التشكيلية السعودية داغستاني: العرب لا يعرفون ثقافة اقتناء اللوحات.. والفن ليس مصدرا للرزق

2020-07-23

رغم أن الفن لا يعرف التمييز بين الرجل والمرأة، إذ إن الموهبة وحدها ترفع قدر العمل الفني إلا أن الطريق أمام الفنانات التشكيليات العربيات ما زال طويلا، حيث تقول الفنانة التشكيلية السعودية سلوناس عثمان داغستاني إن "قول البعض بوجود فن نسائي أو ذكوري أمر مرفوض، وإبداع المرأة يعبر عن أنوثتها ويجعل الجمال ينبثق من داخلها لتخرج عبر عملها الفني كل ما في خلجات روحها من طاقات إيجابية أو سلبية تجسدها في العمل الفني وتشكله بالفرشاة والألوان".

ورأت داغستاني في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أن "العرب على بداية الطريق نحو العالمية، وأن كثيرا من الفنانين العرب الذين شاركوا في معارض وملتقيات تشكيلية دولية وعالمية أثبتوا جدارتهم وقدرتهم الفنية على تقديم أعمال تحظى بالتقدير".

وقالت إنها تنظر إلى الفن بمفهومه الشامل، حيث يضم إنتاج الفنان الإبداعي وتعبيره عن ذاته ومشاعره وانتمائه لوطنه وباعتباره لونا من ألوان الثقافة الإنسانية، إلى جانب أهمية الفن الكبيرة في المجتمع، وهي أمور تدعو جميعها إلى العمل الجماعي من أجل الارتقاء بالفن العربي للعالمية.

وأوضحت أن الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية كانت تعاني من غياب أمور أساسية وإلزامية لتحقيق العمل الجاد، إلى جانب عدم وجود قاعدة أساسية للفنانين التشكيليين تنصفهم من ضياع أعمالهم وحفظ حقوقهم ومعرفتهم ما لهم وما عليهم، وعدم وجود تنظيم لإنشاء المعارض ودعمهم فنيا.

النساء قادمات

وشددت داغستاني على أنه رغم أن المرأة التشكيلية العربية -خاصة في المملكة العربية السعودية- لا تزال في بداية الطريق وأن الرجل سبقها في ذلك الطريق فإنه خلال السنوات الماضية بدأت المرأة تنطلق وتثبت وجودها في الساحة التشكيلية وتنافس الرجل في الأعمال بتقديم أعمال فنية متفردة، وذلك لكون المرأة تمتلك مشاعر وأحاسيس صادقة وقدرات مكنتها من إظهار مشاعرها في أعمالها الفنية عبر لمسات في غاية الإتقان والإبداع والجمال.

وأشارت إلى أن المرأة السعودية دخلت اليوم عالم الفن التشكيلي من أوسع أبوابه، وأنه مع ظهور الحركة الفنية الجديدة أصبحت الصعوبات تتلاشى، وبات للمرأة الحق في المشاركة بالمعارض والمهرجانات، عربية وعالمية.

الفن وحده لا يكفي

وأكدت داغستاني أن الفنان التشكيلي العربي لا يستطيع أن يعيش من نتاج فنه كمصدر رزق له، لأن العالم العربي -حسب قولها- لا تنتشر فيه ثقافة اقتناء الأعمال الفنية إلا بين فئات قليلة من الناس، ولا بد أن يكون للفنان مصدر آخر للرزق، وتوفير متطلبات حياته وحياة عائلته.

ورأت أن معاناة الفنان التشكيلي العربي تتمثل في عدم وجود أكاديميين لديهم القدرة والاستعداد للأخذ بيد الفنان ومساعدته ودعمه فنيا ومعنويا ليثبت وجوده في الساحة التشكيلية ويظهر ما بداخله من قدرات فنية، وغياب ورش العمل والدورات التدريبية التي يستطيع الفنان من خلالها صقل مواهبه الفنية، ليتمكن من المشاركة في المعارض والملتقيات الفنية في الداخل والخارج.

كما أنه ليست هناك قاعات عرض حكومية لاستضافة المعارض الخاصة للفنانين، ولا يتم تقديم الدعم اللازم من الجهات المعنية بما يمكن الفنان من تقديم أعماله الفنية للجمهور بشكل لائق، وليس لرأس المال الخاص دور في دعم الحياة الفنية، بحسب الفنانة السعودية.

تراث الحجاز

وبشأن مفردات وموضوعات أعمالها التشكيلية، قالت داغستاني إنها تميل إلى التراث، خاصة تراث الحجاز، وتستلهم منه الكثير من أعمالها، وإنها تعشق إظهار تراث وطنها المتمثل في البيوت القديمة بأبوابها الجميلة والشبابيك والرواشين المحلاة بالزخارف النباتية والهندسية الإسلامية، وكذلك الحروف العربية التي باتت لها مكانة خاصة لديها، وموضوعات أخرى مستوحاة من الثقافة الإسلامية.

ودرست الفنانة التشكيلية سلوناس داغستاني الفنون الإسلامية التربوية في جامعة الملك عبد العزيز، وعملت معلمة للفنون، وهي عضوة في جمعية الثقافة والفنون، وجمعية الأيدي الحرفية، وقد شاركت خلال مسيرتها الفنية في 17 معرضا فنيا داخل المملكة، إلى جانب المشاركات الدولية التي من بينها مشاركتها في معرض منارة العرب للثقافة والفنون بالأردن عام 2018، ومعرض بصمات الشرق الأوسط في القاهرة عام 2018، ومعرض رؤى عربية بالقاهرة عام 2019.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي