لقاح كورونا.. "الأجسام المضادة" تبوح بأسرار جديدة

2020-09-15

لا يزال اللقاح هو الأمل الأفضل في القضاء على وباء كورونا المستجد، لكن مستجدات كوفيد-19 التي وردت في بحثين جديدين حول الأجسام المضادة والخلايا التائية يمكن أن تكون أكثر تشجيعا.

وبحسب مجلة "إيكونوميست" البريطانية، قام بالبحث الأول فريق من علماء فك شفرة علم الوراثة في إحدى الشركات الآيسلندية ونشر في صحيفة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" حول مستويات الأجسام المضادة لدى 1200 آيسلندي أصيب بالفيروس وتعافى منه.

ووجد الباحثون أن أكثر من 90% ثبتت إيجابية الأجسام المضادة لديه مرتين؛ مرة بعد العدوى مباشرة وأخرى بعد 4 شهور، كما توصلوا إلى أن الأشخاص الذين عانوا من مضاعفات أكثر شدة لكوفيد-19 مثل هؤلاء الذين احتاجوا للعلاج في المستشفيات، تطورت لديهم مستويات أعلى من الأجسام المضادة. وتشمل النتائج الرجال وكبار السن وكلاهما من الفئة الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات كورونا.

وأوضح العلماء أن 4 شهور من الأجسام المضادة أمر مفرح لسببين؛ الأول أن الأجسام المضادة ستمنح الجسم المناعة اللازمة ما يعني أن اللقاح الذي يحفز إنتاجها ربما يوفر حماية معقولة طويلة الأمد، أما السبب الآخر فهو سهولة العثور عليها ما يعني أن نتائج برامج فحص الأجسام المضادة على مستوى السكان والتي تهدف إلى رسم خريطة لانتشار الفيروس ستكون دقيقة إلى حد ما.

إقرأ المزيد : دراسة جديدة عن الأطفال المصابين بالتوحُّد.. هذا الحيوان الأفضل لهم

وتتعقب منظمة الصحة العالمية حاليا 34 لقاحا في مراحل متعددة من التطوير.

أما الدراسة الثانية التي أجراها علماء بقيادة تاو دونج، اختصاصي المناعة في مجلس البحوث الطبية في بريطانيا، فكانت حول الخلايا التائية التي تلعب دورا مهما في محاربة العدوى وتضمن حماية طويلة الأمد للجسم.

وأثناء الدراسة قام الباحثون بمقارنة عينات دم من 28 مصابا بحالات خفيفة من كوفيد-19 و14 مصابا بمضاعفات خطيرة للفيروس فضلا عن 16 من المتبرعين الأصحاء. 

ووصف البحث استجابة الخلايا التائية لدى المصابين بالعدوى بـ"القوية" وأن استجابتها كانت مختلفة بين أصحاب الأعراض الخفيفة والشديدة لكوفيد-19، وتميزت الحالات الخفيفة بخلايا cd8+ أكثر والتي تقتل الخلايا المصابة بشكل مباشر، مقارنة بخلايا cd4+ التي تنظم الاستجابة المناعية بشكل عام أكثر.

واكتشف الباحثون أن الخلايا التائية يمكنها التعرف على 8 أجزاء منفصلة من الفيروس بما في ذلك بروتين سبايك الذي يسمح لها باختراق الخلايا البشرية.

وعمليا لا يزال الوقت مبكرا جدا على الاحتفال، لكن يمنح هذان البحثان تلميحات مفيدة لتنقية اللقاحات في المستقبل، ويحذر خبراء من أن علم المناعة لم يكن أبدا علما تنبؤيا إذ لا يوجد اختبار يمكن أن يظهر بشكل قاطع أن اللقاح سيعمل دون تجربته في العالم الحقيقي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي