
قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن مخالطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تجلب الحظ السعيد، مشيرة إلى أن ستيف بانون مستشاره السابق ومهندس نجاحه عام 2016 متهم الآن بالاحتيال، وهو السابع من محيط الرئيس الذي يواجه مشكلة خطيرة مع العدالة.
وفي تقرير من مراسلتها في واشنطن هيلين فيسيير، قالت المجلة إن بانون قبض عليه وهو على متن يخت فاخر للملياردير الصيني غو ونغي الذي فرّ من الصين عام 2014 بتهم الفساد والاغتصاب.
وحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن بانون، الرئيس السابق لموقع بريتبارت نيوز وهو موقع يميني متطرف يخضع لتحقيق فدرالي حول علاقات عمله مع الملياردير الصيني، ليس المتهم الوحيد في قضايا احتيال، حيث إن هناك شخصيات أخرى مشكوكا فيها ما زالت تدور حول البيت الأبيض.
اختلس المال من الجدار
وذكرت المراسلة أن بول مانافورت مدير حملة ترامب حُكم عليه عام 2018 بالسجن لأكثر من 7 سنوات لارتكابه جرائم متعددة، تشمل الاحتيال المصرفي والضريبي وغسيل الأموال، وقد كشف تقرير لمجلس الشيوخ هذا الأسبوع أيضا أنه كانت له روابط مع وكيل روسي أثناء الحملة.
وقبل مانافورت -كما تقول المراسلة- أدين ساعده الأيمن ريك غيتس، كما حكم بالسجن على مايكل فلين مستشار ترامب السابق للأمن القومي، وجورج بابادوبولوس مستشاره للسياسة الخارجية، وروجر ستون صديقه القديم، وذلك بسبب علاقاتهم مع موسكو فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الحملة الرئاسية.
وأخيرا، حُكم على مايكل كوهين المحامي الشخصي لدونالد ترامب بالسجن 3 سنوات بسبب دفع أموال سرا خلال الحملة لامرأتين ادعتا أنهما مارستا الجنس مع ترامب.
أما بالنسبة لستيف بانون (66 عاما) الذي لم تعد له أهمية بالنسبة للرئيس بعد طرده من البيت الأبيض عام 2017، فهو متهم مع 3 آخرين بإنشاء صفحة "نحن بناة الجدار" (We Build the Wall) على موقع "غو فاند مي" (GoFundMe) الذي أطلق لتمويل بناء أجزاء من الجدار الشهير العزيز على قلب ترامب على الحدود المكسيكية.
وقد نجحت العملية نجاحا كبيرا، وجمع الرجال الأربعة 25 مليون دولار، ولكنهم سرقوا الكثير منها، حيث كان بانون -حسب المدعي الفدرالي في مانهاتن- سيحصل على مليون دولار من أجل "نفقات شخصية"، كما اتهم بريان كولفاج، مؤسس الموقع، باختلاس 350 ألف دولار لتمويل شراء قارب وعربة غولف وعلاجات جراحية تجميلية.
وقالت المراسلة إن بانون دفع بأنه غير مذنب في التهمتين الموجهتين إليه، وهما الاحتيال وغسيل الأموال، وكلتاهما يعاقب عليهما بالسجن 20 عاما كحد أقصى، وأطلق سراحه بكفالة 5 ملايين دولار.
جامعة وهمية
وقد حاول دونالد ترامب في البداية أن ينأى بنفسه عن الموضوع -حسب المراسلة- وذلك بالتأكيد على أنه لا يعرف شيئا عن مشروع تمويل الجدار، إلا أنه ناقض نفسه بالقول إنه لم يعجبه.
وذكرت المراسلة أن الرئيس نفسه يواجه عدة تحقيقات قضائية في شؤونه المالية والضرائب، مشيرة إلى أنه اضطر إلى دفع غرامة قدرها مليونا دولار وحل مؤسسته الخيرية التي استخدمت التبرعات لتمويل نفقات الحملة، كما اضطر إلى دفع 25 مليون دولار تعويضات لطلاب الجامعة التي أسسها "جامعة ترامب" غضبا من التدريس السيئ فيها.
وقالت باربرا ماكوادي المدعية العامة السابقة في ميشيغان إن ترامب أظهر سوء تقدير استثنائيا في اختيار شركائه، مشيرة إلى أن اعتقال بانون بتهمة الاحتيال يجب أن يثير قلق العديد من المقربين من الرئيس، بل حتى ترامب نفسه.
ونبهت المراسلة إلى أن معظم الأفراد الستة المدانين فضلوا حتى الآن عدم التعاون مع المحققين على أمل الاستفادة من عفو رئاسي، إلا أن بانون خاصة، إذا خسر ترامب الانتخابات، قد يقرر التعاون مقابل العفو، لأن لديه الكثير من المعلومات الشيقة بالنسبة للعدالة.