تبدأ من الليلة.. 3 أسئلة تشغل الأميركيين قبل المناظرة الرئاسية الأولى

2020-09-29

ترامب وبايدن

تتيح المناظرات الرئاسية فرصة نادرة للجمع والمقارنة بين المرشحين للرئاسة في المكان والزمان نفسهما. وتشهد ليلة الثلاثاء بتوقيت واشنطن (فجر الأربعاء بتوقيت الدوحة)، أول مناظرة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، والتي تستضيفها جامعة كيس ويسترن بمدينة كليفلاند بولاية أوهايو المتأرجحة.

وعلى عكس كل المناظرات الرئاسية السابقة، تعقد مناظرات هذا العام دون الحضور الكبير للجمهور؛ بسبب احترازات انتشار فيروس كورونا، وهذا يتيح فرصة أفضل للحكم على المرشحين دون التأثر النابع من حرارة تصفيق الجمهور لهذا المرشح أو ذاك.

وتم رصدت 3 أسئلة تشغل المتابعين والخبراء السياسيين المحسوبين على الحزبين الديمقراطي والجمهوري عشية المناظرة المرتقبة:

هل ضيق ترامب على نفسه؟

لا ينكر أحد أن الرئيس ترامب يتمتع بقدرات واسعة في المناظرات الشخصية، التي جمعته في السابق بـ20 منافسا جمهوريا في انتخابات الحزب التمهيدية عام 2016، وتأكدت تلك القدرات في مناظراته الثلاث في مواجهة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

إلا أن ترامب يبدو كمن حفر لنفسه خندقا، ولم يحاول الخروج منه إلا متأخرا جدا خلال الأيام القليلة الماضية فقط.

ويؤمن خبراء الحملات الانتخابية أن هجوم ترامب المتكرر على بايدن والتشكيك الدائم في قدراته العقلية والذهنية ووصفه بـ"جو النعسان" قد يكون له تأثير عكسي حال ظهور بايدن بصورة مقبولة أو جيدة في المناظرة الرئاسية المنتظرة.

ولأشهر عديدة ركزت حملة ترامب على تصوير بايدن بأنه مرتبك وغير مؤهل عقليا للعمل كرئيس، ووصل الأمر بترامب ليدعي أن بايدن ينشط معتمدا على تناول المنشطات الطبية.

ودفع هجوم ترامب المتكرر على بايدن إلى خفض سقف التوقعات بين القواعد الجماهيرية الجمهورية المؤيدة لترامب تجاه منافسه، ولذلك سيعد ظهور بايدن بصورة جيدة في المناظرة صادما لهم.

وفي محاولة لرفع التوقعات تجاه بايدن، قال تيم مورتو، المستشار الإعلامي بحملة الرئيس ترامب -في لقاء إذاعي- إن "8 سنوات نائبا للرئيس، و3 عقود في مجلس الشيوخ، ومشاركة في مناظرتين نائبا للرئيس، أضف إلى ذلك حوالي 12 مناظرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، حيث هزم 24 معارضا، هذا هو جو بايدن الذي نتوقعه".

هل يتلعثم بايدن؟

من جهة ثانية، يخشى بعض مؤيدي بايدن، الذي عُرف عنه ارتكاب هفوات لفظية، وتلعثم متكرر في الماضي، أن لا يتمكن خلال هذه المناظرات من مواجهة ترامب الذي يتسم أداؤه في المناظرات بالعدائية.

وخلال ظهور بايدن التلفزيوني في الأسابيع الماضية، تلعثم نائب الرئيس السابق وقال "إن فيروس كورنا قد قتل ما يقرب من 200 مليون أميركي"، وكان بايدن يقصد 200 ألف أميركي.

وفي مناسبة أخرى لم يستطع بايدن تذكر اسم الرئيس السابق باراك أوباما الذي عمل نائبا له 8 سنوات.

وخلال مناظرته مع نائبته الحالية والمرشحة الديمقراطية السابقة كامالا هاريس، في الانتخابات التمهيدية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم يجب بايدن على سؤال حول تاريخه المعارض لجمع الأطفال السود مع الأطفال البيض في نفس الحافلات المدرسية.

ولن يتردد ترامب في استغلال أي تلعثم من جانب بايدن أو عدم قدرته على تذكر اسم شخص أو رقم معين، ليظهره بصورة الشخص المسن الذي لا يتمتع باللياقة الذهنية العقلية اللازمة لمنصب الرئيس الأميركي.

ولا ينكر بايدن تلعثمه، ويرجع ذلك إلى أنه كان يتلعثم كثيرا في صغره، وكان عُرضة للسخرية من زملائه؛ لكنه يؤكد أنه تجاوز حالة التلعثم التي اعتبر أنها مكنته من "إدراك ألم الآخرين".

 

المذيع بشبكة

هل سيكون المحاور كريس والاس محايدا؟

استبق الرئيس ترامب المناظرة بالهجوم الضاري على محاورها المذيع بشبكة "فوكس" (FOX) كريس والاس (72 عاما).

وفي حديث مع أحد برامج فوكس الإذاعية، شكك ترامب في أن يطرح والاس أسئلة صعبة على منافسه الديمقراطي بايدن خلال المناظرة الرئاسية الأولى.

وأكد ترامب أن والاس "يسيطر عليه اليسار الراديكالي"، وأن المناظرة ستكون "غير عادلة".

"نعم كريس جيد؛ لكنني مستعد للمراهنة على أنه لن يطرح أسئلة صعبة على بايدن، وسيطرح علي أنا أسئلة صعبة، وسيكون ذلك غير عادل، ليس لدي أي شك في ذلك".

وأشار ترامب إلى أنه خلال مناظرات 2016، انحاز محاور شبكة "إيه بي سي" (ABC) ضده، مدعيا أن الشبكة استجوبته بينما كانت تسأل المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون "أسئلة خفيفة وسهلة".

واختارت لجنة إدارة المناظرات الرئاسية المذيع المخضرم بشبكة فوكس كريس والاس لإدارة المناظرة الأولى نظرا لما يتمتع به من مهنية وحياد سياسي وتاريخ حافل.

وتشمل قائمة المواضيع التي أعلنها والاس كمحور لأسئلة المناظرة قضايا، وهي: تاريخ ترامب وبايدن، وفيروس كورونا، والمحكمة العليا، والاقتصاد، والعرق والعنف في المدن الأميركية، ونزاهة الانتخابات.

وصنف استطلاع رأي أُجري عام 2018 والاس كأكثر مذيع تليفزيوني يحظى بثقة المشاهدين في الولايات المتحدة.

وأثبت والاس مهارة كبيرة في إدارة المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون عام 2016. وبسبب أدائه المتوازن في هذه المناظرة، أصبح والاس أول صحفي من شبكة فوكس يحظى بإدارة مناظرات رئاسية.

وذكر والاس، صاحب البرنامج الحواري الأسبوعي الأشهر في محطة فوكس نيوز ويبث صباح كل يوم أحد، أنه يعرف المرشحيْن جيدا، ويجمعه بهما تاريخ طويل من اللقاءات كان آخرها لقاء امتد لساعة كاملة مع ترامب في البيت الأبيض، وبث في يوليو/تموز الماضي.

ويعد جو بايدن من أكثر من أجرى والاس معهم لقاءات تلفزيونية خلال عمله الصحفي الممتد لأكثر من نصف قرن.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي