
هشام بورار - واشنطن - أكد مسؤول في "المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC) أن الوكالة بعثت رسالة إلى الأقسام الصحية في الولايات الأميركية تدعوها فيها لوضع الاستعدادات اللوجستية اللازمة لتوزيع لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، بحلول نهاية شهر أكتوبر، أو بداية نوفمبر.
وأوضح المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الأولوية في تلك المرحلة ستٌمنح للطواقم الطبية التي تعمل في مستشفيات تستقبل المصابين بالفيروس.
وكانت وسائل إعلام أميركية، قد قالت إن الوكالة التابعة لوزارة الصحة، طلبت من حكومات الولايات أن تستعدّ لتوزيع اللقاح على نطاق واسع بحلول مطلع نوفمبر.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن، روبرت ريدفيلد، مدير "CDC" طلب في رسالة بعث بها إلى حكومات الولايات أن تفعل "بصورة عاجلة" كل ما هو ضروري من أجل أن تكون مراكز توزيع اللقاح المرتقب "عاملة بالكامل بحلول الأول من نوفمبر 2020".
ولفت ريدفيلد في رسالته بالخصوص إلى ضرورة إزالة كل العوائق الإدارية وإصدار كل التراخيص والشهادات اللازمة كي تتمكّن هذه المرافق من العمل بكامل طاقتها في الموعد المحدّد والذي يصادف قبل يومين فقط من الانتخابات الرئاسية.
وتعتبر هذه الرسالة مؤشّراً جديداً على أنّ السباق لإنتاج أول لقاح مضاد لكوفيد-19 يسير بأقصى سرعته في الولايات المتّحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم من الوباء.
وأكّد ريدفيلد في رسالته أنّ السلطات الصحيّة الأميركية "تستعدّ بسرعة للقيام بعملية توزيع واسعة النطاق للقاحات مضادّة لكوفيد-19 في خريف 2020".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرشّح لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة، في الثالث من نوفمبر، قال الأسبوع الماضي، إنّ الولايات المتحدة سيكون لديها "هذا العام" لقاح مضادّ لفيروس كورونا المستجدّ.
وتتسابق شركات عديدة لإنتاج لقاح مضادّ لكوفيد-19، لكنّ معظم هذه اللقاحات لا تزال في مرحلة التجارب السريرية، مما يعني أنّه ليس مؤكّداً حتى اليوم أنّ أحدها سيكون فعّالاً وآمناً، لكنّ السلطات الأميركية تفضّل، من أجل توفير الوقت الثمين جداً في المعركة ضد الفيروس الفتّاك، أن تكون جاهزة للبدء بتوزيع اللقاح ما أن تثبت فعاليته.
وفي تصريحات غير اعتيادية، دعا كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأميركية، أنتوني فاوتشي، إلى تسريع عملية تطوير لقاح ضد فيرواس كورونا المستجد، إذا استمرت الأخبار الإيجابية بشأن التجارب النهائية للقاحات.
وقال فاوتشي، الثلاثاء، في مقابلة مع موقع "Kaiser Health News" التابع لمنظمة غير ربحية إن "البيانات (الخاصة بالتجارب) جيدة للغاية في الوقت الحالي، بحيث يمكنك القول إنها آمنة وفعالة"، مضيفا أنه في هذه الحالة، فإن "الباحثين سيكون عليهم التزام أخلاقي بإنهاء التجارب مبكرا وإتاحة اللقاح الفعال لجميع من شاركوا في الدراسة، بما في ذلك الذين تم إعطاؤهم دواء وهميا وتسريع عملية توفيره للملايين من الناس".
ووضعت "CDC" خططا تتعلق بلقاحين سميا "A" و"B"، بما في ذلك متطلبات الشحن والتخزين والإدارة، وهي التفاصيل ذاتها التي تتطابق مع متطلبات اللقاحات التي طورتها شركة "فايزر" و"مودرنا".