
فرانكفورت - أعلنت شركة الطيران الألمانية العملاقة لوفتهانزا أنها تواجه خطر نفاد السيولة النقدية لديها خلال أسابيع إذا لم تحصل على مساعدات حكومية، في أقوى إشارة إلى الخطر الذي يمثله تفشي فايروس كورونا المستجد على وجود أكبر شركة طيران في ألمانيا.
وأضافت أنها تتوقع انخفاض مستوى السيولة النقدية لديها بشدة خلال الأسابيع المقبلة بسبب توقف رحلاتها ومدفوعات التزاماتها المالية وإعادة قيمة تذاكر الرحلات الملغاة إلى المسافرين.
وأشارت إلى أنها لن تتمكن من الحصول على الأموال من الأسواق المالية، رغم أن المحادثات مع حكومات ألمانيا والنمسا وبلجيكا والسويد يمكن أن توفر لها المساعدة. وذكر بيان للشركة أن “مجلس الإدارة واثق من أن المحادثات ستصل إلى نهاية ناجحة”. ويأتي نداء لوفتهانزا بعدما سجلت المجموعة المدرجة على مؤشر داكس للشركات الكبرى في ألمانيا خسارة بقيمة 1.2 مليار يورو خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأضافت الشركة أنها تتمتع حاليا بإمكانيات اقتراض جديدة تصل قيمتها إلى 4.4 مليار يورو من الأموال سهلة الحركة، إلا أن هذه الأموال ستتراجع بشدة خلال “الأسابيع المقبلة”.
وتأثرت لوفتهانزا أيضا بانهيار أسعار النفط بسبب خسائرها من عقود التحوط ضد ارتفاع أسعار الوقود. واستبعدت “أن تتمكن من تغطية الاحتياجات المالية القائمة بمزيد من عمليات الاقتراض”.
ويرى محللون أن غموض آفاق الخروج من أزمة الوباء، وترجيح عدم عودة الإقبال على السفر بالمعدلات السابقة، حتى في حال انتهاء أزمة كورونا، يزيدان الأمور تعقيدا بالنسبة لشركات الطيران، بسبب صعوبة وضع خطط للمستقبل.
وكانت منظمة الطيران المدني الدولي قد ذكرت الأربعاء أن حركة نقل المسافرين جوا على مستوى العالم قد تفقد نحو 1.2 مليار مسافر بحلول نهاية شهر سبتمبر المقبل، وهو ما يمثل انخفاضا بواقع ثلثي عدد المسافرين.
ويتوقّع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يمثل 290 شركة طيران عالمية، تراجع إيرادات شركات النقل الجوي بنحو 314 مليار دولار خلال العام الحالي. وتأثرت جميع شركات الطيران العالمية بإجراءات منع انتشار الوباء، التي أوقفت تشغيل طائراتها مما أدى إلى انهيار إيراداتها.
وحذّر بنجامين سميث مدير عام مجموعة أير فرانس كي.أل.أم من أنه “لا غنى” عن الحصول على دعم من الدولتين الفرنسية والهولندية لكي تتمكن الشركة من النهوض.
وأعلنت شركة خطوط الطيران النمساوية أنها سوف تتخلى عن ربع أسطولها من الطائرات في وقت تصارع فيه شركة الطيران الإثيوبية، وهي الأكبر في أفريقيا، من أجل البقاء.
كما أعلنت فيرجن أستراليا أنها في حالة توقف عن السداد، مسجّلة بذلك أول انهيار لشركة طيران كبرى جراء تداعيات تفشي فايروس كورونا المستجد.