التقت بأحد المتهمين بتهريبه..

أدلة يابانية تكشف تورط ابنة كارلوس غصن في عملية فرار والدها

2020-07-17

كشفت أدلة جمعتها النيابة العامة في اليابان، أن كارلوس غصن، أمضى بعضاً من ساعاته الأخيرة في طوكيو مع أحد أفراد عائلته على الأقل، وهو ابنته مايا، 27 عاماً، التي تعمل في كاليفورنيا. وأنهما تناولا معاً غداءهما في اليوم الذي هرب فيه، قبل أن توصل طرداً إلى فندقٍ قابلت فيه أحد المتهمين بالتعاون معه لتهريبه.

إذ يُصر غصن على أن أياً من زوجته وأبنائه الأربعة لم يكن لهم دور في هروبه المفاجئ من اليابان في صندوقٍ هُرب على متن طائرةٍ خاصةٍ. وقال غصن، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان: "خططت وحدي لرحيلي. لم يكن لعائلتي أي دورٍ في العملية"، وفق ما ذكره تقرير وكالة Bloomberg الأمريكية الخميس 16 يوليو/تموز 2020.

شهادة سائق كارلوس غصن: جاءت تلك التفاصيل ضمن مئات الصفحات من وثائق السفر، وشهادات الشهود، وصور كاميرات المراقبة في الطلب الرسمي الذي قدمته اليابان لحكومة الولايات المتحدة لتسليم الأمريكيين المتهمين بالتخطيط لعملية الهروب: مايكل تايلور، الجندي السابق بالقوات الخاصة الأمريكية، وابنه بيتر.

وفقاً لشهادته التي أدلى بها للنيابة العامة، يقول سائق غصن إنه اصطحبه هو وابنته لتناول الغداء في مطعمٍ بطوكيو في التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 2019. وتابع أنه عاد بهما في وقتٍ لاحقٍ من اليوم نفسه وساعدهما في تحميل خمس حقائب سوداء على الأقل في شاحنةٍ سوداء من نوع Toyota Alphard.

بعد ذلك، يقول السائق، إن مايا غصن طلبت منه أن يُقلها إلى فندق غراند حياة طوكيو، حيث كان يُقيم بيتر تايلور مثلما تقول السلطات. قالت مايا للسائق إنها تريد إنزال بعض الحقائب لأحد "معارفها"؛ لأنها كانت على وشك التوجه إلى الولايات المتحدة، وقد تجاوزت حمولتها الحد المسموح به في المطار.

يتذكر السائق إنزال حقيبةٍ ثقيلةٍ من السيارة، وقال إن مايا غصن قد اقتربت من رجلٍ "فاتح البشرة" كان قد خرج من الفندق.

صور تورط ابنته: تُظهر صورةٌ من كاميرا مراقبةٍ مرفقة بالوثائق مايا غصن تقابل بيتر تايلور ويتصافحان بالأيدي في فندق غراند حياة عند الساعة الثانية ظهراً. وتُظهر مجموعةٌ أخرى من الصور تايلور يقف بجوارها في المرآب، حيث استلم حقيبتين جاءتا من منزل غصن على متن الشاحنة التي كان يقودها سائقه".

ثم، ووفقاً للوثائق، أقل السائق مايا من فندق غراند حياة إلى مطار هانيدا لتلحق برحلتها المتوجه إلى الولايات المتحدة.

في هذه الأثناء دخل والدها إلى الفندق حيث التقى تايلور وابنه وجندياً لبنانياً سابقاً هو جورج زايك، وهو متهم أيضاً بالمساعدة في تنسيق العملية، وفقاً لوثائق القضية. لم يستجب زايك، المطلوب في اليابان، للاتهامات، ولم يُمكن التواصل معه للتعليق.

في الغرفة رقم 933 بفندق غراند حياة بدل غصن ملابسه وانضم إلى زايك ومايكل تايلور ليركبوا قطاراً متجهاً إلى أوساكا، جالبين معهم إحدى الحقيبتين اللتين جاءتا من المنزل، حسبما تقول الوثائق. أما بيتر تايلور فقد ذهب إلى مطار ناريتا قُرب طوكيو وركب طائرةً متجهةً إلى الصين، آخذاً الحقيبة الأخرى معه.

ولم ينكر تايلور وابنه ضلوعهما في هروب غصن. لكنهما دافعا عن نفسيهما أمام محكمةٍ أمريكيةٍ قائلين إن مساعدة شخص على الهروب بعد إطلاق سراحه بكفالةٍ ليس جريمةً في القانون الياباني.

إكرامية أم رشوة؟ وفقاً للوثائق، فقد وصل زايك ومايكل تايلور إلى كاناسي في طائرةٍ مستأجرةٍ صباح 29 ديسمبر/كانون الأول. وبعد أن نزلا من الطائرة أجرى تايلور حديثاً سريعاً مع موظفٍ بالمطار، مدعياً أنه عازف كمانٍ جاء إلى أوساكا لتقديم حفلة.

في ذلك المساء، وقبل عدةٍ ساعاتٍ من موعد إقلاع الطائرة، عاد تايلور إلى المطار ليتفقد حالة رحلته، مثلما جاء في الوثائق. وأعطى أحد الموظفين حزمةً كبيرةً من المال، وأسماها "بقشيشاً". وقدر الموظف المبلغ بنحو مليون ينٍ على الأقل، أو ما يعادل 10 آلاف دولارٍ.

فيما كانت الطائرة تستعد للإقلاع راح الموظفون يناقشون بعصبيةٍ ما إذا كان قبول المال لائقاً أم لا، كما تُبين الوثائق. وقال أحدهم: "خلُصنا إلى أن البقشيش يجب أن يُرد بأدب. بدا تايلور محبطاً، لكنه أخذ الظرف الذي أعطيته إياه دون أن يقول أي شيءٍ".

صندوق مثير للشبهات: قال العديد من الموظفين للمحققين اليابانيين إنهم تساءلوا أيضاً عن الصندوق الأسود الكبير الذي أحضره معه تايلور وزايك إلى أوساكا، حسبما تُبين الوثائق. حين حطت الطائرة في الصباح، تطلب حمل الصندوق شخصين فقط. وبينما كان الرجلان يستعدان للمغادرة تلك الليلة تطلب الأمر أربعة أو خمسة رجالٍ.

يتذكر أحد الموظفين المزاح حول الأمر قائلاً: "ربما هناك فتاةٌ شابةٌ جميلةٌ في الصندوق". غير أن أحداً لم يُثر الشبهات حول الأمر.

قال أحد الموظفين إن تايلور وزايك اختارا صالةً للطائرات الخاصة بها إجراءاتٌ أمنيةٌ مخففة، ولم يمر الصندوق على ماسحٍ بالأشعة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي