بعد فشل المفاوضات الجديدة.. خلافات حول مسودات مصر والسودان وإثيوبيا عن اتفاق سد النهضة

2020-08-29

سد النهضة في إثيوبيا

أعلن وزير الريّ السوداني ياسر عباس، أنّ جلسة المفاوضات التي جرت الجمعة 28 أغسطس 2020، بين الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة، فشلت في التوصّل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سدّ النهضة، المشروع الكهرمائي الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، ويثير خلافات بينها وبين مصر والسودان.

خلافات على المسودات

الوزير وفي بيان صدر بختام جلسة مفاوضات عُقدت عبر الفيديو برعاية الاتّحاد الإفريقي، وضمّت إليه نظيريه الإثيوبي والمصري وخبراء ومراقبين أفارقة وأوروبيين وأمريكيين، قال إنّه "بعد تقييم دقيق لتطوّر المفاوضات ومراجعة عمل فرق الخبراء على مدى الأيّام الماضية، بدا واضحاً تعثّر مسيرة دمج المسوّدات الثلاث" المقترحة من الأطراف المعنيّين، بهدف الخروج بمسوّدة اتّفاق واحدة.

يأتي فشل جولة المفاوضات الجديدة بعدما سعى خبراء من الدول الثلاث على مدار الأيام العشرة الماضية، إلى دمج مسوّدات اتّفاقات اقترحتها دولهم، وقدّموا يوم الجمعة الفائت تقريراً عن عملهم، من دون التوصّل إلى مسوّدة مدمجة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وبحسب بيان الوزير السوداني فإن الدول الثلاث توافقت على اختتام جولة المفاوضات الحاليّة دون التوافق على مسوّدة الاتفاق، وشدد الوزير على أنّ "التوصّل لاتّفاق يحتاج إلى إرادة سياسيّة"، معتبراً أنّ "استمرار المفاوضات بصيغتها الحاليّة لن يقود إلى تحقيق نتائج عملية".

كذلك أكدت الخرطوم أنها تعتبر "المفاوضات هي الطريق الوحيد للتوصّل لاتّفاق، وستكون مستعدّة لاستئناف المفاوضات في أي وقت بعد التواصل مع رئاسة الاتّحاد الإفريقي".

من جانبها، قالت وزارة الري المصرية، في بيان نقله إعلام محلي، إن الاجتماع استمر فيه "عدم التوافق حول العديد من النقاط القانونية والفنية"، بشأن النسخة الأولية من اتفاق ملء وتشغيل "سد النهضة".

الوزارة أضافت أنه "بعد نقاش مطول بشأن المفاوضات خلال الفترة القادمة، تم التوافق على قيام كل دولة منفردة بإرسال خطاب إلى رئيس جنوب إفريقيا، يتضمن رؤيتها للمرحلة المقبلة من المفاوضات".

مفاوضات متعثرة

وتعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.

كانت المفاوضات الثلاثية التي تقودها جنوب إفريقيا علّقت مؤقتاً في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري، بعد أن أصرّت أديس أبابا على ربطها بإعادة التفاوض بشأن اتفاق على تقاسم مياه النيل الأزرق.

أديس أبابا تعتبر سدّ النهضة الذي بدأت ببنائه على النيل الأزرق في 2011 خطوة أساسية لنموّها الاقتصادي، في حين تخشى الخرطوم والقاهرة من أنّ السدّ الضخم الذي يبلغ ارتفاعه 145 متراً، وسيكون عند إنجازه الأكبر في إفريقيا، قد يحدّ من حصّتهما من مياه النيل.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية مايك بومبيو وافق على خطة لوقف مساعدات تقدمها بلاده لإثيوبيا، في محاولة للضغط على أديس أبابا بقضية سد النهضة، وأوضحت أن ذلك يأتي في وقت تحاول فيه إدارة ترامب للتوسط في خلاف بين إثيوبيا ومصر والسودان، على خلفية بناء الأولى سداً ضخماً على نهر النيل.

نقلت المجلة عن مسؤولين ومساعدين في الكونغرس أن القرار الذي تم اتخاذه هذا الأسبوع يتعلق بـ130 مليون دولار من المساعدات الخارجية الأمريكية لإثيوبيا، وأوضح المسؤولون أن تفاصيل خفض المساعدات لم يتم تحديدها بعد، وأن الرقم النهائي قد يصل لإقل من 130 مليون دولار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي