستراتيجيات لمكافحة العنصرية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي