مسيسبي لتعديل علمها {الكونفدرالي}… و{برينستون} لإزالة اسم ويلسون {بسبب آرائه العنصرية}

حملتا ترمب وبايدن تتنافسان على نسب النساء وغير البيض

2020-06-29

امرأتان تشتبكان بالأيدي خلال مظاهرة مؤيدة للشرطة دعا إليها مناصرون لترمب وعارضها سكان في مينيسوتا السبت (أ.ف.ب)واشنطن- يبدو أن حملة كل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنافسه جو بايدن، قررتا ضم نسب معتبرة من النساء وغير البيض، لضمان التعددية، في وقت تواجه الولايات المتحدة أزمة تتعلّق بمسألة العدالة العرقية.

وذكرت شبكة «سي إن إن» نقلاً عن أحد مساعدي بايدن أن أكثر من ثلث الموظفين الدائمين في فريق حملته هم من غير البيض و53 في المائة منهم نساء. وفي المقابل، نشر فريق حملة ترمب الأرقام الخاصة به بعد وقت قصير من خطوة فريق بايدن، (أول من أمس) السبت، والتي أظهرت أن 25 في المائة من كبار الموظفين الدائمين في حملته من غير البيض وأكثر من نصفهم نساء.

ويأتي الكشف عن البيانات بعدما تعرّض بايدن لضغوط لنشرها خلال اجتماع عبر الإنترنت جرى في وقت سابق السبت مع ممثلي السكان الأميركيين من أصول آسيوية وجزر المحيط الهادي. وقال بايدن في رده على سؤال لشبكة «بي بي إس»: «ستشبه إدارتي أميركا، ليس طاقمي فحسب، بل الإدارة. ستكون انعكاساً لهويتنا كأمة». ولم يصدر أي الفريقين تفاصيل إضافية فيما يتعلق بأعراق موظفيهما. وتظهر الاستطلاعات تقدّم بايدن على ترمب بفارق كبير في أوساط الناخبين السود والمتحدرين من أصول لاتينية.

يذكر أن الولايات المتحدة دخلت في سجالات جديدة وشديدة بشأن التعددية والعدالة العرقية منذ مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد على أيدي شرطي أبيض البشرة في مايو (أيار) الماضي.

وفي سياق متصل، أصيب رجل برصاصة قاتلة مساء السبت خلال مظاهرة تحت شعار «حياة السود مهمة» المناهضة للعنصرية في مدينة لويسفيل بوسط الولايات المتحدة؛ حيث أثار مقتل امرأة سوداء في مارس (آذار) الماضي على يد الشرطة في شقتها تعاطفاً شديداً. وبعد وفاة برونا تايلور، خرج كثير من المظاهرات ضد عنف الشرطة، واتسعت في وقت لاحق على نطاق غير مسبوق إثر وفاة جورج فلويد.

وذكرت شرطة لويسفيل أنها عثرت، بعد إعلامها باتصال هاتفي، على رجل مصاب بطلق ناري وجراحه خطيرة في حديقة جيفرسون سكوير؛ حيث نظمت المظاهرة. وقالت في تغريدة على «تويتر»: «حاولت الشرطة إنقاذه لكن دون جدوى». وبعد فترة وجيزة، تم إطلاق النار على شخص آخر أمام الحديقة. وذكرت الشرطة أنها لا تعرف ما إذا كان هناك مطلق نار واحد أم اثنين، ولم تكشف عن أي تفاصيل حول الضحايا.

وكان رئيس بلدية المدينة غريغ فيشر طلب قبيل ذلك من المشاركين في مظاهرة مضادة الابتعاد عن الحديقة. وكشفت صحيفة «لويسفيل كوريير جورنال» عن وجود «مجموعات قومية مسلحة» كانت تهدف إلى مواجهة المتظاهرين. وكانت مظاهرات «حياة السود مهمة» نشطة بشكل خاص في لويسفيل منذ وفاة بريونا تايلور. وكانت هذه الممرضة (26 عاماً) في شقتها مع صديقها عندما خلع 3 شرطيين الباب دون سابق إنذار. وتحرك الشرطيون الذين كان بحوزتهم أمر تفتيش، بموجب مذكرة بحث خاطئة تتعلق بمشتبه به لم يعد يسكن المبنى ومحتجز أصلاً. وأصابوا الشابة بـ8 رصاصات على الأقل.

الشرطة تعتقل محتجاً خلال مظاهرة ضد العنصرية بولاية ميزوري أول من أمس (رويترز)

في غضون ذلك، يواجه 4 رجال ملاحقات جزائية لمحاولتهم إسقاط تمثال الرئيس الأسبق أندرو جاكسون أمام البيت الأبيض في إطار المظاهرات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، وفق ما أفادت السلطات السبت.

ونشر الرئيس دونالد ترمب الذي يقدم نفسه ضامناً لـ«القانون والنظام» قبل 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية، في تغريدة على «تويتر» الدعوات التي أطلقتها الشرطة للتعرف على نحو 15 متظاهراً آخرين شاركوا بهذا العمل. وفي واشنطن العاصمة، حاول المتظاهرون في وقت متأخر من مساء الاثنين إسقاط تمثال ضخم لأندرو جاكسون رئيس البلاد بين عامي 1829 و1837. الذي كان يدعم العبودية. ولفّوا الحبال حول النصب وحاولوا إسقاطه. وتم تحديد هوية 4 رجال، استناداً لمقاطع فيديو للمشهد، كانوا يربطون أو يشدون الحبال أو يمررون مطرقة إلى متظاهر آخر. واتهم هؤلاء الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و47 عاماً الجمعة بـ«تدمير ممتلكات فدرالية»، وهي تهمة يعاقب عليها بالسجن من عام إلى 10 أعوام. وذكر مكتب المدعي العام الفيدرالي في واشنطن في بيان إنه تم توقيف أحدهم الجمعة وعرضه على قاضٍ السبت، فيما لم يتم توقيف الثلاثة الآخرين بعد.

بدورها، أعلنت جامعة برينستون العريقة في شرق الولايات المتحدة، السبت، أنها قرّرت إزالة اسم الرئيس الراحل وودرو ويلسون عن كليتها للعلاقات الدولية بسبب «سياساته وآرائه العنصرية». وويلسون (1856 - 1924) الذي حكم الولايات المتحدة بين العامين 1913 و1921. اشتهر على المسرح الدولي بكونه الأب المؤسّس لعصبة الأمم (التي خلفتها لاحقاً الأمم المتحدة) والرئيس الذي أنهى الانعزال الأميركي. لكن في بلاده سمح الرئيس الـ28 للولايات الجنوبية بممارسة الفصل العنصري وسمح كذلك للوزارات الفيدرالية بفصل موظفيها السود عن أولئك البيض.

وقال كريستوفر إيسغروبر، رئيس جامعة برينستون، في بيان، إن «سياسات (ويلسون) وآراءه العنصرية تجعل اسمه غير مناسب لكلية يتعيّن فيها على الطلاب والموظفين والخريجين الانخراط بشكل كامل في مكافحة آفة العنصرية». وإذ أوضح رئيس الجامعة أن هذا القرار وافق عليه مجلس الإدارة، قال إن ويلسون «مارس الفصل العنصري في الخدمة العامة في هذه البلاد بعد سنوات من إلغاء الفصل العنصري فيها، ما أعاد أميركا إلى الوراء في سعيها لتحقيق العدالة».

من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أن مجلس النواب بولاية مسيسبي صوّت بالموافقة السبت على المضي قدماً في عملية قد تسفر عن إزالة شعار للكونفدرالية من علم الولاية، وتعهد حاكم الولاية بإقرار مشروع القانون. وجاء هذا في إطار الاحتجاجات المطالبة بإزالة النصب الكونفدرالية وغيرها من الرموز المرتبطة بالعبودية في الولايات المتحدة. وأضافت التقارير أن المجلس صوّت لصالح الإجراء بموافقة 85 عضواً واعتراض 34 مشيرة إلى أنه سيحتاج موافقة مجلس الشيوخ قبل رفعه إلى حاكم الولاية. وقال تيت ريفز، حاكم مسيسبي، المنتمي للحزب الجمهوري، في تغريدة على «تويتر»، السبت، إن الوقت حان لإنهاء الخلاف، وذلك بعد وصول المشرعين إلى طريق مسدودة منذ عدة أيام خلال بحث مسألة العلم الجديد، مؤكداً أنه سيوقع على مشروع القانون إذا أرسل إليه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي