قواعد النقش على الساعات.. المسموح والممنوع

2020-07-11

نسرين عزالدين

الساعات من قطع الإكسسوارات الشخصية جداً، فاختيارها يرتبط بشكل وثيق بشخصية الفرد. وعليه فهي امتداد لخصاله وصفاته كما أنها بشكل أو بآخر تعبير عن رسالة ما أو موقف ما أو عن انطباع يرغب الشخص بتركه. النقش على الساعات يجعل الساعة شخصية بشكل أكبر وعليه فإن قيمتها المعنوية تتضاعف.

بيد أن القيمة لا تنحصر بما هو معنوي فقط، بل بما هو مادي أيضاً، فالنقش محصور، مع بعض الاستثناءات، بالساعات الباهظة الثمن. فلا جدوى من النقش على ساعة لا تملك المقومات التي تمكنها من الصمود لوقت طويل.

ولكن قبل حسم القرار يجب التمهل قليلاً ووضع بعض النقاط بالحسبان، فالنقش إن تم تنفيذه بشكل خاطئ سيؤدي إلى نتيجة مريعة لا يمكن تصحيحها لأن إعادة النقش ستجعل السيئ أسوأ. التمهل أيضاً والتفكير ملياً واجب على كل عاشق للساعات إذ يجب احترام واقع أن الشركات أمضت سنوات طويلة كي تجعل غطاء الساعة مثالياً. واحترام المثالية واجب على الجميع.

هناك عدد من النقاط التي يجب وضعها بالحسبان قبل المضي قدماً في قرار النقش على الساعة بعضها يحتم التراجع عن القرار وبعضها الآخر يمكن التحايل عليه.

النقش وفق نوعية غطاء الساعة

إن كان غطاء الساعة مصنوعا من الياقوت أو من الزجاج الشفاف حينها يفضل التراجع عن قرار النقش. النقش على الياقوت أو الزجاج الشفاف ليس من الأمور المستحيلة ولكنه غير محبذ لكونه يتطلب مهارة عالية جداً وشخصا يملك خبرة واسعة جداً في النقش، ورغم كل هذه المؤهلات النتيجة الجيدة غير مضمونة.

النقش على غطاء الساعات المصنوعة من الياقوت أو الزجاج الشفاف سيتم تنفيذه باستخدام الليزر، وهذا يعني تكلفة إضافية. ولو سلمنا جدلاً أنه تم العثور على الشخص المحترف الذي يملك الآلات المطلوبة والمهارات فإن المشكلة الأساسية لن يتم حلها وهي أن النقوش لن تكون واضحة أو مرئية على أغطية الساعات المصنوعة من الياقوت أو الزجاج الشفاف.

ولكن إن كان غطاء الساعة مصنوعا من الذهب أو الفولاذ أو التيتانيوم أو أي معدن ثمين فحينها لا مشكلة في النقش عليها سواء باستخدام الليرز أو النقش اليدوي.

اختيار الرسالة وفق المساحة المتاحة

الرسالة التي يتم اختيارها تعتمد على ثلاثة عوامل وهي المساحة المتاحة، الغاية من الساعة، وذوق صاحب الساعة.

المساحة المتاحة تحتم على الشخص اختيار رسالة مختصرة ولهذا السبب نجد الغالبية تلجأ إلى نقش الأحرف الأولى من اسمها واسم عائلتها أو تاريخ ما له أهميته. مشكلة إضافية قد تصعب على الشخص مهمة اختيار الرسالة هي نقش  بعض الشركات للرقم التسلسلي أو رقم الموديل على غطاء الساعة ما يقلص المساحة المتاحة بشكل محلوظ.

الغاية من الساعة بدورها تحدد نوعية الرسالة التي يريد الشخص نقشها على الساعة  والمقصود بالغاية هي ما إن كانت هدية لشخص آخر أو للعرض وما إلى هنالك.

الذوق الشخصي غير مطلق هنا وذلك لأن عوامل عديدة تحد الخيارات المتاحة. بغض النظر عن الرسالة التي يتم اختيارها فالاختصار ضروري وأحياناً إلزامي. الاختصار بدوره لا يجب أن يتم على حساب وضوح الرسالة ما يعني أنه لا يجب المبالغة بالاختصار وإلا أصبحت الرسالة بلا معنى.

وطبعاً يمكن وبكل بساطة تسهيل المهمة على أنفسكم باختيار نفس الأحرف الأولى من الاسم واسم العائلة أو تاريخ له أهميته الخاصة. المقاربة هذه مفيدة وعملية وقد تكون الخيار الوحيد المتاح للبعض في حال كانت المساحة المتاحة محدودة للغاية.

اختيار نوعية الخط ونمط النقش

نوعية الخط من الأمور الهامة جداً حين يتعلق الأمر بالنقش على الساعات. صحيح أن النقش هو تعبير مباشر عن الذات ولكن يجب ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن نوعية الخط الذي يفقد الساعة قيمتها. وتذكر دائماً بأن ما تفضله خلال المرحلة الحالية قد لا يكون ضمن خياراتك المحببة بعد سنوات قليلة. الساعة سترافقك لسنوات طويلة لذلك يجب اختيار ما يميل إلى الكلاسيكية لكونه نمطا لا يتجاوزه الزمن.

بشكل عام النقش بنمط خط واحد أو مزدوج مناسب للرسائل التي تكون عبارة عن كلمات كاملة، ورغم أن هناك إمكانية لاعتماد ثلاثة أسطر أو أكثر ولكن الشكل النهائي لن يكون جميلاً وغطاء الساعة سيكون مغطى بالكامل بالكلمات. في فن النقش كلما كان عدد الكلمات أقل كان الشكل النهائي أجمل وأكثر رقياً.

الخط المزدوج في النقش مثالي في حال كان الخيار نقش الحروف الأولى من الاسم مع تاريخ ما، والاختيار هذا هو الأكثر اعتماداً. وفي حال تم نقش الحروف الأولى للاسم فقط أو الاسم كاملاً فالخيارات هنا عديدة سواء لناحية نوعية الخط وحجمه كما أنها تمنح الذي يقوم بالنقش هامشاً أوسع للإبداع.

النقش وتأثيره على سعر الساعة وقيمتها

الساعات باهظة الثمن يتضاعف ثمنها مع مرور الوقت وبعض ساعات رولكس الكلاسيكية تم بيعها مؤخراً بمبالغ ترواحت بين مليون و١٧ مليون دولار. ما يجب معرفته هو أن النقش على الساعة، مهما كان نوعه وبغض النظر عن آلية التنفيذ المحترفة، يجعل سعر الساعة ينخفض بشكل كبير جداً. النقوش الوحيدة التي تجعل سعر الساعة تتضاعف هي تلك الخاصة بشخصيات معروفة، لذلك إن كنت تخطط لبيع الساعة خلال مراحل لاحقة من حياتك عليك التخلي عن فكرة النقش عليها.

وفي المقلب الآخر، وفي حال لم يكن بيعها ضمن خططك بل تنوي تحويلها إلى إرث عائلي فإن النقوش التي ستختارها اليوم قد تؤثر على قيمتها خلال السنوات القادمة. الإرث العائلي هذا الذي وبالإضافة إلى قيمته المادية سيكون له قيمة معنوية ما يعني أن الرسالة التي تختارها قد تزيد من القيمة المعنوية أو تنسفها كلياً. لذلك يفضل الابتعاد عن نقش رسائل شخصية للغاية والاكتفاء بالاسم أو الحروف الأولى للاسم واسم العائلة أو تاريخ ما محدد كي لا تفقد الساعة الثمنية الخاصة بك  «هيبتها».

النقش على جزء من سوار يمكن استبداله

لحسن الحظ هناك حل بسيط يمكن عشاق فن النقش على الساعات من الحصول على ما يريدونه وفي الوقت نفسه المحافظة على قيمة الساعة، والحل هذا هو بالنقش على جزء من سوار الساعة والذي يمكن استبداله. ولكن الخيار هذا متاح فقط للساعات التي يكون سوارها معدنيا والتي تكون عبارة عن حلقات متصلة ببعضها البعض. اعتماد الحل هذا يوفر خيارات أكبر فالمساحة المتاحة أكبر بكثير من تلك المتاحة على غطاء الساعة، كما أنه يمكن نقش الرسائل التي يريدها الشخص من دون التخوف من الشعور بالندم لاحقاً لأنه وبكل بساطة يمكنه إزالة الجزء الذي تم النقش عليه واستبداله بجزء آخر خالٍ من النقوش.

التأني ثم التأني.. فلا مجال للعودة

يجب التفكير ملياً قبل النقش على ساعة باهظة الثمن. قد تكون قد قمت بكل الأمور بالشكل الصحيح واخترت الرسالة المثالية ونوعية الخط المناسبة وحتى تمكنت من العثور على شخص الكل يوصي به، ولكن بمجرد النقش على الساعة لا مجال للعودة إلى الخلف. في حال لم تعجبك النتيجة فلا مجال لتعديلها، فأصلاً عملية النقش دقيقة للغاية لأن سماكة غطاء الساعة محدودة وأي ضغط إضافي عليه سيجعله ينكسر والقيام بالمزيد من التعديلات يعني مضاعفة خطر تحطيمه كما أن إعادة التصحيح ليست بهذه البساطة، فلا يمكن محو ما تم نقشه والبدء مجدداً. خذ وقتك كاملاً، فكر ملياً وقم باستشارة الأصدقاء، والأهم قم باختيار الجهة المحترفة للقيام بعملية النقش ويفضل مناقشة كل الشروط والتفاصيل قبل تسليمهم الساعة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي