مؤلفة كتاب "الطاعون القادم".. كيف تنبأت بكورونا ومتى تتوقع نهاية الجائحة؟

2020-05-04

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلة مع الصحفية الأميركية لوري غاريت التي تنبأت بوباء كورونا قبل ما يزيد على عقدين من الزمن وتوقعت خلالها أن يطول أمد الجائحة، وأن تتسبب تداعياتها الاقتصادية في غضب جماعي واضطرابات سياسية.

غاريت -التي يلقبها الأميركيون بـ"كاساندرا" التي تقول الميثولوجيا الأغريقية إنها منحت القدرة على التنبؤ بأحداث المستقبل وحكم عليها بعدم تصديق الناس لنبوءاتها- حذرت في كتابها "الطاعون القادم" الصادر عام 1994 من وباء مثل الوباء الحالي سيجتاح العالم، وما فتئت تكرر تحذيراتها بشأنه في محاضراتها وكتاباتها خلال السنوات الماضية.

ورجحت غاريت في المقابلة التي أجراها معها الصحفي فرانك بروني وركزت على تنبؤاتها بشأن الأحداث المقبلة ألا يكون العقار الجديد "رمديسيفير" ناجعا في علاج المصابين بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن أقوى الادعاءات بشأن فعاليته حتى الآن هي أنه يقلص مدة تعافي المصابين بالوباء.

وقد باتت الحاجة ماسة إلى علاج أو لقاح ضد الفيروس، لكن غاريت لا ترى أن ذلك اللقاح سيكون متاحا خلال العام المقبل، كما ترى أن أمد أزمة تفشي وباء كورونا سيكون طويلا.

وقالت غاريت "لقد أخبرت الجميع أن أفق رؤيتي للحدث هو حوالي 36 شهرا، وهذا هو أفضل الاحتمالات، أنا متأكدة تماما من أن ذلك (تفشي الفيروس) سيكون في موجات، ولن يكون هناك تسونامي يجتاح أميركا ثم يتراجع في الوقت نفسه".

واقع جديد

وردا على سؤال عما إذا كانت عبارة "عودة الحياة إلى طبيعتها" -التي يتشبث بها العديد من الناس- ستتحقق على أرض الواقع، قالت غاريت إن ما يحدث الآن هو تاريخ يتشكل أمام أعيننا.

وأضافت "هل عدنا إلى وضعنا الطبيعي بعد هجمات 11 سبتمبر؟ لا.. لقد ابتكرنا وضعا طبيعيا جديدا، لقد تحولنا إلى دولة تكافح الإرهاب، وقد أثر ذلك على كل شيء، فلم نعد نتمكن من دخول مبنى بدون إظهار بطاقات هويتنا والسير عبر جهاز الكشف عن المعادن، ولم يعد بإمكاننا أن نركب الطائرات بنفس الطريقة التي كنا عليها، وذلك ما سيحدث مع هذا (الوباء)".

وأشارت إلى أن الواقع الجديد قد لا يتضمن أجهزة الكشف عن المعادن، وإنما سيشهد تحولا مدويا في توقعاتنا وقدرتنا على التحمل وطريقة تكيفنا.

كما توقعت غاريت أن يؤثر تفشي الفيروس على التعاطي السياسي، وتوسيع الهوة بين الفقراء والأغنياء في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي أنتجه، وفقدان ملايين الناس وظائفهم، مما قد يتسبب في اضطراب سياسي هائل.

وقالت "مثلما سيحدث عندما نخرج من مخابئنا (الإغلاق والحجر الصحي) ونرى كيف تبدو البطالة بنسبة 25% قد نرى أيضا كيف يبدو الغضب الجماعي".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي