العيون السود.. سلاح سري لأسماك الجوبي ضد أعدائها

2020-07-05

لا يكاد طول سمكة الجوبي يتجاوز عقلتي إصبع، لكنها -بأنواعها المختلفة- متعة لأنظار محبي أسماك الزينة حول العالم بأطياف ألوانها التي تبدو بلا عدد.

لكن دراسة نشرت أخيرا بدورية كارنت بيولوجي Current Biology كشفت لنا أن هذه السمكة الضئيلة خاطفة فعلا للأبصار، بالمعنى الحرفي للكلمة.

العيون السود

فلأسماك الجوبي الترندادية -حسبما كشفت الدراسة- حيلة عجيبة في الدفاع عن نفسها ضد مفترساتها الطبيعية، أحد أنواع أسماك السيكليد، تشبه إلى حد كبير ما يعتمد عليه الماتادور (مصارع الثيران) في نزاله مع خصمه الأقوى بما لا يقاس، من خدع الإلهاء البصري!

تستطيع سمكة الجوبي الترندادية تحويل لون قزحية عينها إلى الأسود، وهو ما يجعل هذه الأعين السوداء جذابة لعيون سمكة السيكليد، فتقرر -في هجومها الافتراسي على الجوبي- أن تستهدف الرأس بدلا من الجسد.

وهو ما قد تتمكن الجوبي أكثر من تفاديه بانعكاساتها الخاطفة، تماما مثلما يلوح الماتادور بوشاحه الأحمر ليغوي الثور بالهجوم على قطعة القماش لا عليه.

وكانت دراسات سابقة قد كشفت عن قدرة أسماك الجوبي الترندادية على تحويل لون أعينها إلى الأسود، حينما ترغب في إظهار عدائها للآخرين من بني جنسها.

 أسماك السيكليد كانت تستهدف رؤوس أسماك الجوبي بدلا من جسدها بسبب عيونها السود (ويكيبيديا)

يشرح الدكتور روبرت هيثكوت، من جامعة إكستر والمشارك في الدراسة أن "العديد من أنواع الأسماك، ومنها الجوبي، قد تدنو بحذر من مفترسيها لاستكشاف ما إذا كانت جائعة، وما إذا كانت -بالتالي- تشكل خطرا".

ويضيف "وقد شاهدنا في تجربتنا الجوبي تقترب -بزوايا معينة- من السيكليد، وتحوّل لون عينيها سريعا إلى الأسود، وتترقب هجمات السيكليد المحتملة".

وتابع أن هذا كله "حدث في لمح البصر، في ثلاثة أجزاء من 100 من الثانية! ولم يكن إدراكه ممكنا بالطبع دون الاستعانة بأدق كاميرات التصوير البطيء".

ومن أجل مراقبة الإستراتيجية الهجومية لأسماك السيكليد، وضعها فريق البحث في أحواض تسبح بها روبوتات صغيرة تحاكي أسماك الجوبي، وهكذا لوحظ أن السيكليد كانت تستهدف الرأس بدلا من الجسد، إذا كانت الجوبي الروبوتية بأعين سوداء.

بعد ذلك استعملت التجربة أسماك جوبي حقيقية (مع فصلها عن السيكليد بألواح شفافة لحمايتها) وتأكد أن الجوبي التي تصبغ أعينها بالسواد تمتلك فرصا أكبر بكثير في النجاة من فكوك السيكليد الخاطفة.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي