كفيف عراقي يصلح السيارات معتمداً على اللمس والسمع

2020-09-23

عندما يمسك مصطفى عزيز جزءاً من محرك سيارة، عهد إليه أحد الزبائن بإصلاحها، ويهزه بيده، يكتشف بسرعة ما ينبغي عليه القيام به لإصلاح العطل.

ويقول الشاب، البالغ من العمر 35 عاماً والمصاب بإعاقة بصرية منذ ولادته، في منزله ببغداد الذي افتتح فيه ورشة إصلاح إن "بعض الناس يندهشون والبعض الآخر لا يصدقون حتى يروا بأعينهم.

شغف بمهارة منذ الصغر

وكان والده، وهو ميكانيكي سيارات، هو من علمه هذه المهارة ونقل إليه الشغف بإصلاح السيارات عندما كان عزيز طفلاً صغيراً. وعاماً بعد عام، تطورت مهاراته حتى ذاع صيته في المنطقة الآن.

وقال "صرت ميكانيكي من وأني صغير والدي كان يصلح بيده وأني صلحت وياه.. علمنا هواية.. الصراحة شجعني أن أكون ميكانيكي.. حبيت هذه المهنة". وأضاف "ردود فعل الناس أكيد أعطاني الثقة العالية... منهم إلي اتعجب واستغرب.. إلي شاف صدق.. ومنهم لحد الآن ما مصدق".

تحديات كثيرة

وقال عزيز إن المكفوفين في العراق يواجهون تحديات كثيرة، موضحاً أن عدم وجود بنية تحتية ملائمة جعل من الصعب عليه متابعة دراسته في بادئ الأمر.

النجاح والثقة بالنفس

موضوع يهمك  : مايك تايسون وبادو جاك يؤديان الصلاة داخل مقهى أمريكي

يقول إن نجاحه كميكانيكي سيارات هو الذي منحه الثقة بالنفس ليحلم بأحلام كبيرة وهو اليوم حاصل على دبلوم في الموسيقى ويعزف في فرقة ويقدم دروساً في الدراسات الإسلامية لذوي الإعاقة.

وساعده إصلاح السيارات أيضا على التعرف بالناس وتكوين الصداقات مع أشخاص من خلفيات مختلفة، ودمجه في الدوائر الاجتماعية التي لم تكن لديه إمكانية الوصول إليها من قبل.

لا يتوقف حلم عزيز عند توفير دخل لأسرته ومظلة أمان لطفليه، بل يريد، على المدى الطويل، تحسين أوضاع المعاقين في العراق وتشجيعهم على الطموح والأحلام.

ويقول "طموحي والله أولا أن أرتقي بواقع الإعاقة بالعراق هذا أولا وثاني شي أوفر دار أمان لي ولأطفالي.. رسالتي إلى كل المجتمع بالأخص الأشخاص ذوي الإعاقة أن لا تنتظر أحد يجيك.. أنت بادر أنت كون مبادر.. كون عندك أمل بالحياة.. خليك طموح أعلى من طموحك.. راح تنجح أكيد.. إن شاء الله بالتوفيق والنجاح (راح يجيك)".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي