مدينة مدريد

2020-09-24

تعدّ مدينة مدريد عاصمة إسبانيا، وتشكل المركز الفني والمالي للدولة، كما أنها تشكل مجتمعًا مستقلًا في وسط إسبانيا، وأصبحت مدريد العاصمة الوطنية رسميًا في عهد فيليب الثالث، وذلك بعد تطورها بشكل كبير ونُقلت المحكمة لها في عهد فيليب الثاني؛ فلقد أعطى فليب الثاني وخلفاؤه الاهتمام لمدريد في عهده وأصبحت مدينة ذات تناقضات غريبة، وحافظت على كونها مدينة قديمة، وأصبحت مركزًا مزدحمًا ومحاطًا بالقصور والأديرة والكنائس والمباني العامة، ويقدر عدد سكان مدينة مدريد حسب آخر الاحصائيات بـ 3،255،944 نسمة، مما يجعلها أكبر مدن إسبانيا، وتقع مدينة مدريد على خط عرض 40.42 وخط طول -3.70.

السكان

نمت مدينة مدريد نموًا سريعًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1939-1945، واستمر هذا النمو حتى نهاية القرن العشرين، ويتوقع أن تظل أعداد السكان مستقرة خلال العشرين سنة القادمة والتي أظهرت انخفاضًا طفيفًا في أوائل التسعينيات، وتقدر الكثافة السكانية لمدينة مدريد بـ 13،419 لكل ميل مربع، في حين أن نسبة السكان الفتية التي تقل أعمارهم عن 20 عام تقدر بـ 23 في المائة ونسبة الذين تزيد أعمارهم عن 60 عام تقدر بـ 11.3 في المائة، وأغلبية سكان مدريد من القشتاليين الكاثوليكيين المحافظين وهم الذين عاشوا في منطقة ميسيتا المركزية في إسبانيا، إضافةً إلى أنهم ينتشرون أيضًا في مناطق أخرى من إسبانيا مثل الأندلس وجاليجوس والكاتالونيين وفالنسيا، ويسكن مدينة مدريد أيضًا أعداد صغيرة من المهاجرين أغلبهم من شمال أفريقيا واللاجئين السياسيين من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وديانة الأغلبية السكانية هي الكاثوليكية، وتعد اللغة الرسمية لإسبانيا اللغة القشتالية -كاستيلانو- التي تعرف في بلدان أخرى باللغة الإسبانية.

الموقع والمناخ

تقع مدينة مدريد جغرافيًا تماما في وسط شبه الجزيرة الأيبيرية على هضبة متموجة ذات طبيعة رملية وطينية تعرف باسم ميسيتا، وتعد واحدة من أعلى العواصم الأوروبية ارتفاعًا فوق مستوى سطح البحر حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 2120 قدمًا، حيث يعد هذا الموقع مسؤولًا بشكل جزئيّ عن طبيعة الطقس في فصل الشتاء الذي يتصف بالبرودة الشديدة بالإضافة الى الرياح القوية، وأحيانا يحدث تغيرٌ مفاجئٌ بدرجات الحرارة، لكن بالنسبة للصيف فالطقس دائمًا جاف وحار ويزداد قسوةً في شهري تموز وآب حيث تصل درجات الحرارة بارتفاعها إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت، في حين يكون متوسط درجات الحرارة بشكل عام بين 41 و 75 درجة فهرنهايت، أما بالنسبة لمعدل هطول الأمطار فتتراوح القيمة بين أقل من 0.5 بوصة في تموز وحتى حوالي 2 بوصة في تشرين الأول الذي يعد الشهر الأكثر هطولاً بالسنة، أما المواسم الأكثر جذبًا للسياح والزائرين فهي في الربيع والخريف حيث تعد الأوقات الأكثر اعتدالًا في السنة في مدينة مدريد.

الرياضة

يعد نادي ريال مدريد من أكثر أفرقة كرة القدم شهرةً وإنجازًا في العالم في القرن الواحد والعشرين، ويلعب أغلب مباراياته ضد نادي برشلونة في استاد سانتياغو بيرنابيو الواقع في شمال المدينة والذي يبلغ عدد مقاعده 125000 مقعدًا، ويستمتع أيضًا المدريديون بمصارعة الثيران والكثير من الرياضات المتنوعة مثل كرة السلة وركوب الدراجات وركوب الخيل والتنس والغولف وغيرها.

الاقتصاد

تعد مدينة مدريد ثاني أكبر مركز صناعي في إسبانيا بعد مدينة برشلونة، إذ يتم فيها تصنيع الطائرات والأدوات الكربائية والآلات الزراعية والبضائع الجلدية، كما أنها تعد أيضًا مركز الحكومة الوطني ومركزًا للتمويل والتأمين ومركزًا للنقل في إسبانيا، وواحدة من أكثر المراكز أهمية في نشر مواد اللغة الإسبانية للعالم أجمع، وتساهم أيضًا بالسياحة كونها مدينةً جاذبةً للسياح؛ فالسياحة عنصرٌ مهم في تطوير الاقتصاد، وتُزرع في مدينة مدريد العديد من المنتجات الزراعية منها القمح والكروم والزيتون.

السياحة

تعد إسبانيا وجهة محببة للسياح فهي واحدة من أكثر الدول الأوروبية زيارةً، وذلك بسبب جاذبيتها وانخفاض أسعارها، وكون مدريد مركزًا وطنياً للنقل فهي تعد نقطة الانطلاق للعديد من الزوار، كما أنها من المدن الأكثر حيوية؛ فشوارعها مليئة بالمقاهي والنوادي والمطاعم والحانات والاحتفالات الليلية الصاخبة، فمن السهل إبقاء السائح مشغولًا وغارقًا في تفاصيل المدينة الرائعة لأيام عدة فهناك المتاحف ذات المستوى العالمي والمهرجانات والأنشطة الثقافية ورياضة المتفرج وغيرها الكثير، ويمكن الوصول بسهولة عبر شبكة النقل التي مركزها مدينة مدريد إلى الكثير من المدن المهمة بما فيها سيغوفيا وشينتشون وأفيلا وأرانخويز وألكالا دي هيناريس.

تاريخ مدينة مدريد

دولة إسبانيا من الدول المأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، إذ بدأت مدينة مدريد في الظهور كبلدة عربية في أواخر القرن التاسع بعد انتقال المغاربة لها من شمال أفريقيا، وعملوا على حماية أراضيهم المكتسبة بإنشاء قلعة الكازار الواقعة على إحدى التلال والمطلة على نهر مانزاناريس، وعمل المغاربة على تطوير نظام ري معقد مما أدى إلى ازدهار الزراعة، كما عمل المسيحيون على محاولة استرداد لشبه الجزيرة الأيبيرية، وخلال المراحل الأولى منها في عام 932 من الميلاد قام الملك راميرو الثاني ملك ليون بالهجوم على مدينة مدريد، واستعاد بعد ذلك السكان المغاربة البلدة لكنهم ظلوا تحت الحصار، ثم في عام 1083 كان الهجوم النهائي حين استولى ألفونسو السادس من قشتالة وليون على مدينة مدريد، وبذلك أصبحت المدينة تحت السيطرة القشتالية والمسيحية، واستمر المغاربة بالعيش في مدينة مدريد إلى أن حدث التهجير النهائي للمسلمين واليهود من إسبانيا في عام 1492، وبدأت تتلاشى المعالم والشخصية العربية الإسلامية للمدينة ببطء منذ ذلك الوقت، وأصبحت مدينة مدريد مدينة ذات أهمية كبرى وموطنًا للكثير من ملوك قشتالة بعد أن كانت مهمشة بالنسبة لهم في عهد المغاربة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي