أوبزيرفر: على جونسون التحرك ضد روسيا لحماية الجنود في أفغانستان والديمقراطية البريطانية

2020-06-28

 

تناولت صحيفة “أوبزيرفر” في افتتاحيتها ما رأته تهديدا روسيا على بريطانيا. وركزت في مناقشتها على ما توصلت إليه المخابرات الأمريكية من أن نفس الوحدة المسؤولة عن عملية تسميم عميل مزدوج في سالزبيري دفعت لمقاتلين إسلاميين متشددين في أفغانستان لقتل الجنود البريطانيين في أفغانستان، مضيفة أن هذه المعلومات “صادمة جدا”.

وتواجه حكومة بوريس جونسون اليوم صداما دبلوماسيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويجب ألا تتردد في المواجهة.

وبحسب التقارير الأمنية التي شاركت أمريكا بها بريطانيا الأسبوع الماضي، فقد قام عملاء مرتبطون بوحدة 29155 التابعة للاستخبارات العسكرية الروسية برصد أموال على رؤوس الجنود البريطانيين والأمريكيين وطلبت من مقاتلين في حركة طالبان المتشددة القيام بالمهمة.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” هي أول من كشف عن التقارير الأمنية. وتوصلت الحكومتان البريطانية والأمريكية العام الماضي إلى أن عملاء الوحدة 29155 هم المسؤولون عن هجوم سالزبري في آذار/ مارس 2018، حيث تم فيه استهداف العميل السابق سيرغي سكريبال الذي انشق إلى الجانب البريطاني وهو ما قاد لعقوبات غربية على موسكو.

وتضيف أن بريطانيا وأمريكا لم تكونا الدولتين الوحيدتين اللتين عانتا من المحاولات المنظمة للرئيس الروسي وقتلته وجواسيسه السريين لزعزعة الاستقرار في الغرب. وشملت أساليب الروس حملات تواصل اجتماعي مزيفة، وهجمات إلكترونية، وعمليات تخريب، وعمليات عسكرية سرية يسهل عليهم نفيها. وكان واحدا من هذه الهجمات قد حدث العام الماضي عندما قتل أحد دعاة الانفصال في الشيشان فيما وصفه المدعي العام الألماني عملية قتل مدعومة من الدولة. وتم ربط الوحدة 29155 بمحاولات قتل في مونتينغرو لصانع سلاح بلغاري وتخريب في مولدوفا.

ومن التفاصيل المهمة التي قدمها التقرير هي محاولات المخابرات العسكرية السرية التدخل في الانتخابات الخارجية. وتوصل المحقق الخاص روبرت موللر إلى تعاون الجمهوريين مع موسكو لهزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ووجد التقرير أن حملة دونالد ترامب كانت على معرفة بالتدخل الروسي.

وتقول الصحيفة إن الرابطة الروسية تشير إلى عدم تحرك البيت الأبيض عندما علم بنشاطات الوحدة في أفغانستان قبل شهور. فمن خلال الصمت كان يأمل ترامب أن ينقذ محادثات السلام مع طالبان. وعارض ترامب فرض عقوبات على روسيا بعد الكشف عن تدخلها في انتخابات عام 2016.

وبحسب تقارير فقد قال مدير المخابرات الخارجية (أم إي 6) في شهادة خاصة أمام مجلس العموم زعم فيها أن الروس من المحتمل أن “لهم تأثيرا” على ترامب وربما قاموا سرا بتمويل حملة الداعين للخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وشكلت شهادة ستيل جزءا من تحقيق لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني في التدخل الروسي ببريطانيا.

وترى الصحيفة أن من العار عدم نشر تقرير اللجنة الأمنية الذي أكمل في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي وقبل الانتخابات البرلمانية التي عقدت في كانون الأول/ ديسمبر. ولا يزال التقرير لم ينشر بعد، ويرى بعض النواب أن هناك محاولة للتستر، هل هم محقون؟ ويجب التحقيق فيما قاله ستيل أمام لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم وهو أن جونسون عندما كان وزيرا للخارجية لم يتصرف مع رئيسة الوزراء تيريزا خشية عدم إغضاب ترامب، وإن ثبتت صحة المعلومات فيجب التحرك وإلا يجب دفن الموضوع. وبنفس المثابة فالمزاعم التي تقول إن الروس مولوا حملة البريكسيت وتمويل أثرياء روس لحزب المحافظين مضرة جدا للديمقراطية البريطانية ويجب فضحها ووضعها تحت النقاش العام، وإلا لتساءل الناس عما يخفيه جونسون.

وترى الصحيفة أن نشر تقرير لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم باتت ملحة في ضوء رصد روسيا أموالا لقتل الجنود البريطانيين في أفغانستان. وهناك حوالي 1.100 جندي بريطاني هناك ولو كان جنود البلاد ونظامها الديمقراطي والتصويت عرضة للتهديد من بوتين فمن حق الرأي العام الحصول على رد قوي من جونسون وبشكل عاجل.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي