بعد أن أعطاها ترامب الإذن بذلك.. ماذا تحتاج البحرية الأمريكية لتدمير الزوارق الإيرانية؟

2020-04-25

سفن عسكرية أمريكية في مياه الخليج، أرشيفية/ رويترزبإمكان قادة البحرية الأمريكية الإسراع بطلب صواريخ اعتراضية، وطائرات مسيّرة هجومية، وسفن مزودة بمدافع، ومعدات حربية إلكترونية، بل وحتى أسلحة ليزرية لتدمير القوات الإيرانية في الخليج، في حالة إذا كانت “الاستفزازات” أو “الأعمال العدائية” أو الهجمات تتطلب “رداً مدمراً” من الولايات المتحدة، كما تقول مجلة National Interest الأمريكية.

فوفقاً لتغريدة ترامب وتعليقات داعمة لها من كبار قادة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فإن البحرية الأمريكية مسلحة ومجهزة، ولديها الإذن للهجوم على التهديدات الإيرانية، والتصدي لها، إذا لزم الأمر.

وتحدَّث الجنرال جون هيتين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، ونائب وزير الدفاع ديفيد نوركويست، مؤخراً إلى الصحفيين دعماً لرسالة ترامب. وقالا بوضوح إن القادة الحاليين للبحرية الأمريكية يملكون “السلطة” الكاملة للاشتباك مع القوارب والأسلحة الإيرانية وتدميرها… إذا لزم الأمر. ويبدو أن القصد من الرسالة، جزئياً على الأقل، هو توجيه تحذير واضح لإيران بألا تسعى لاستغلال أزمة كوفيد-19 التي تمر بها أمريكا والعالم حالياً، وبيان أن الجيش الأمريكي لا يزال “جاهزاً للحرب” إذا لزم الأمر.

سيناريوهات الاشتباك في مياه الخليج

هذه الظروف الجارية تطرح مجموعة من الأسئلة، وقليلاً من النقاش التحليلي بخصوص “كيف ستدمر البحرية الأمريكية القوات الإيرانية بسرعة إذا اضطرت لذلك؟”.

تقول المجلة الأمريكية من المرجح إن لم يكن من شبه المؤكد، أن السفن البحرية الأمريكية لن تهاجم العتاد الإيراني بضربة استباقية، دون أن تتعرض “لاستفزازات وتهديدات خطيرة” في البداية، هناك عدد من الأسلحة البحرية التي يمكن استخدامها سريعاً.

قد تتبادر إلى الذهن مدافع من عيار 5 بوصات، المثبتة على سطح الطرادات والمدمرات البحرية، لأنه بإمكانها إطلاق ذخائر قاتلة في مدى يصل إلى 12 كم. ولدعم هذه المدافع، تُجهز السفن البحرية، مثل المركبات البرمائية والناقلات والسفن القتالية الساحلية، بمدافع وصواريخ اعتراضية متنوعة مثبتة على سطحها، ومنها مدافع رشاشة عيار 50 وأسلحة “لتدمير القوارب الصغيرة” عيار 57 ملم (على سفينة قتالية ساحلية).

فضلاً عن ذلك، العديد من سفن البحرية مسلحة بشكل متطور من صواريخ Evolve Sea Sparrow Missile Block 2، وهي صواريخ مزودة بنظام توجيه متطور وقدرة على تدمير صواريخ كروز المضادة للسفن التي تنطلق قريباً من الماء.

ومن ضمن الأسلحة الحديثة لحماية السفن أشكال جديدة من الأسلحة الحربية الإلكترونية وحتى أسلحة ليزر دقيقة منخفضة التكلفة تحوي مناظير لكشف -ثم تدمير- الهجمات الواردة. وبالطبع يمكن استخدام الأسلحة الحربية الإلكترونية للتشويش على أجهزة الاستشعار الإلكترونية وأنظمة التوجيه الخاصة بالأسلحة المقتربة أو تعطيلها، وبالتالي تعطيل قدرتها على الضرب. وتكون أسلحة الليزر والأسلحة الحربية الإلكترونية مفيدة بالتأكيد في المياه التي تعج بالسفن التجارية أو المدنية في المنطقة، إذ من المرجح أن ينتج عنها كميات قليلة من الحطام أو الشظايا التي قد تكون ضارة.

الترسانة الصاروخية الإيرانية

تقول ناشيونال إنترست، من المعروف بالطبع أن إيران تملك ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية، ولذا فإن ما يعنيه هذا النظام الدفاعي المتنوع من التقنيات والأسلحة هو أن البحرية الأمريكية يجب أن تكون مستعدة بشكل عام للعثور على معظم، إن لم يكن كل، الأسلحة الهجومية الإيرانية وتدميرها. ومن نافلة القول كذلك أن السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية مزودة بمجموعة واسعة من الأسلحة الهجومية المصممة لتسديد هجمات سريعة ودقيقة.

ويرتبط أي مكون رئيسي للحرب البحرية الهجومية والدفاعية بنطاق المواجهة والمراقبة. فلا بد أن يكون الهدف مرئياً لتدميره. ومن هذا المنطلق، تُطلق الطائرات المسيرة التابعة للبحرية أو حتى القوات الجوية بغرض محدد هو العثور على التهديدات في الأفق، وفي بعض الحالات تتفوق على تقنيات تحديد الهدف في بعض أجهزة الاستشعار في السفن.

على سبيل المثال، منذ سنوات عديدة وحتى الآن، تزود المدمرات البحرية بنظام يسمى Naval Integrated Fire Counter Air الذي يعرف اختصاراً بـ(NIFC-CA)، وهو نظام أسلحة مترابط يستخدم عقدة مستشعر هوائية مثل شبكة مراقبة Hawkeye، أو حتى إف-35 لإيجاد وتحديد التهديدات التي لا تُرى في الأفق. وباستخدام الرادار وتكنولوجيا الاتصالات المتقدمة، تُرسَل بيانات التهديد ومعلومات الاستهداف إلى القادة على متن السفن، الذين يمكنهم إطلاق صواريخ اعتراضية من طراز SM-6 للقضاء على تهديد يقترب من مسافات المواجهة الآمنة، ويشير مطورو هذه الأسلحة إلى أنه يمكن أيضاً استخدام هذا النظام للهجوم.

ففي الواقع، قد يُستخدم نظام مثل NIFCA لتدمير أسراب من القوارب الإيرانية قبل وقت طويل من وصولها إلى النطاق الذي يمكّنها من مهاجمة السفن البحرية.

لدعم هذه الأفكار والتكتيكات، يحقق مطورو الأسلحة البحرية تقدماً سريعاً في القيادة والتحكم على متن السفن، أو أنظمة شبكات الاستخبارات والرصد والاستطلاع ISR. وهذا يرقى إلى القدرة على استقبال ومعالجة بيانات أجهزة الاستشعار الواردة مثل بيانات التصوير المباشر من الطائرات المسيرة أو شبكات الاتصالات من المروحيات وطائرات المراقبة، والسفن البحرية الأخرى وحتى الغواصات. ومن المثير للاهتمام أنه يجري الآن تطوير أشكال متقدمة من الذكاء الاصطناعي والأتمتة الحاسوبية للتسريع من هذه العملية، من خلال تنظيم بيانات الاستشعار الواردة للقادة في غضون ثوانٍ أحياناً.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي