أدنوك تبرم صفقة ضخمة لتطوير شبكة أنابيب الغاز في أبوظبي

2020-06-24

أبوظبي - أنهى تحالف يضم عددا من أكبر صناديق الاستثمار العالمية الثلاثاء إتمام شراء حصة في شبكة أنابيب غاز شركة بترول أبوظبي (أدنوك)، في أكبر صفقة استحواذ في مجال مشروعات البنية التحتية في العالم خلال العام الحالي.

واعتبر محللون أن انضمام التحالف الدولي، الذي يضم 6 صناديق استثمار عالمية إلى مشروع أدنوك، والبالغ قيمته نحو 20.7 مليار دولار يعدّ من الخطوات النادرة في المنطقة وتكشف حجم الثقة بقطاع الطاقة الإماراتي.

ويشكل قرار أدنوك الدخول في شراكات استراتيجية واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية نقطة فارقة في سياسات الانفتاح التي بدأتها الشركة في عام 2017.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي قولها في بيان إنها “وقعت اتفاقا مع كونسورتيوم من المستثمرين في البنية التحتية سيستثمر في أصول خطوط أنابيب غاز تابعة لها”.

وذكرت أدنوك أن الاتفاق الذي أُبرم مع غلوبال انفراستراكشر بارتنرز وبروكفيلد لإدارة الأصول وصندوق الثروة السيادي السنغافوري (جي.آي.سي) وصندوق معاشات التقاعد لمعلمي أونتاريو (وان.إتش) للاستثمار والأوراق المالية ومجموعة سنام الإيطالية سيدر استثمار أجنبي مباشر بقيمة 10.1 مليار دولار.

وسيستحوذ المستثمرون على حصة 49 في المئة في أصول أدنوك لأنابيب الغاز، وهي شركة تابعة لأدنوك تأسست حديثا مع حقوق تأجير 38 خط أنابيب بطول إجمالي 982.3 كلم مع احتفاظ الشركة الإماراتية بحصة الأغلبية المتبقية البالغة 51 في المئة.

ونسبت وكالة رويترز إلى الرئيس التنفيذي لأدنوك سلطان الجابر قوله إن “الشركة ستُبقي التكاليف تحت السيطرة في ظل انخفاض أسعار النفط والتعافي التدريجي للطلب العالمي على الطاقة”.

وأكد أن أدنوك ستواصل العمل مع مستثمرين استراتيجيين لجذب رأسمال أجنبي والتركيز على تعظيم القيمة من مواردها.

وأوضح أن الشراكة تؤكد الاهتمام الكبير للمستثمرين الأجانب بأصول أدنوك ذات العوائد الكبيرة والمخاطر المنخفضة. وقال إنها “تمثل نموذجا للاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة والبنية التحتية على مستوى الإمارات والمنطقة”.

وتتيح هيكلية الاتفاقية المبتكرة لأدنوك الاستفادة من رؤوس أموال عالمية مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بحق التحكم وملكية الأصول التي يشملها الاستثمار.

سلطان الجابر: الشراكة تؤكد اهتمام المستثمرين الأجانب بأصول أدنوك

وبموجب الاتفاقية، ستقوم أدنوك لأنابيب الغاز باستئجار الحصة، التي تمتلكها في مجموعة من أصول أنابيب نقل الغاز لمدة 20 عاما مقابل الحصول على حق استخدام تلك الأصول بتعرفة تستند إلى الكميات.

ورحب المسؤولون الأجانب في التحالف بإبرامهم الاتفاقية، التي تتيح لهم بناء شراكة استراتيجية مع أدنوك، إحدى شركات الطاقة الرائدة في العالم.

وقال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لـغلوبال إنفراستركشر بارتنرز أديبايو أوجونليسي، “تعد شبكة أنابيب الغاز التي تمتلكها أدنوك جزءا رئيسيا من البنية التحتية الأساسية في الإمارات، وتتيح لنا هذه الاتفاقية فرصة فريدة للاستثمار في أحد الأصول المهمة وذات الجودة العالية”.

وأضاف أن “الاتفاقية تمكننا في نفس الوقت من دعم جهود أدنوك لتنفيذ استراتيجيتها المتكاملة للنمو الذكي”.

أما الرئيس التنفيذي لشركة بروكفيلد لإدارة الأصول بروس فلات فأكد أن الاتفاقية تتيح للاستثمار في مجموعة استراتيجية من أنابيب نقل الغاز التي تمثل حلقة وصل مهمة بين إمدادات الغاز منخفضة التكلفة والطلب القوي عليها داخل الإمارات.

وتنفرد أدنوك في استقطاب المستثمرين العالميين إلى بنية الطاقة التحتية في الشرق الأوسط، التي لم تشهد سابقا سوى صفقة استثمار واحدة في شبكة أنابيب النفط التابعة لأدنوك.

وكانت أدنوك قد أبرمت في العام الماضي أول استثمار في بنية الطاقة التحتية في الشرق الأوسط، حين استثمرت شركتا بلاك روك وكي.كي.آر 4 مليارات دولار في أصول شبكات أنابيب أدنوك لنقل وتوزيع النفط في الإمارات.

الاتفاق المبرم مع 6 مؤسسات استثمار عالمية سيدر استثمارا أجنبيا مباشرا لأدنوك بقيمة 10.1 مليار دولار

ويشكل الهيكل الاستثماري التأجيري المبتكر الأول من نوعه، الذي توظف فيه مؤسسات استثمارية عالمية ومحلية رائدة رؤوس أموال على المدى البعيد في أصول البنية التحتية الرئيسية لشركة نفط إماراتية.

وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، عملت أدنوك على توسيع نموذج شراكاتها الاستراتيجية وإيجاد فرص استثمارية جديدة في مختلف مجالات وجوانب أعمالها في قطاع النفط والغاز، مع تعزيز الإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول ورأس المال.

وأطلقت خلال الأعوام الماضية عددا من مبادرات زيادة القيمة، بما في ذلك بدء تعامل أدنوك مع أسواق المال، وإصدار سندات شركة خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام (أدكوب) والاكتتاب العام على أسهم أدنوك للتوزيع، والشراكة الاستراتيجية التجارية بين أدنوك للحفر وبيكر هيوز، وبين أدنوك للتكرير وإيني وأو.أم.في.

شركة عملاقة تتطلع لصنع مستقبل قوي ومتين

وتعكس هذه الاستثمارات غير المسبوقة في المنطقة جودة أصول أنابيب نقل وتوزيع النفط التابعة لأدنوك، ونهجها المبتكر في هيكلة فرص الاستثمارات بما يسهم في زيادة القيمة لشركائها والمستثمرين.

وتسهم الاتفاقيات في دعم أهداف أبوظبي الطموحة في قطاع الغاز وتتيح للمستثمرين فرصة فريدة للاستثمار في أصول ممتازة للبنية التحتية للطاقة منخفضة المخاطر والتي تحقق لهم تدفقات نقدية مستقرة وطويلة الأجل من واحدة من أهم شركات الطاقة في العالم على صعيد التصنيف الائتماني.

وكانت وكالة فيتش قد منحت أدنوك تصنيفا ائتمانيا مستقلا من الدرجة أي.أي بلس وتصنيف من الدرجة أي.أي بالنسبة للقدرة على الوفاء بالتزاماتها طويلة الأجل، مع نظرة مستقبلية مستقرة.

ويعدّ هذان التصنيفان حاليا أعلى تصنيفات ائتمانية تمنحها وكالة فيتش لشركة نفط وغاز على مستوى العالم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي