الشاعرة السورية بسمة شيخو: الشعر ابن الأدب المظلوم

2020-07-08

دمشق - يشكل الشعر قطعة الفسيفساء التي تكمل لوحة الحياة عند الشاعرة السورية بسمة شيخو، فمهندسة الديكور والمدرسة الجامعية لهذا الاختصاص والناقدة التشكيلية، تعتبر القصيدة مساحة تمنحها خصوصية وتميزا.

بسمة شيخو التي تكتب الشعر لنفسها بالدرجة الأولى تبين في حديثها أن القصيدة تساعدها على التوازن مع العالم كما تمثل صورة للأمل المخاتل الذي يمنحها الثقة بقدرتها على جعل الحياة أجمل ولو قليلا من خلال أشعارها.

وتسمي شيخو الشعر بالابن المظلوم للأدب وقصيدة النثر بابنة الشعر المظلومة، وتقول إن قصيدة النثر تمثل الحالة الصحية للتطور والحداثة التي دخلت على الفنون كافة، وتمثل اختبارا حقيقيا للإحساس المكثف الذي يلامس روح المتلقي والدهشة التي تسطو على تفكيره عبر تفاصيل عادية دون استعراض لغوي للألفاظ وبلا وزن موسيقي.

ونحت الشاعرة في الفترة الأخيرة إلى الاختزال والتكثيف وبدأت بكتابة الهايكو فشاركت في كتاب “الهايكو العربي” الصادر عام 2018، ولها عدد من نصوص الهايكو في مجموعتها “بحر يخشى الغرق” وتعتبرها محاولة الوصول للعمق عبر مشاهد بسيطة وخلق الدهشة بأقل عدد من الكلمات.

وتعبر شيخو عن رفضها لمفهوم تقييم العمل الإبداعي أو إعطائه أحكاما وفق الأهواء الشخصية، مع ضرورة الاحتكام لمعايير عامة يجب أن يحققها العمل الفني ليصل إلى مصاف التفرد، كي لا يسهل على المدعين سلوك طريق الفن والأدب والإبداع.

وتدعو إلى أن يوازي الاحتفاء الإعلامي بالشعراء والأدباء ما يلقاه المغنون والممثلون لأن ذلك برأيها السبيل لرفع مستوى الوعي الثقافي وتنقية الذائقة الفنية لدى المجتمع، وليكون حال الأدب والشعر أفضل ولاسيما مع التأثير السلبي لوسائل الاتصال الاجتماعي والتي أفسحت المجال أمام ضعاف الموهبة ليقطفوا الشهرة.

 

النقد الرصين فهو حبيس المجلات العلمية باعتبار كتابها من الأكاديميين

وحول الكتابة النسوية تعبر بسمة عن رفضها لهذا المصطلح إذا ما أريد به جنس الكاتب، وتقول ”أؤمن أن لا جنسية في العقل ولكن يمكن النظر لمصطلح الأدب النسوي بأنه كل ما يكتب في معالجة قضايا المرأة سواء كان الكاتب رجلاً أم أنثى بعيدا عن البكائيات التي تكتنف بعض الكتابات تحت هذا العنوان”.

بسمة المدرسة في إحدى الجامعات الخاصة تجد أن التدريس الأكاديمي ممتع بما يتضمنه من شعور بأنها تدخل في صناعة المستقبل ولو بشكلٍ ضئيل وتزرع أفكاراً تتمنى لها أن تنمو مع الوقت.

وعن عملها في مجال النقد التشكيلي تقول ”أعطي كتابة النقد التشكيلي من وقتي الكثير من خلال مقالات في صحف عربية أو ضمن أبحاث علمية ثقافية وحالياً أعمل على كتاب يدرس تجارب عدد من فناني سوريا ممن لم يتركوا الوطن خلال الحرب من خلال مقارنة أعمالهم قبل عام 2011 وبعده”.

وتعتبر أن هنالك قلة ممن يكتبون النقد بنوعيه الأدبي والتشكيلي بزمننا الراهن حيث يهيمن السرد أو الكتابة الأدبية الغنائية والمحاباة دون وجود معايير ومناهج علمية، أما النقد الرصين فهو حبيس المجلات العلمية باعتبار كتابها من الأكاديميين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي