نزاع بوينغ وإيرباص يقترب من الذروة

2020-08-05

 

بالتأكيد، يعد إنتاج طائرة من أهم الصناعات في العالم، والدولة التي يمكنها صناعة طائرة تجارية تعكس مدى ما وصلت إليه من تقدم هندسي وصناعي وتكنولوجي، ومن أشهر الشركات في هذا المعترك بوينغ الأميركية وإيرباص الأوروبية

لكنّ نزاعاً بين أكبر صانعتين للطائرات في العالم بدأ منذ قرابة الستة عشر عاماً يقترب من ذروته مع استعداد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على المزيد من الواردات المتبادلة بين الطرفين.

ما ملامح النزاع؟

من أبرز ملامح النزاع بين الشركتين وجود دعم حكومي، ففي عام 2004، تقدمت أميركا بشكوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الاتحاد الأوروبي لدعم الأخير شركة إيرباص على حساب بوينغ. عام 2011، حكمت منظمة التجارة العالمية بأن الاتحاد الأوروبي منح إيرباص مليارات الدولارات في شكل دعم غير قانوني، كما أجرى الاتحاد الأوروبي تحقيقات مماثلة خلصت إلى أن بوينغ استفادت من دعم مالي أميركي وعقود عسكرية وفضائية.

عام 2012، أكدت المنظمة أن بوينغ هي الأخرى تلقت مساعدات من الحكومة الأميركية بنحو 5.3 مليارات دولار على الأقل بشكل غير قانوني، واستمرت النزاعات حتى عام 2019 عندما أعطت المنظمة الضوء الأخضر لواشنطن للانتقام برسوم جمركية ضد واردات من سلع أوروبية بقيمة 7.5 مليارات دولار. ولطالما أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرسوم الجمركية تمنح بلاده الغلبة في نزاعات تجارية واقتصادية مع الدول الأخرى، لكن نزاع بوينغ – إيرباص لا يثبت هذه النظرية.

تتحدث إدارة ترامب عن فوائد الرسوم الجمركية والرد الانتقامي على دعم الاتحاد الأوروبي لإيرباص على حساب بوينغ، لكن لم يتم الحديث عن رد أوروبا برسوم مضادة. بسبب أزمة كورونا، سيتأخر حكم منظمة التجارة العالمية بشأن النزاع بين بوينغ وإيرباص حتى خريف هذا العام على الأرجح.

على الجانب الآخر، تقول بروكسل إنها تدرس العديد من الخيارات من أجل الرد على الرسوم الجمركية الأميركية، وبالطبع، من أبرز الخيارات انتظار حكم منظمة التجارة العالمية الذي ربما يعطي الضوء الأخضر لأوروبا للرد على الرسوم الجمركية الأميركية على واردات بقيمة 7.5 مليارات دولار. هناك خيار آخر أمام أوروبا يتعلّق بالقواعد التنظيمية واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وقرارات للرد على تهديدات تجارية.

لماذا يحتدم النزاع الآن؟

تزيد الولايات المتحدة من ضغوطها على الاتحاد الأوروبي من خلال استهداف سلع جديدة برسوم جمركية، حيث هددت باستهداف واردات من أوروبا بقيمة 3.1 مليارات دولار كالشاحنات والزيتون. في تلك الأثناء، تنتظر بروكسل قرار منظمة التجارة العالمية بفرض رسوم جمركية على واردات من سلع أميركية بقيمة 11.2 مليار دولار، وذلك ردا على تصريحات المنظمة في 2019 بأن واشنطن تواصل تقديم الدعم لبوينغ.

ما شكل الدعم الذي حصلت عليه بوينغ وإيرباص؟

منحت حكومات ألمانيا وفرنسا وأسبانيا والمملكة المتحدة دعماً لإيرباص من خلال قروض ومساعدات ودعم لسهم الشركة ومد فترات سماح لسداد الديون والعديد من الإسهامات المالية.

أما الحكومة الأميركية، فقد منحت بوينغ تمويلاً فدرالياً لدعم البحث والتطوير والبنية التحتية لصانعة الطائرات.

ما أهمية بوينغ وإيرباص للطرفين؟

على مدار أكثر من 20 عاماً، توسعت بوينغ وإيرباص في صناعة الطائرات، لكن مع ضعف الطلب بسبب أزمة كورونا، انخفضت المبيعات بشكل كبير، وظهر مدى تأثير الشركتين على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

توفر بوينغ وإيرباص آلاف الوظائف وتسهمان في الاقتصادين الأميركي والأوروبي، وتشكّلان مصدر فخر للصناعة والتكنولوجيا في واشنطن وبروكسل. تأسست إيرباص قبل نحو نصف قرن كتحالف يجلب صناعة الطائرات إلى القارة العجوز ومنافسة العملاق الأميركي بوينغ.

هل يمكن الحل من دون رسوم جمركية؟

قالت إيرباص في يوليو إنها وافقت على إحداث تغييرات في شكل المساعدات المالية التي تتلقاها من فرنسا وأسبانيا لطائرات إيه 320، وذلك لإزالة أي مبررات لدى الولايات المتحدة بفرض رسوم ضد بروكسل. طالب الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة بوقف أي رسوم جمركية عقابية من واشنطن، وأيضاً حث الأخيرة على التفاوض وتسوية النزاعات.

ما الهدف الرئيسي للولايات المتحدة؟

يكمن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في وقف تقديم بروكسل للمساعدات المالية المقدمة لإيرباص، لا سيما طائرتها إيه 350 إكس دبليو بي على حساب طائرة بوينغ 787 دريملاينر. وسلمت إيرباص أكثر من 360 طائرة طراز إيه 350 إكس دبليو بي ربما بسبب الدعم المالي من حكومات دول أوروبية، وهذا، ما يغضب «بوينغ» والحكومة الأميركية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي