العقوبات الأميركية وخنق صادرات النفط الإيراني وراء انهيار العملة

سقوط تاريخي لعملة إيران.. الدولار بـ 20 ألف تومان

2020-06-23

صالح حميد - أفادت بيانات من داخل إيران أن سعر صرف الدولار الأميركي بلغ 20 ألف تومان، في أكبر سقوط تاريخي للعملة الإيرانية على الإطلاق.

وذكرت مواقع صرف العملة، الاثنين 22-6-2020، أنه تم تداول الدولار الأميركي في مستوى قياسي بلغ 20 ألف تومان، مسجلاً رقمًا قياسيًا في تاريخ العملات الأجنبية في إيران.

وبينما تشير مصادر غير رسمية إلى أرقام أعلى من 20 ألف تومان، قد أدرجت المواقع التي أعلنت سعر صرف الدولار اليوم أرقامًا مثل 19.950 تومان للدولار.

كما تم تداول اليورو عند مستوى قياسي بلغ 22400 تومان، في حين تجاوز سعر العملة الذهبية الإيرانية 8 ملايين و400 ألف تومان.

وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) قد نقلت في وقت سابق عن عضو في اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الإيراني قوله، إن محافظ البنك المركزي ووزير الاقتصاد في حكومة حسن روحاني تم استدعاؤهما لشرح الوضع في سوق الصرف الأجنبي.

ويأتي سقوط العملة الإيرانية عقب أيام معدودة من تمرير قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، والذي يدينها بسبب عدم تعاونها مع المفتشين وإخفاء أنشطة حساسة في مواقع مشبوهة، حيث اشتد مباشرة بعد ذلك القرار اتجاه ارتفاع أسعار العملات والذهب في إيران.

وتشهد العملة الإيرانية انهيارا مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى منذ مايو 2018 عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات، حيث هبطت آنذاك العملة الإيرانية إلى 18 ألف تومان مقابل الدولار الواحد.

واستمر انخفاض قيمة العملة الإيرانية مع تمكن الولايات المتحدة من تخفيض مبيعات النفط الإيرانية من 2.5 مليون برميل في اليوم إلى كمية صغيرة لا تتجاوز 100 ألف برميل حيث لا تتلقى مقابلها مبالغ نقدية بل سلع أساسية من دول مثل الصين والهند.

وعمدت الحكومة الإيرانية إلى زيادة ضخ العملة الصعبة في السوق للتحكم بسعر الدولار، لكن مع زيادة تأثير العقوبات لم تعد قادرة على ضخ المزيد.

وخلال العامين الأخيرين، اعتقلت السلطات العديد من المسؤولين والتجار ومديري البنوك والصرافين وغيرهم بتهمة التلاعب في سوق العملة، وقد حكمت على بعضهم بالإعدام وبالسجن لسنوات طويلة.

كما سجنت وغرمت الكثير من التجار الذين اشتروا المليارات من الدولارات بسعر حكومي لشراء السلع الأساسية لكنهم استحوذوا عليها أو اشتروا بها سلعا أخرى مربحة أو كسبوا بها أرباحا هائلة من خلال بيعها وشرائها في السوق السوداء.

ثم لجأت الحكومة الإيرانية إلى مصادرة الدولارات من الأسواق واعتقال كبار التجار والقيام ببيع العملة حيث باتت بذلك أكبر بائع للدولارات في الاقتصاد الإيراني.

لكن الحكومة مع ذلك فقدت القدرة على تزويد الدولارات بالسوق من خلال خسارة عائدات مبيعات النفط والصادرات غير النفطية بسبب العقوبات المتتالية، وهو ما يفسر الانخفاض المطرد في قيمة التومان.

ويؤدي ارتفاع أسعار الدولار إلى التضخم وبالتالي زيادة أسعار السلع الأساسية، حيث يتوقع مراقبون تجدد الاحتجاجات الشعبية بسبب الأزمات المعيشية على غرار ما حدث في أعوام 2017 و2018 و2019.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي