عرض مسرحية سيد درويش بمسرح البالون في القاهرة

2020-08-11

بعد سجال وعقبات عدة أدت لتأجيل عرض المسرحية الغنائية الاستعراضية “فنان الشعب سيد درويش”، ها هي ترى النور في النهاية وتُقدّم أخيرا على خشبة مسرح البالون في القاهرة.

وكانت الخلافات التي تفجّرت بين فريق عمل المسرحية وورثة سيد درويش حول حقوق الملكية الفكرية قد حالت دون عرض المسرحية في موعدها المقرّر. وما إن حلت هذه الخلافات حتى جاءت جائحة كورونا لتضيف أعباءً جديدة على فريق العمل، الذي اضطر إلى تأجيل العرض مرة أخرى. وبعد طول انتظار قرّر فريق العمل عرض المسرحية أخيرا مع الالتزام بإجراءات السلامة المتبعة.

ويؤدّي دور البطولة في هذا العمل المسرحي الضخم الفنان محمد عادل في دور سيد درويش، وقد وقع الاختيار عليه، كما يقول مخرج العمل أشرف عزب، نظرا لملامحه التي تقترب إلى حد كبير من ملامح وسمات سيد درويش. بينما تُشاركه البطولة الفنانة لقاء سويدان في دور الراقصة جليلة، وهو الدور نفسه الذي أدته الفنانة الراحلة هند رستم في الفيلم السينمائي الذي تناول سيرة الموسيقي الشهير.

وتستعرض المسرحية بعض الجوانب والمحطات الهامة في مسيرة سيد درويش الإبداعية، وإسهاماته الفنية التي أثرى بها الحياة الموسيقية في مصر والوطن العربي، فقد مثلت موسيقاه نقلة نوعية للموسيقى العربية ما يزال أثرها قائما إلى اليوم، كما عبرت أغنياته التي لحنها عن فئات كثيرة من المجتمع وخاصة الطبقات المهمشة.

وقد أكّد عادل عبده مدير البيت الفني للمسرح أن الأزمة المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية انتهت تماما، خاصة بعد أن أجازته لجنة المصنفات الفنية وأصبح جاهزا للعرض. وأضاف عبده أنه بمرور أكثر من خمسين عاما على وفاة سيد درويش تسقط حقوق الملكية الفكرية لورثته، ويحقّ لجميع المبدعين تناول سيرته الذاتية وأعماله الخالدة من خلال أعمالهم، فتجربة سيد درويش الفنية تمثل إرثا فنيا لجميع المُبدعين في مصر والوطن العربي.

والمسرحية من إنتاج فرقة أنغام الشباب التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، وهي من تأليف السيد إبراهيم وإخراج أشرف عزب. وقد صرّح مؤلف العمل أن التصدّي لتقديم شخصية فنان الشعب سيد درويش على خشبة المسرح يعد أمرا بالغ الصعوبة، وهذا لندرة المعلومات عن حياته الشخصية، كما أن الفترة الزمنية التي بزغ نجمه فيها تعد قصيرة نسبيا.

ورغم حياته القصيرة تلك فإن الإنتاج الموسيقي والغنائي لسيد درويش كان ثريا للغاية، ومثلت ألحانه وأغنياته ملهما للعديد من الموسيقيين والمبدعين الذين جاؤوا بعده. وأكثر ما يميز أعمال سيد درويش أنها ما تزال تعبّر عن الكثير من القضايا والهموم اليومية والوطنية رغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيله.

وكانت أغاني سيد درويش تهدف إلى استنهاض الهمم وإيقاظ الوعي، وما يميّزها أنها قد خاطبت كل فئات الشعب، من فلاحين وعمال وحرفيين وغيرهم.

ومن أبرز المحطات التي يسلط العمل المسرحي عليها الضوء علاقة سيد درويش بالشاعر المعروف بديع خيري، الذي لحن له درويش العديد من أشعاره. وتعدّ المسرحية واحدة من الأعمال الاستعراضية التي أنتجت خلال الفترة الأخيرة والتي يسعى من خلالها البيت الفني للمسرح في مصر إلى إعادة التواجد والحضور للمسرح الغنائي والاستعراضي على خشبة المسرح المصري بعد تهميشه طوال السنوات الماضية.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي