"مهرجان دمشق للفنون المسرحية" في خزانة ذاكرة المسرح بالشارقة

2020-09-20

 محاولة لاستعادة ذاكرة مسرحية

الشارقة- صدر حديثاً عن الهيئة العربية للمسرح، ضمن مشروعها التوثيقي خزانة ذاكرة المسرح العربي، إصدار جديد هو “خزانة ذاكرة مهرجان دمشق للفنون المسرحية 1969 – 2010”، الذي قام بإعداده وتجميع مادته الباحث السوري عبدالناصر حسو.

المجلد الذي جاء في 490 صفحة من القطع الكبير، حمل بين دفتيه وقائع غنية من مهرجان دمشق للفنون المسرحية، قيدوم المهرجانات العربية، ومشعل شرارتها، المهرجان الذي شكل منذ انطلاقته وعلى مدى دوراته محجاً للمسرحيين والمفكرين العرب.

وإلى جانب برنامج العروض والندوات، وثّق الكتاب مجريات الندوات الفكرية بشكل خاص؛ لذا فهو يعمر بكلمات وأصوات ومواقف فكرية لأسماء لعبت دورا مهما في حياتنا الثقافية العربية. ويوفّر الإصدار فرصةَ إنعاش الذاكرة المسرحية العربية ومعرفة المهتمين والباحثين والدارسين، كما يحفظ ويصون منجز مهرجان هام كمهرجان دمشق.

ذاكرة المسرح

ونشأ مهرجان دمشق للفنون المسرحية استجابة لتوصيات مؤتمر المسرحين العرب المقام في القاهرة في مارس 1969، وأقيمت الدورة الأولى للمهرجان في مايو من نفس العام بمبادرة من نقابة الفنانين وبالتعاون مع وزارة الثقافة.

موضوع يهمك:على نتفليكس.. The Social Dilemma يظهر الوجه الأسود للحياة الرقمية

وسعى المهرجان إلى بلورة فن مسرحي عربي يخاطب الجماهير العربية ويعكس اهتماماتها وتطلعاتها، كما حاول إيجاد فن مسرحي عربي يغرس جذوره في أعماق التاريخ الحضاري للأمة العربية، إضافة إلى خلق فن مسرحي عربي إنساني النزعة.

واستمرت دورات المهرجان حتى عام 1988 (الدورة الحادية عشرة) حيث توقف بعدها، وهناك محاولة جدية الآن لبث الروح مجدداً كونه شكل معلماً ثقافياً وفنياً مهماً في سوريا طوال عشرين عاماً.

ويقول الدكتور يوسف عايدابي المسرحي والمفكر السوداني في مقدمته لهذا الكتاب “كيف يمكن أن يرتب أهل المسرح للقاء جامع يتبادل فيه الجميع الأفكار حول توظيف المسرح بشكل عضوي يحفز الواقع والطليعة إلى النهوض السوي القادر على ترميم الأنفس والمواقف، بل والدعوة إلى التلاحم والاصطفاف مجدداً في جبهة عودة الوعي والثقة بالذات والاندفاع والتقدم بدل الانكفاء وجلد الذات؟”.

ويشير عايدابي إلى أن مهرجان دمشق للفنون المسرحية في دورته الأولى عام 1969، أحدث الزلزلة المنشودة بعودة الوعي إلى المسرح العربي، بل وعودة الروح التي يحتاجها الواقع العربي التواق إلى صياغة وجود مغاير مختلف وذاهب إلى صناعة حياته الجديدة.

ومضى قائلا “ليس من رأى كمن سمع، كانت لقاءات دمشق المسرحية بلسماً وشفاء يتجدد كل سنة على نحو جمع التجارب وأنضج مناخات المهنية وقوّى من عود أساليب وأشكال وصيغ وممارسات، بل وذهب بمخرجين وكتاب وفرق المسارح ومسارات شهد لها المتلقي بالجدة والحرفية وصدمة الاندهاش”.

كتاب

حمل الكتاب ملحقاً خاصاً بالصور التي تسجل لبعض العروض والفعاليات، حيث أسهمت مديرية المسارح والموسيقى بتقديم أرشيف الصور، إضافة إلى مساهمة من المسرحيين العرب، ليكون هذا الكتاب نقطة فاصلة للحيلولة دون اندثار هذه الذاكرة الهامة.

موضوع يهمك:"مسارات المسرح": من زاوية المؤسسات وتحوّلاتها

من جهته أعرب إسماعيل عبدالله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، عن سعادته بتحقيق هذا الإنجاز بقوله “إننا في الهيئة العربية للمسرح نسعى إلى إضاءة الأركان المعتمة من مسارحنا العربية، ونعمل ما استطعنا للتعاون مع كل المسرحيين لحفظ الذاكرة لتكون المنجزات على محك التقويم والاستئناف، فكيف نبني حاضراً منبتاً عن قراءة الماضي، وكيف للمستقبل أن لا يولد من رحم الحاضر؟ هذه الخزانة هديتنا لمهرجان لعب دوراً هاماً في تكوين وعينا المسرحي على امتداد الوطن العربي”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي