"ونحب تاني ليه".. نجاح استثنائي لمسلسل أخرج البطلة من عباءة الكوميديا

2020-05-25

ياسمين عبد العزيز بطلة المسلسل جسدت شخصية مختلفة عما اعتاده جمهورهاياسمين عادل

 

على عكس معظم المسلسلات التي عرضت برمضان هذا العام وتمحورت أحداثها حول ثيمة "الانتقام" و"فقدان الذاكرة" أو حتى الجرعات الدرامية الثقيلة، جاء مسلسل "ونحب تاني ليه" ليأخذ منحى رومانسيا جعله يغرد وحده في منطقة مختلفة عن المعتاد بالمسلسلات الرمضانية.

أحداث المسلسل الذي أسندت بطولته لياسمين عبد العزيز وشريف منير وكريم فهمي، تدور حول مهندسة ديكور تعيش حياتها برفقة زوج بعيد عنها عاطفيا، ورغم محاولاتها الدائمة لاستمالته وإسعاده فإنها تفاجأ به وقد طلقها، معلنا أنه لم يعد سعيدا معها مؤكدا تقديسه لحياة العزوبية راكضا خلف حريته.

يضعها ذلك على حافة الانهيار، قبل أن تعود فتتماسك وتنجح في احتواء ابنتها والتركيز على عملها، ما لم تحسب حسابه أن تمنحها الحياة فرصة أخرى، تبدو من الخارج أكثر مثالية من أن تكون حقيقة.

وأمام مخاوفها المشروعة والمنطقية ورغبتها كأنثي أن تجد ملاذا لدى شريك يساندها في الأيام الصعبة، تجد نفسها حائرة بين التراجع والمضي قدما.


بين الواقع والخيال

ما إن عرضت الحلقات الأولى من المسلسل حتى بدأ الجمهور الربط بين قصته والسيرة الذاتية لياسمين عبد العزيز، خاصة أنها كانت قد انفصلت أخيرا عن زوجها، قبل أن تعلن ارتباطها رسميا من جديد قبل أيام.

وهو ما أزعج مؤلف العمل عمرو محمود ياسين الذي اعتبر ذلك بمثابة إهانة لموهبته سواء كانت تلك الاتهامات الغرض منها الإيحاء بفقر خياله أو بكونه سيناريست تفصيل يشترى النجوم قلمه ويملون عليه ما يكتب. تلاه تصريحه بأن العمل مر على كتابته عامان وكان يحمل اسم "الست آيات"، وهو الأمر نفسه الذي أكدته ياسمين عبد العزيز نافية أن تكون لقصة العمل علاقة بحياتها الشخصية.

 

مغازلة جمهور فيسبوك

لم يكن ذلك هو الجدل الوحيد الذي أثاره المسلسل، إذ اشتعلت منصات التواصل أكثر من مرة على مدار شهر رمضان بسبب القصة الرومانسية التي أثارت الجدل بين المشاهدين، حيث رأى البعض أن ما جاء بالمسلسل كان محض ذكاء من المؤلف الذي استطاع من خلال الجمل الحوارية الرومانسية كسب أرض هائلة لدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفتيات وربات البيوت، وفرض مسلسله من خلالها على الساحة رغم أحداثه العادية مقارنة بالأعمال الأخرى.


مسلسلات برعاية فقدان الذاكرة

أما الجدل الأخير الذي تسببب به العمل فكان قبل حلقات قليلة بعد أن فقد الزوج السابق للبطلة جزءا من ذاكرته، لينضم إلى قطيع فاقدي الذاكرة هذا الموسم الذين أتى على رأسهم دينا الشربيني وياسمين صبري وخالد الصاوي وحسن الرداد في عدد من المسلسلات المصرية.

وبرغم توقعات الجمهور أن البطل يدعي فقدانه ذاكرته لإقناع طليقته بالرجوع إليه، فإن ذلك لم يمنع أن الأمر قد تخطى حدود المصادفة ودخل منطقة الغرابة، خاصة أن شركة سينرجي للإنتاج الفني هي المنتجة لثلاثة أعمال من ضمن القائمة المذكورة.

واعتبر مؤلف المسلسل أن ذلك مصادفة، مؤكدا أن مسألة فقدان الذاكرة مجرد تفصيلة صغيرة داخل مسلسله ولا يقوم عليها العمل بأكمله، كما جرى بالمسلسلات الأخرى.

فيما وجه آخرون أصابع اتهام جديدة للمؤلف بسبب تشابه أحداثه الأخيرة مع المسلسل الهندي "سرقت زوجي" الذي دبلج للعربية وحظي بنسبة مشاهدة مرتفعة وخلاله فقد أحد الأبطال ذاكرته، مما اضطر طليقته لأن تعيش معه بدافع إنساني برغم كونها مخطوبة لرجل آخر تحبه وتريده.

انطباعات إيجابية

أما بالحديث عن العمل من وجهة نظر فنية، فقد أشاد الجمهور بالعمل الذي دارت أحداثه في إطار اجتماعي أقرب ما يكون للواقع مما جعلهم يتماهون معه بسهولة، أما النقاد وزملاء المهنة فقد أثنوا على أداء بطلة العمل ياسمين عبد العزيز التي نجحت خلال المسلسل في الخروج من عباءة الكوميديا والإثارة -"الأكشن"- التي اعتادت تقديمهما على مدار مشوارها الفني، مما جعل العمل خطوة فارقة للأمام في مسيرتها.

كذلك أعجب العديدون بأداء كريم فهمي الذي صنف كسهل ممتنع، أما النجم الأكثر نضجا فنيا الذي تربع على عرش التمثيل بالمسلسل فهو شريف منير الذي جاء أداؤه مميزا للغاية رغم مرور شخصيته بالكثير من التحولات الدرامية الثقيلة دون سائر الشخصيات.

 

يذكر أن المسلسل لم يقدم دراما اجتماعية رومانسية فقط وإنما حمل لمسته الكوميدية أيضا، التي تجسدت في منزل عائلة البطلة الذي ضم الجدة والأم والابنة والحفيدة بجانب مديرة المنزل التي لعبت دورها إيمان السيد.

ومع الموقف العدائي لدى أسرة البطلة تجاه الرجال في ظل وجود مديرة المنزل التي تتمنى الارتباط اليوم قبل الغد، بنيت الكثير من المشاهد التي جاءت عامرة بكوميديا الموقف التي أمتعت الجمهور حقا ونجحت في إضحاكهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي