الروعة ليست سويسرية فقط.. ٤ ماركات ساعات فرنسية تستحق اهتمام الرجل الأنيق

2020-07-09

نسرين عزالدين

عند التفكير بالساعات فإن أول ما يخطر على بال أي منا هي سويسرا. الساعات السويسرية معروفة عند كل عاشق للساعات الأنيقة والفخمة والمصنوعة بحرفية عالية جداً. وفي الواقع الساعات السويسرية تستحق هذه السمعة التي لا غبار عليها عالمياً وأكثر، فهي بكل بساطة تجسد الدقة والروعة والفخامة. ولكن في المقابل هناك عدد من البلدان الأخرى التي تستحق أن ترفع لها القبعة في مجال صناعة الساعات، ومن هذه البلدان فرنسا.

سويسرا لطالما احتكرت صفة الأفضل لنفسها في مجال صناعة الساعات منذ عقود، ولكن في الوقت الذي كان صناع الساعات في سويسرا على علاقة سيئة ببعضهم البعض وفي حالة دائمة من التنافس، كان الحال مختلفاً في فرنسا. تقول القصة المتدوالة إن ثلاثة من أشهر صناع الساعات في العالم وهم فردينان بيرثود، وجان-أنطوان ليبين، أبراهام – لويس بريغيه إجتمعوا في جزيرة « إيل دو لا سيتيه» في سيعينيات القرن الثامن عشر لتبادل المعلومات حول صناعة الساعات ومناقشة الأفكار حول تطويرها والنتيجة كانت تغيير صناعة الساعات الميكانيكية للأبد، وهذا التغيير انطلق من فرنسا.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن كلا من بيرثود و وبريغيه ليسا فرنسيين وإنما سويسريون والفرنسي الوحيد ضمن المجموعة تلك هو ليبين. ولكن كلا من بيرثود و و بريغيه أسسا شركاتهما التي تحمل اسميهما في فرنسا وساهما في نهضة وتطور الساعات الفرنسية. ومنذ ذلك الحين شهدت صناعة الساعات انتعاشاً وفرضت الشركات اسمها لتعود وتختبر فترة من التراجع، ولكن مؤخراً عادت الساعات الفرنسية لتفرض وجودها.

بعض الشركات المعروفة مثل كارتييه وبيل أند روس وميشيل هيربيلين وديور وشانيل و بروجيه وغيرها من الماركات العريقة هي بغنى عن التعريف والكل يعرف روعة ما تقدمه وبالتالي الشركات التي سنتحدث عنها قد تكون غير معروفة على نطاق واسع للبعض كما أن بعضها حديث نسبياً ولكنها حالياً هي من الشركات التي تضخ دماء جديدة ومميزة في عالم صناعة الساعات الفرنسية.

مارش أل أي. بي-  March LA.B

شركة تصف عملها بأنه تحية تقدير وإجلال للأناقة الخالدة للساعات. «مارش أل أي. بي» هي شركة فرنسية للساعات الفاخرة تم إنشاؤها بين لوس أنجليس و بياريتز. تصاميمها هي توازن مثالي بين نمط لوس إنجليس والإرث الفرنسي الذي يتمحور حول دقة ومثالية التفاصيل. التصاميم الخاصة بالشركة تستوحي الإلهام من الموديلات القديمة ولكنها تضيف إليها البساطة المصقولة بلمسات خاصة تجعلها عصرية والنتيجة ساعات تجمع وبتوازن مثالي بين الأصالة والحداثة.

وفي إطار سعيها الدائم للخروج بأفكار جديدة والوصول الى أعلى درجات الدقة مع التركيز على الأنماط البسيطة والأناقة تعاونت الشركة لفترة مؤقتة مع شركات سويسرية. تعاون ما لبتث عن صرفت النظر عنه وتحولت الى الداخل الفرنسي وبدأت بالتعاون مع الأفضل في مجال تجميع الساعات في فرنسا ومع مصنعي السلع الجلدية الفاخرة في منطقة مورتو.  المرحلة تلك مكنت الشركة من استعادة هويتها الفرنسية الخالصة وإبراز ثقافة صناعة الساعات الفرنسية المحلية.

جميع عناصر الساعات يتم تصنيعها واختبارها وتعديلها في مسار منهك لأن الغاية هي جعل كل التفاصيل تلامس المثالية. لاحقاً يتم تجميعها من قبل الأفضل في مجالهم والذين يملكون خبرات تمتد لعشرات السنوات.

الشركة انضمت للعمالقة في عالم الساعات مثل رولكس وبيجيه وباتيك فيليب وصنعت نظام حركة خاص بها. خلال السنوات الماضية لم تعد الشركات، حتى تلك التي تملك شهرة واسعة، تصنع نظامها الخاص ولكن نظام «مايوتا ٩٠١٥» الخاص بشركة مارش أل أي. بي والذي هو قلب وروح الساعات الأتوماتيكية أثبت بأنه يستحق كل الجهد والتعب والمال.

في المقلب الآخر الساعات غير الأتوماتيكية بعقاربها وأرقامها وتفاصيلها عبارة عن لوحات متنقلة على المعاصم بهوية فريدة وخاصة.

بعد التجميع يحين دور اختيار السوار المثالي من جلود تماسيح لويزيانا الى سمك الراي اللاسع من تايلاند، و وجلود عجول أسترا من فرنسا، خيارات غريبة وخارجة عن المألوف يتم تصنيعها يدوياً لمنح الساعة الفرادة والتميز. الشركة هذه المهووسة بالتفاصيل لا تقدم للعالم ساعات فاخرة خلابة فحسب بل تمنحهم فرصة لامتلاك عمل يكاد يلامس الكمال.

رسيفوار - Reservoir

شركة فتية  تأسست عام ٢٠١٥ وخلال سنوات قليلة برزت وتميزت وتمكنت من المنافسة. سر نجاح أي الشركة هو ربط منتجها بتفصيل خارج عن المألوف خاص بها يعلق في ذاكرة الزبائن، وهذا ما قامت به بالضبط ومكنها من النجاح خلال فترة قصيرة.

التصاميم الخاصة بساعات رسيفوار تسير بشكل موازٍ بين ما هو تقليدي  وعصري. المعايير القديمة يتم اعتمادها ولكنها تعبر عن الحداثة وكل موديل خاص بها يربط الساعات بالسيارات أو الطيارات أوالقوارب.

صحيح أن هناك شركات ساعات عديدة تعتمد المقاربة نفسها ولكن المميز والفريد من نوعه في ساعات رسيفوار هو تصميم العقرب والأرقام وقرص الساعة بشكل عام. تصاميم المبتكرة لا تشبه أي تصاميم أخرى وهذا ما جعلها تبرز، ففي عالم كان يدور في الفلك نفسه تقريباً منذ مدة، برزت شركة جديدة وقدمت ما هو جديد ومختلف كلياً.

التصميم الخاص بها يمنح الساعات روح الأصالة بتفاصيل حديثة، فالعقرب يسير بشكل عكسي، أي يتراجع ويغطي ٢٦٠ درجة كل ستين دقيقة قبل أن يعود إلى الصفر بالإضافة إلى عرض للتوقيت يظهر بشكل رقمي كل ساعة و«رسيفوار» للطاقة صمم ونفذ وفق المعايير التقليدية.

العام الحالي تم طرح موديل «جي تي تور سكليتون» وهو أول تصميم «هيكل عظمي» للشركة وقد لاقى استحساناً كبيراً وذلك لأنه يظهر تفاصيل نظام الحركة المختلف لهذه الساعات.

بالتيك - Baltic

شركة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، حصلت على التمويل الذي تحتاج إليه من خلال موقع «كيك ستارتر» وقد أثبتت لكل الذين آمنوا بها بأنها تستحق الدعم وأكثر.

الفكرة بدأت بسبب صندوق مليء بالساعات يعود لوالد مؤسس الشركة. إيتين مالك الذي فقد والده وهو في سن الخامسة اكتشف مؤخراً صندوقاً يعود لوالده يحتوي على أكثر من مئة ساعة من ماركات مختلفة مثل أوميغا سبيد ماستر، بريتلينغ، نافيتيرمز، زينيث إل بيرموز وغيرها. لكن عشق الوالد للساعات لم يتوقف هنا، بل كان يحتفط بدفتر يدون عليه الملاحظات  لكل الساعات التي يملكها وتلك التي امتلكها لفترة محدودة وحتى تلك التي لم يملكها يوماً وأتيحت له فرصة معاينتها. كان يكتب تاريخ صنع كل ساعة، سعرها، والشخص الذي كان يملكها والجهة التي باعها إليها  وغيرها من التفاصيل.

التسمية «بالتيك» هي تحية لوالده البولندي الأصل والشركة برمتها تم تأسيسها لتكريم عشق الوالد الكبير للساعات الفاخرة. التصاميم التي تقدمها الشركة بطبيعة الحال مستوحاة من روعة الساعات التي أسست لعالم الساعات المعاصر .

ساعات شركة بالتيك مستوحاة من فخامة وروعة الساعات القديمة، ولكنها تضيف إليها دقة عصرنا الحالي والغاية كما يقول مؤسسها إبتكار مجموعات من الساعات التي تحفظ الماضي ويمكن أن يتم تناقلها بين جيل وآخر لتكون امتداداً للمستقبل والماضي في الوقت عينه. ولعل ما يميز شركة الساعات الفرنسية هذه هو أنها تقدم الفخامة والدقة والأصالة والحداثة بأسعار معقولة.

بريستون - Briston

كما تشي التسمية فإن مؤسس الشركة، برايس جانيت الذي عمل سابقاً شركات «زنيث » للساعات السويسرسة  و«كارتييه » و «ريتشمونت» يعشق منطقة بريستون في بريطانيا حيث أمضى فترة دراسته الجامعية. حمل جانبت عشقه لبريطانيا وأسس شركة في العاصمة الفرنسية باريس، وبخبرة واسعة لأكثر من ١٥ عاماً في مجال صناعة الساعات تمكن من تقديم  مجموعات رياضية بتصاميم مختلفة تروق لكل عاشق للساعات وباحث عن التميز .

الفكرة التي تتمحور حولها الساعات هي «سبور شيك» وباستخدام مواد غير تقليدية مثل «خلات السليلوز» واعتماد الألوان المميزة فإن «بريستون» حجزت لنفسها مكاناً مميزاً في عالم صناعة الساعات الفرنسية. الاختلاف لا يتوقف هنا إذ يعتمد جانيت على قماش الناتو لتصنيع أحزمة الساعات، وقماش الناتو هو قماش طورته وزارة الدفاع البريطانية لاستخدامه في الحروب.

شركة بريستون للساعات الفرنسية أعادت تعريف الساعات الرياضية الأنيقة سواء لناحية الدقة أو المواد المستخدمة أو التصاميم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي