سفير الخط العربي جمال بوستان : لوحة تجمع بين إبداعات الخط العربي والفن التشكيلي

2020-07-30

علاء الدين محمد الهدوي فوتنزي *

 

لكل أمة فنونها التي تعتز بها وتعتبرها جزءاً من حضارتها وتراثهـا، والخط العربي أهم ما نفخر به من بين فنوننا الإسلامية والعربية، وهو فن عربي برع فيه أجدادنا وتفننوا برسمه فوصلوا إلى مرتبة الأصالة وبلغوا في أنواعه وتصميماته وزخارفه درجة الإبداع ، ويعدّ الخط العربي وأنواعه من الفنون التي نالت اهتمامًا كبيرًا من العرب، وقد أخذ الخط العربي وأنواعه أسماءه من الأشخاص الذين ابتكروها أو المدن التي وُجدت فيها أو الأقلام التي كُتبت بها، وقد تداخلت هذه الخطوط مع بعضها بعضا، وأصبح لكل نوع من الخط العربي طريقة رسم خاصة، وأصبح الخط فنا منفصلا يتفنن به أشهر الخطاطين.
الخط العربي هو واحد من أجمل خطوط اللغة في العالم وذلك لطواعيته ومرونته، وارتبط منذ القدم بالفنون العربية الاخرى كالزخرفة والارابيسك، وهو ايضا وسيلة لتدوين الأفكار سواء كانت دينية أو أدبية وغيرها، حيث إن كثيرا من الخطاطين القدماء الأتراك يختصرون كتاباتهم بآيات وأحاديث إسلامية، ولكن في وقتنا الحالي يجب على الفنان إظهار جمالية التراث الأدبي من شعر وأسطورة حتى من المترجمات عن الغرب، بحيث يتم توثيق هذه الكلمات بطريقة فنية وإبداعية تصويرية وهذا ما يسعى إليه الخطاط السوري جمال بوستان في جميع لوحاته.

جمال بوستان؛ قبس من حياته
الخطاط جمال بوستان من مواليد (محافظة "القنيطرة") عام 1942 م ، درس الفن والخط دراسة خاصة، اشتغل في تصميم الشعارات وأغلفة الكتب والمجلات والإخراج الصحافي، وهو عضو جمعية الخطاطين واتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، أقام العديد من المعارض الفرديّة، وشارك في معارض داخلية وخارجية كثيرة، كما نال شرف كتابة مصحف الشيخ مكتوم ما بين عامي 1997 و2002.
بوستان فنان مبدع بكل ما تعنيه الكلمة، حيث كرس حياته لإنتاج العمل الإبداعي من خلال تطويع الخط والحرف العربي لأن يكون لوحة تنضج بالجمال والرؤية الخاصة كبحث خاص من خلاله يطل على فن حفر الغرافيك باقتدار وتميز، كما يطل على التصوير الزيتي والمائي بمهارة ورؤية صوفية يمتاز بها عن غيره من الفنانين التشكيلين المعاصرين.



الفنان بوستان رحلة حافلة بالإنجازات والإبداعات منذ ستين عاماً في مجال الخط العربي وفنونه ،ومن أبرزها استنباطه من الخط الكوفي أبجدية خاصة، حيث أطلق عليه الباحثون إسم"الكوفي البوستاني" ومؤخراً ابتكر أبجدية جديدة (فونت) تحدثت عنها المجلات الأمريكية وهي أبجدية كاملة باسم "بوستان" لكتابة نصوص متنوعة كاملة ،على مدى ستين عاماً من الزمن تمكّن الخطاط والحروفي السوري جمال بوستان من إنجاز مئات الأعمال الفنية في مجال فنون الخط العربي والحروفية حيث يتألق الخط ويتأنق بريشته في ثنايا وتفاصيل اللوحة بشكل سلس انسيابي مع ألوان صارمة أحيانا وفَرِحَة أحايين أخرى، ومع تشكيلات تمنح الخطوط لديه جمالا فوق جمال وإبداعا يلي إبداع، لينتج لديه وببراعة الخطاط المتمكن من جميع أنواع الخط وفنونه وبنظرة الحروفي العميقة والبعيدة لوحات فنية تجذب المتلقي وتمنحه راحة نفسية وشعورا عال بجماليات الخط العربي وروعة لغتنا الخالدة، وفي مسيرة الخطاط والحروفي بوستان الكثير من المحطات الهامة التي أضافت لتجربته تميزا وتفردا وخصوصية أشار إليها العديد من المتابعين والباحثين في مجال الفنون الجميلة.



كيف أصبح الخط العربي محور الإهتمام والتفكير لبوستان؟

ويعد بوستان المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس "القنيطرة" مرحلة مهمة في حياته الشخصية فعندما كان في الصف الرابع الابتدائي كان لحصة الجغرافية أثر كبير في نفسه، ورسخت بدايات تعلم الخط العربي من خلال أستاذ جغرافيا كنيته (الطباع) كان يرسم على السبورة بعض الخرائط ويبدأ بتلوينها خطوة بخطوة إلى أن يصل إلى شاطئ البحر فيلونه بالأزرق المتدرج ويتابع كتابة تسميات المدن بخط رائع ومتميز وخصوصاً عندما يكتب البحر الأبيض المتوسط وبهذه اللحظات كان ينظر إليه كالمسحور.
وبعدها أصبح الخط العربي محور اهتمامه وتفكيره حيث كرس له حياته وبدأ تعلمه بتقليد بعض الخطوط في المجلات التي كانت تصدر آنذاك ومنها مجلة "طبيبك" الذي كان يكتب فيها المرحوم "بدوي الديراني"، وفي عام 1958م عمل في مكتب هندسة "القنيطرة" التابع لإدارة الأشغال العسكرية بصفة خطاط مخططات، وفي عام 1960م ظهرت كراسة "هاشم البغدادي" التي كانت تعنى بأنواع الخط وقواعده وبدأ بتعلم الخط وقواعده باحتراف وتعلم الخط العربي يحتاج إلى معلم يشرف على تعليمه، وفي عام 1965م عمل في إدارة المساحة العسكرية في وحدة الكارتوغرافية وهذا العمل له دور كبير في حياته حيث تمكن من كتابة الخط العربي وبعدها بدأ بكتابة اللوحات وحفظها.



إنجازاته الجديدة في مجال فنون الخط والحروفية

حول الأعمال الجديدة للخطاط والحروفي جمال بوستان يقول: "في السنوات الثلاث الماضية وخلال مراحل متقطعة أنجزت العديد من الأعمال الجديدة، وبطلب من أحد الأصدقاء أنجزت عشرة لوحات خطية وليست حروفية بأسلوبي الخاص وكذلك أنجزت على مدى السنوات الأربع الماضية كتابة نسخة ثالثة من المصحف الكريم بعد إنجازي للنسخة الأولى التي تستخدمه أوقاف دبي والمصحف الثاني والذي تستخدمه مكتبة دبي للتوزيع، وفي النسخة الثالثة الجديد اعتمدت الخط النسخي بقياس 50*70 وليس 70*100 كحال النسختين الأولى والثانية، وهو بخط ناضج وبمدى أكثر كلاسيكية وأصولية، كذلك شارك بالمعرض السنوي للفنانين التشكيليين السوريين الذي يقام خريف كل عام بدمشق، وفي الواقع فأنا مقل بالإنتاج، أحياناً أتوقف لأشهر عن تنفيذ لوحة ومن ثم يأتيني نشاط مفاجئ فأنجز لوحات عديدة في وقت قصير نسبياً وهذا يتعلق بمزاجي للعمل، ولدي لوحات عديدة أنتظر الفرصة لإقامة معرض فردي لها قريباً، و جميع لوحاتي بمقاس متقارب لا تتجاوز 100*70سنتمتر وعلى الورق".

يتابع بوستان ـ "كذلك وعلى مدى سنتين ـ وبالتعاون مع صديقي الدكتور( مأمون صقال) المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية أنتجنا (فونت) أي أبجدية كاملة باسم (بوستان) يمكن استخدامها من قبل العرب والأفغان والإيرانيين وتستخدم حتى على الحاسوب لكتابة نصوص متنوعة كاملة حيث لها إضافات محددة كمثل إضافة مد معين لحرف الكاف وأنا أخذته من الخط الكوفي القيرواني ومن بعض الخطوط الأخرى ودمجتهم مع بعضهم فنتج حرفاً خاصاً جميلاً بأسلوب جديد حيث لاقى إعجاب كبريات الصحف المتخصصة في مجال الفنون والخطوط بأمريكا وحقق جوائز مهمة جداً مثل الجائزة الأولى في مؤسسة غرانشان المتخصصة بفنون الخط".

الخط الكوفي أكثر الخطوط استخداماً

الخط الكوفي هو من أقدم الخطوط العربية، وهو النوع اليابس من الخطوط العربية، والذي يتميّز بحدّة زوايا حروفه واستقامتها، حيث ظهر هذا الخط في مدينة الكوفة، ويعتبر امتدادا لخط الحيرى، والذي نشأ في مدينة الحيرة التي تقع بالقرب من مدينة الكوفة، واستخدم الخط الكوفي في الأمور الرسمية في الدول العربية الإسلامية آنذاك، مثل التدوين، والمراسلات، كتب بوستان النّسخ الأولى من القرآن الكريم بالخط الكوفي، وسمي بالخط الموزون، لاستقامة حروفه.
يقول بوستان:" أكثر الخطوط استخداماً الخط الكوفي الذي وجدت فيه المتعة حيث أضفت لمسة خاصة بي على أشكال ونوعية الخط الكوفي مع الحفاظ على قواعده العامة، كما استخدمت الخط النسخ للكتابات العادية المستهلكة، والخط الفارسي للأعمال الفنية الجميلة لما له من حساسية ورونق رائع".

مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رحمه الله

بعد أن ترك العمل في جريدة البعث عام 1996م اتجه بوستان لكتابة الخط الكلاسيكي، وبتوجيهات من الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رحمه الله تعالى في إصدار مصحف شريف برواية حفص عن عاصم بخط جديد وتميز علمي وزخرفة فنية وطباعة فاخرة، ولإخراج المصحف المطلوب بالمزايا المذكورة وتنفيذاً لذلك فقد عهد إلى الخطاط جمال بوستان بخط هذا المصحف ثم صدر قراران:الأول: خاص بتشكيل لجنة عليا يكون أعضاؤها من كبار القراء في العالم العربي، والقرار الثاني: بتشكيل لجنة من المتخصصين من دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دبي، وقد تولت اللجنتان الإشراف على قراءة ومراجعة وتدقيق ما كتبه الخطاط معتمدة على أمهات كتب الرسم والضبط والوقف والابتداء والقراءات والتفسير، وصدرت طبعة المصحف الأولى سنة 2003 م بطبعة متميزة من حيث الخط والزخرفة - بعد أن تم تدقيقه ومراقبته فنياً وطباعياً - بشكل فني رفيع مع مميزات كثيرة مع سلامة النص والرسم والضبط، وقد تتابعت بعد ذلك عدة طبعات بأحجام متعددة وبإشراف علمي رفيع.



بوستان يجمع في حروفياته بين الأصول والحداثة

يقول الخطاط جمال: "أنا أنفذ أعمالي بتقانات لونية مختلفة وبصيغة حروفيّة تتماهى فيها الأصول الكلاسيكية للخط العربي بالحداثة التشكيلية التجريدية،حيث أجمع في معمار لوحتي بين رشاقة التشكيلات الحروفية والمساحات اللونية الشفيفة المطرزة بوحدات زخرفية هندسية تتوافق وتنسجم مع روح الحرف العربي وجمالياته التي تغرد سعيدة معبّرة في فضاء التجريد هي الأخرى، فأنا أفتخر بأني أبدع في جماليات الخط العربي الذي عبر "بيكاسو" عنه قائلا : "إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن التصوير وجدت الخط لعربي قد سبقني إليها منذ أمد بعيد ".
في صالة «السيد» للفنون التشكيلية بدمشق، وما بين 5 و24 فبراير 2007، أقام الفنان الخطاط «جمال بوستان» معرضاً فردياً لأعماله الحروفيّة الجديدة، ضمنه خمساً وثلاثين لوحة منفذة بتقانات لونيّة مختلفة، مبنية بصيغة حروفيّة تتماشى فيها الأصول الكلاسيكيّة للخط العربي بالحداثة التشكيلية التجديدية، فهو يجمع في معمار لوحته، بين رشاقة التشكيلات الحروفيّة والمساحات اللونّية الشفيفة المطرزة بوحدات زخرفيّة هندسية تتوفق وتنسجم مع روح الحرف العربي وجمالياته التي تغرّد في فضاء التجديد هي الأخرى.
وفي أعمال أخرى، يرصف كلماته وجمله، خالية من الزخارف والمساحات اللونّية، إنما يقوم بإدخال اللون إلى جسد النص، عبر تلوين النقاط، والتنويع بثخانة الحروف، لتبدو اللوحة وكأنها اشارات موسيقيّة موزعة باحكام، فوق بياض اللوحة السعيد بمحولاته التشكيليّة والدلالية والتي سرعان ما تتسرب من البصر إلى البصيرة، لتهندس الروح، وتطلقها في فضاءات رحبة، تفرزها حالة من الانسجام والتوافق الساحرة، بين المبنى والمغنى، والحامل والمحمول، والشكل والمضمون، والمجرد والمشخص، والكلاسيكي والحديث، والدلالة المباشرة للكلمة والنص، وايجاءات التشكيل البصري المتوازن والمدروس خطاً ولوناً ومعماراً وارتكازاً.
بمعنى آخر، يتماهي العقلي بالحسي، في لوحات الفنان جمال بوستان، ونكهة الأصالة بنكهة الحداثة، والدلالة الاتفاقية للحرف والكلمة، بالدلالة البصريّة التجريديّة، وهكذا يوازن هذا الفنان في منجزه البصري الحروفي بين صرامة العقل ورهافة الإحساس، وبين وضوح وجلاء معنى النص وغموض معماره التشكيلي البصري، مانحاً المتلقي، فرصة التنزه بينهما، باحثاً ومنقباً، عن معنى النص في عباراته تارة، وفي معماره البصري، تارة أخرى!!

السمات الكبرى لأعماله الخطية والحروفية

يقول بستان: " في مجال الحروفية هناك أسلوبي الخاص أيضاً وهو ما يميزني عن غيري من الزملاء في هذا المجال وعليها بصمتي الخاصة التي لم ينجزها سواي وتتميز باستخدام اللون الأسود وتدرجاته، وأستخدم فيها القصبة الرفيعة والأغلظ أحياناً وحبر خفيف وحبر أثقل أحياناً فأنتج لوحات حروفية خاصة بي وقد حققت لي متعة شخصية رغم الوقت الطويل الذي استغرقته في الإنجاز وكانت أول لوحة لي كتبت عليها كلمات ناظم حكمت الشهيرة (أجمل الكلمات تلك التي لم نقلها بعد)،واستمريت فيما بعد كتجربة خاصة بي حيث نفذت منها أعمالاً مطورة أكثر فأدخلت بها اللون والكتل التشكيلية مع الفراغ".
ويرى الخطاط بوستان في الحرف والخط العربي مزايا مهمة فمن المعروف أن الخط العربي حروفه متصلة وهذه ميزة كبيرة له فهو يعطي انسيابية وتحرر للخطاط في المد والضم وبالاستطالة وبتشكيل العديد من الحالات والتي لا تمتلكها باقي الخطوط كالحرف اللاتيني، لقد كان هناك محاولات لجعل الحرف العربي منفصلاً في الكتابة وفشلت ولم تثبت جدواها لأن من جماليات اللغة العربية وخصوصيتها هي الكتابة بالحروف المتصلة، ولكن هناك خط جميل يضاهي الخط العربي حالياً هو الخط الصيني والياباني فالتشكيل فيه رائع ويتيح للخطاط الياباني طقس إبداعي حتى قبل أن يبدأ بكتابة لوحته حيث يعيش حالة صوفية مع أداته المحبرة والفرشاة العريضة ذات الرأس الرفيع.


استخدام الحاسوب يساعد الخط والخطاط

وعن رأيه بموضوع استخدام الحاسوب من قبل الخطاط يقول بوستان: " برأيي أن استخدام الحاسوب إذا تم بشكل عقلاني فإنه يخدم الخط والخطاط بشكل جيد فالحاسوب هو أداة سهلّت العمل للرسام والخطاط ولكل فنان فهو أمامه برامج حاسوبية مثل الغرافيك يمكن الاستفادة منها حسب مهارته بالتعامل معها حيث لا يجوز أن يأخذ الأمور جاهزة ويطبعها على أساس أنه عمل، هذا يدل على أنه لم ينجز أي شيء، فعليه أن يبدع من خلال ما أعطاه له الحاسوب في مجالات واسعة، أنا شخصياً أستخدم الحاسوب بحيث عندما أصمم لوحة ما أقوم باستخدام الماسح الضوئي لها وأعالجها على الحاسوب ببرنامج خاص بالخطوط فيساعدني الحاسوب في إنجاز لوحتي بشكل نظيف خالية من التعرجات ودقيقة جداً بينما مهما حاولت كخطاط ورسام أن أنفذها بدقة عالية لن أنجح بدون استخدام الحاسوب ولكن يبقى الأصل هنا هو أنا من أنجزه وأبدعه وهنا فائدته لنا كخطاطين وحروفيين وتشكيليين حيث يساعدنا الحاسوب في تحسين جودة العمل ولكن يبقى العمل عملي ولن يعمل الحاسوب مكاني بالتأكيد".
وعن الألوان وبهرجتها في اللوحة الخطية يوضح بوستان رأيه في هذا المجال: "إن كل عمل يمكن أن يساء له أو تحسّن منه بطريقة استخدام الفنان لأي شيء مضاف كالزخرفة والتلوين وغير ذلك، وهذا يتعلق بمدى علاقتها بالشيء الذي وضعته وبما يخدم موضوع العمل واللوحة فلا يجوز إضافة أي شيء بشكل عبثي فسيتحول هنا لعمل تجاري مبتذل، ولذلك يجب أن يكون كل شيء مدروساً بمكانه، وليست الغاية هنا البهرجة اللونية لجذب انتباه المتلقي بل على اللون أن يأتي منسجماً تماماً مع موضوع العمل وفكرته ومدلوله ورمزيته".

* كاتـــب وباحـــث أكاديمي – الــــهند

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي