المناظرة الرئاسية الأولى.. إليك قائمة بالمؤشرات التي تعرف منها من فاز ومن خسر

2020-09-27

ترامب وبايدن

المناظرات الرئاسية أصبحت إحدى أبرز سمات الانتخابات الأمريكية، وفي وجود شخص مثل الرئيس دونالد ترامب طرفاً فيها من المؤكد أن الإثارة ستكون حاضرة. الأمر يشبه انتظار أحد أفلام هوليوود ضخمة الإنتاج، فكيف يمكن أن تعرف من فاز في المناظرة بمجرد أن تنتهي؟

صحيفة The Independent البريطانية تناولت القصة في تقرير لها بعنوان: "انتخابات 2020: علامات تخبرك بالفائز في المناظرة الرئاسية"، ألقى الضوء على علامات التحليل البصري ومؤشرات أخرى لفظية وغير لفظية قد تدلل على من الفائز.

من الفائز: ترامب أم بايدن؟

يستعد دونالد ترامب وجو بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة، للمواجهة في 29 سبتمبر/أيلول الجاري، للمرة الأولى، في سلسلة ثلاثية من المناظرات الرئاسية التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020.

ترامب في حلبة المصارعة

وفي حين يتمثل الغرض الظاهري من المناظرة في زيادة تعريف الشعب الأمريكي بمواقف المرشحين، يتابع أغلب المشاهدين -عامة الشعب والإعلام على حد سواء- لمعرفة شيء واحد: من فاز؟

ستكون الإجابة هنا موضوعية، وصورية بالأساس بالنسبة لكثير من أشد داعمي كلا المرشحين. إذ سوف يزعم قادة ترامب أنه فاز، بغض النظر عن أدائه في المناظرة، والأرجح أن قادة بايدن بدورهم يفعلون الشيء نفسه.

لكن الفوز بالمناظرة لا يتعلق بالضرورة باستمالة العدد القليل من الأشخاص الذين لم يُقرروا بعد. بل من شأن الفوز بالنسبة إلى عامة الشعب أن يقوي قاعدة المرشح، ويُعزز إقبال الناخبين، وربما الأهم هو أنه يغري الجهات المانحة بضخ مزيد من الأموال لصالح المرشح.

المرشح الديمقرطي جو بايدن

وعلى الرغم من أن الإجابة عن سؤال "من فاز" ستتحدد بدرجة كبيرة وفقاً لإجابات الناخبين والمصوتين والتغطية الإعلامية اللاحقة، ثمة علامات دالة ينبغي مراقبتها خلال المناظرة لإلقاء الضوء على المرشح الفائز والمرشح المترنح.

التعبيرات غير اللفظية

قالت تامي فيجيل، الأستاذة المساعدة في الإعلام بجامعة بوسطن ومؤلفة عدد من الكتب عن المناظرات والحملات والخطب الرئاسية، إن مشاهدة التعبيرات غير اللفظية للمرشحين يمكن أن تعطي لمحة عن تصورهم لأدائهم على المسرح، ووفقاً لها فإن وضعية وقوف المرشح تكشف عادة شعوره خلال المناظرة.

قالت: "راقِبوا التواصل غير اللفظي، غالباً ما يشعر المرشح الذي يقف منتصباً مرفوع الرأس بالثقة. ويمكنكم من خلال طريقة وقوف الشخص أن تعرفوا ما إن كان يشعر بالثقة"، لكن وضعية الوقوف ليست العلامة الوحيدة، إذ يمكن أن تقدِّم عينا المرشح فكرة عن شعوره إزاء المناظرة أثناء وقوفه على المسرح.

 هيلاري كلينتون وترامب في مناظرة لهما قبل أربع سنوات- أرشيفية

قالت فيجيل: "النظر إلى أسفل، وإلى ما حوله، تُعَدُّ علاماتٍ يمكن أن تدل على انعدام ثقة المرشح خلال المناظرة. إنها تعبيرات تجعل الناس تبدو مضطربة".

والعكس -الحفاظ على التركيز والتواصل بالعينين- يعطي تأثيراً على النقيض. قالت فيجيل إن المرشحين المدربين جيداً على مسرح المناظرات يحافظون على التواصل بالعينين مع الكاميرات، إذ يمنح ذلك شعوراً بالتواصل بينهم وبين المشاهدين.

التعبيرات اللفظية

لأن جميع الأشخاص مختلفون، يمكن أن يكون تحليل التعبيرات اللفظية مخادعاً قليلاً، إلا أن هناك قليلاً من الآراء العامة التي يمكن للمشاهدين تكوينها بناءً على طريقة كلام المرشح.

تؤمن فيجيل بأن الحشو الكلامي على غرار "آآ" و"ممم" والذي يقطع تواصل أفكار المرشح، يمكن أن يشير إلى افتقاره للثقة، لكنها تلفت إلى أن هذا الحشو لا يؤشر دائماً على اضطرابه، بل يمكن أن يكون مجرد طريقةٍ اعتاد عليها في الكلام.

   ماكين وأوباما في مناظرة لهما عام 2008-ارشيفية 

 

وتُعَدُّ الإجابات الواضحة الموجزة دليلاً لفظياً آخر على شعور المرشح بالثقة فوق خشبة المسرح، وعن ذلك قالت فيجيل: "عندما يتمكَّن أي شخص من تقديم معلومات حقيقية بشكل موجز وواضح، يدل ذلك على استعداده. ويعني ذلك عادة شعوره بأنه يبلي حسناً".

أما تخبط المرشحين لتقديم الإجابات أو التوقف في منتصف الكلام فقد يشير للجمهور بأنهم لا يعرفون ما يتحدثون عنه، أو إلى عدم استعدادهم لتلقي الأسئلة التي يجيبون عنها.

السمات الشخصية للمرشحين

أشارت فيجيل إلى دلائل معينة يمتلكها كل مرشح، يمكن أن تمنح رؤية لما يشعر به المرشحون خلال المناظرة، وقالت إن ترامب ينفجر غضباً عندما يشعر بالحصار أو يواجه تحدياً. وبينما يتسم ترامب عموماً بالعنف والتنمر، قالت إن ميله إلى القفز من موضوع إلى آخر والهجوم على خصمه يصير أكثر جنوناً وأقل ترابطاً عندما يكون في وضعية الدفاع.

"بعض الناس قارنوا ذلك بطفل صغير يغضب عندما يواجه تحدياً، سيغير الموضوع أو يلجأ لتصرفات مثل قذف الشتائم أو اختلاق الأمور. ويمكنك معرفة ذلك من تحولاته السلوكية؛ سينظر إلى أسفل ثم يبدأ التجهم".

السباق الرئاسي بين ترامب وبايدن، إلى أين؟

بينما إذا كان ترامب يشعر بالثقة فالأرجح أنه سيظل عدوانياً، ويستخدم السباب لتدعيم رسالته، وكذلك الجمل المتقطعة غير المترابطة، لكنه سيُكرِّر كلامه، ولن يخرج على الأرجح عن الموضوع.

بينما تقول فيجيل إن بايدن عندما يشعر بأنه محاصر يميل إلى زيادة استخدام الحشو في الكلام، ويكسر تواصل العين مع خصومه والجمهور. وسيضحك أثناء تحدث خصمه، وقد ينتابه الغضب أحياناً، أما إذا كان نائب الرئيس السابق واثقاً فسيتميز كلامه بالانسيابية، وسيستخدم شعارات صارت أساسية في شخصيته السياسية.

قالت فيجيل: "إنه يستخدم تعبيراتٍ أخَّاذة عندما يكون ناجحاً. وعندما يكون واثقاً يكون كلامه انسيابياً أكثر، وهو معتادٌ على تكرار كلمات غريبة مثل "تفاهات"، ربما كانت قديمة، لكنها تدل على شعوره بالراحة".

وستُذاع أول مناظرة رئاسية يوم الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول، وستجرى في جامعة كيس وسترن ريسرف في كليفلاند بولاية أوهايو.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي