صحيفة إسبانية: ما علاقة روسيا بالانقلاب في مالي؟

2020-08-25

عناصر من الجيش المالي

أفاد تقرير نشرته صحيفة "أتلايار" (Atalayar) الإسبانية -نقلا عن مصادر عسكرية مالية- بأن قادة الجيش الذين قادوا الانقلاب العسكري في مالي تلقوا تدريبات عسكرية في روسيا مطلع العام الجاري.

وأشار التقرير -نقلا عن مصادر إعلامية مالية محلية- إلى أن القوات المسلحة الروسية رتبت للتدريب، وأن القادة العسكريين كانوا في روسيا منذ يناير/كانون الثاني من العام الجاري، وعادوا إلى مالي قبل أيام قليلة من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس إبراهيم أبو بوبكر كيتا الأسبوع الماضي.

وكانت مجموعة من الضباط الشباب قادت تمردا عسكريا الثلاثاء الماضي انتهى بالإطاحة بالرئيس المنتخب إبراهيم أبو بكر كيتا واعتقاله والعديد من أركان حكمه.

وبعد الإطاحة بكيتا ترأس قائد الإنقلاب العقيد أسيمي غويتا، وهو قائد سابق للقوات الخاصة في مالي وشخصية تحظى باحترام كبير، المجلس العسكري الحاكم الذي تم إنشاؤه لإدارة شؤون البلاد مؤقتا.

وأشارت الصحيفة إلى أن غويتا تولى رئاسة المجلس العسكري رغم أن الانقلاب تم التخطيط له من قبل الثنائي مالك دياو وساديو كامارا، وهما عقيدان بالجيش ويشغلان مناصب رفيعة في قاعدة كاتي العسكرية.

ووفقا للمعلومات الصادرة عن الجيش المالي، فإن مالك دياو وساديو كامارا عادا من روسيا قبل أقل من أسبوع من الانقلاب العسكري، مما يدعو للاعتقاد بأن العقيدين استغلا الوقت الذي أمضياه في العاصمة الروسية للتخطيط للانقلاب، وحشدا لتنفيذ الانقلاب وهما خارج مالي، وفقا للصحيفة.

وكان أحد القادة العسكريين بالجيش المالي -ولم يشارك في الانقلاب- صرح لصحيفة "ديلي بيست" الأميركية قائلا "لقد قضى هذان الرجلان الكثير من الوقت في روسيا، وبعد أيام قليلة من عودتهما نفذا انقلابا بسهولة ونجاح". وأضاف "ولعل هذا الأمر يعني أنهما عملا على هذا المشروع فترة طويلة. ضربة من هذا النوع ليست أمرا تخطط له في غضون أيام قليلة".

تعزيز النفوذ في القارة السمراء

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد دليل على مشاركة مباشرة لروسيا في الانقلاب، وإن كان بعض المسؤولين العسكريين لا يستبعدون دعمها المباشر للانقلابيين، خاصة في مجال الاتصالات. ونشرت مؤخرا تقارير عديدة حول نية روسيا تعزيز وجودها المتنامي في أفريقيا، في الوقت الذي تفقد فيه الدول الغربية الأخرى موقعها في القارة السمراء.

كما أشارت إلى أن الانقلاب جاء في توقيت حرج، حيث تعيش مالي منذ يونيو/حزيران الماضي على وقع سلسلة من الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب باستقالة الرئيس المنقلب عليه إبراهيم أبو بكر كيتا، الذي تعرض لانتقادات لعدم قدرته على مكافحة الفساد الذي دمر البلاد أو ضمان استتباب الأمن.

وأوضح التقرير أن روسيا تتبع أساليب عديدة للتوسع في أفريقيا، من ضمنها بناء القواعد العسكرية ونشر المرتزقة واتفاقيات التعاون العسكري والتجاري مع بلدان القارة السمراء، كما تسعى موسكو إلى تعزيز وجودها السياسي والدبلوماسي هناك، وتسعى للاستفادة بشكل أكبر من الموارد الطبيعية والاقتصادية بأفريقيا.

ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الألمانية، فقد أبرمت روسيا منذ عام 2015 اتفاقيات تعاون عسكري مع 21 دولة أفريقية، في حين أن هذا التعاون كان في السابق ساريا مع 4 دول فقط، كما أشار تقرير ألماني آخر إلى حصول روسيا على تصاريح لإنشاء قواعد عسكرية في 6 دول أفريقية، من بينها مصر والسودان.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال المالي إبراهيما ضاهرو دمبيلي القول إن الوجود العسكري الروسي في مالي بات وشيكا حتى تدعم قوات الأمن والدفاع في حربها ضد الإرهاب الذي ابتليت به البلاد ومنطقة الساحل المضطربة. وأضاف "ستكون روسيا قريبا حاضرة على الخطوط الأمامية".

ووفقا للتقرير، فإن تلك المساعي الروسية تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد التخلف عن ركب الباحثين عن النفوذ والاستثمار في القارة السمراء، وكما هي حال سياسات الصين، فهو يبحث عن حلفاء يمكنونه من توسيع نفوذه هناك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي