سلاح ضخم عمره 35 عاماً.. كيف وصلت مدافع كوريا الشمالية طويلة المدى إلى ساحات معارك الشرق الأوسط؟

2020-07-04

يعتبر مدفع M1978 سلاحاً ثقيلاً طويل المدى، من تصميم كوريا الشمالية، وهو المدفع الأطول مدى بين أسلحة كوريا الشمالية. ورُصِد M1978 لأول مرة من الولايات المتحدة في عام 1978، ولهذا سُمي نسبة إلى هذه السنة بدلاً من تعيين اسم مناسب.

ما هو مدفع M1978 الكوري الضخم؟

يُحتمَل أنَّ سلاح M1978 يستند في إمكانياته إلى المدافع البحرية السوفيتية أو المدفعية الساحلية اليابانية التي تُرِكَت في شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية. ويمكن لمدفع M1978 إطلاق قذيفة شديدة الانفجار بحجم 170 مليمتراً على مدى 40 كيلومتراً، ويمكن أن تصل المقذوفات المدعومة بالصواريخ إلى 60 كيلومتراً؛ مما يجعل M1978 واحداً من أطول المدافع مدى في عصره. وإذا وُضِع في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، يمكن أن يضرب M1978 عاصمة كوريا الجنوبية باستخدام قذائف مدعومة بصواريخ، كما تقول مجلة The National Interest الأمريكية.

وعلى عكس معظم أسلحة المدفعية، فإنَّ M1978 كبير الحجم جداً وغير عملي بحيث لا يمكن سحبه بواسطة الشاحنات. وبالتالي يُمزَج بين المدفع وبدن دبابة "تي-55" السوفيتية، أو بدن الدبابة "تايب 59" الصينية، اللتين تتشابهان وظيفياً وبصرياً. ومن ثم، تُرفَق دعامتان كبيرتان تشبهان المجرفة بالجزء الخلفي من الدبابة لتدعيم البندقية عند إطلاق النار. ويُركَب كذلك قفل متحرك كبير على صفائح الدرع الأمامية المائلة، ويُنزَل للأسفل في أثناء إطلاق النار.

لا يحتوي بدن الدبابة على برج ويوفر حماية محدودة لطاقم الدبابة. بيد أنَّ إحدى الميزات الفريدة للبدن هي أنَّ بوسعه خلق حاجز دخان عن طريق ضخ وقود ديزل في العادم؛ مما يجعله يحترق ويتحول إلى دخان.

وتختلف التقارير حول حجم الطاقم اللازم لتشغيل M1978، على الرغم من أنَّ هيكل الخزان نفسه صغير جداً بحيث لا يمكن حمل جميع أفراد الطاقم، الذين سيتعين عليهم اتباعه في مركبة أخرى. ويُقدَّر حجم الطاقم اللازم ما بين 6 إلى 8 أفراد، والمعدل المُقدَّر للتشغيل هو من 1 إلى 2 قذيفة كل 5 دقائق.

كيف وصل إلى الشرق الأوسط؟

أمدّت كوريا الشمالية إيران بمنظومة مدافع M1978 في الثمانينيات خلال الحرب العراقية الإيرانية، وربما زودتها أيضاً بالذخيرة اللازمة له. وعلى الرغم من أنَّ عمر المدفع الآن يبلغ نحو 35 عاماً، لكن إيران لديها تقليد قديم في الاحتفاظ بالمعدات العسكرية القديمة على قيد الحياة، والضغط عليها لاستمرار تشغيل الدبابات وأبراجها لفترة طويلة حتى بعد انتهاء عمرها التشغيلي الطبيعي. ومن المحتمل أنَّ M1978 ليس استثناءً، فقد أفيد بأنه شوهد في المسيرات العسكرية الإيرانية.

وعلى ما يبدو، أسر العراق بعض مدافع M1978 في مرحلة ما خلال الحرب العراقية الإيرانية. وفي عام 2008، في مدينة الرمادي العراقية، نجح مشاة البحرية الأمريكية في استعادة وتدمير أحد نسخ مدفع M1987 الذي يطلق قذيفة بحجم 180 ملم، بدلاً من قذيفة 170 ملم القياسية وفق تصميمه الأصلي؛ مما يشير إلى أنَّ إيران أو كوريا الشمالية عدَّلت السلاح ليستوعب ذخيرة من عيار أكبر.

وخضع مدفع M1978 لتحديث طفيف في عام 1989. وأصبح بإمكان المدفع المُحدَّث، M1989، حمل مزيد من الذخيرة. ولا تزال التعديلات الأخرى التي أُدخِلَت إلى بدن الدبابة أو فوهة المدفع غير معروفة.

ويتمتع المدفع، الذي يُعَد من بنات أفكار كوريا الشمالية وإيران، بموقع فريد يُمكِّنه من إطلاق النار على العاصمة الكورية الجنوبية سيول، التي تبعد 35 ميلاً (نحو 55 كيلومتراً). وعلى الرغم من أنَّ M1978 كان بالفعل قطعة مدفعية رائعة عندما طُرِح لأول مرة، أصبحت فعاليته في ساحات المعارك اليوم في الصفوف الإيرانية موضع شك. قد يكون الوقت حان لتقاعد هذه السلاح.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي