كيف تستخدم الحيوانات الأرقام للصيد والتزاوج والبقاء؟

2020-04-05

من الطيور إلى النحل ومن الذئاب إلى الضفادع تستخدم الحيوانات الأرقام للصيد والعثور على رفيق والعودة إلى منزلها ومزيد من الأمور الأخرى. ويعتقد الباحثون أن هذه القدرة على معالجة وتمثيل الأرقام، المعروفة باسم الكفاءة العددية، تلعب دورا مهما في القرارات التي تتخذها الحيوانات والتي تؤثر على فرص البقاء لديها.

كفاءة لدى كل الفروع

في مراجعة نشرت في مجلة "تريندز إن إيكولوجي آند إفوليوشن" Trends in Ecology and Evolution، في 30 مارس/آذار الماضي، يستكشف اختصاصي الأعصاب في جامعة توبنغن بألمانيا، أندرياس نيدر، الأدبيات الحالية حول كيفية فهم الأنواع الحيوانية المختلفة للأرقام وتأثيرها على بقائها.

يقول نيدر، الذي يعمل على أنواع مختلفة من الحيوانات المدربة لاستكشاف كيف تميز وتستوضح الأرقام وكذلك كيفية تمثيل ومعالجة الأرقام داخل الدماغ "من المثير للاهتمام، أننا نعرف الآن أن الكفاءة العددية موجودة في كل فرع تقريبا في شجرة الحياة الحيوانية".

ويضيف "من الواضح أيضا أن مجموعات مختلفة من الحيوانات طوّرت هذه السمة بشكل مستقل عن سلالات أخرى، وهذا يشير بقوة إلى أن لها قيمة تكيفية، لذا فإن القدرة على التمييز بين الأرقام يجب أن تكون له فائدة قوية من أجل البقاء والتكاثر".

الكفاءة العددية

يمكن لنحل العسل -على سبيل المثال- أن يتذكر عدد المعالم التي يمر بها أثناء البحث عن الطعام من أجل العثور على طريق العودة إلى الخلية، وعن ذلك يقول "لقد طور النحل الكفاءة العددية لديه بما يمكن مقارنتها في كثير من النواحي بالكفاءة العددية للفقاريات".

ويمكن ملاحظة ذلك أيضا في الحيوانات التي تفضل الكمية الأكبر من الطعام على الكمية الأصغر أو في الحيوانات التي تشكل تحالفات للصيد.

فمن المرجح أن تصطاد الذئاب بنجاح إذا كان لديها العدد الصحيح المناسب لحجم فريستها، فمع فرائس مثل الأيائل والموظ (الغزال الأميركي الضخم)، هناك حاجة إلى حوالي ستة إلى ثمانية ذئاب فقط، بينما يتطلب صيد الثور حزمة من تسعة إلى ثلاثة عشر ذئبا.

وتستخدم الفرائس أيضا هذا المفهوم لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة، حيث تميل الأيائل التي نادرا ما تصادف الذئاب إلى العيش في قطعان صغيرة، أو تتجمع في قطعان أكبر لتقليل فرصة أن يصبح أي فرد فريسة.

يقول نيدر"من الواضح أنهم يقيّمون عدد الأفراد في مجموعاتهم حسب مواقف حياتهم اليومية"، وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أن الكفاءة العددية تلعب دورا في جذب الرفيق.

قلة البحوث

على الرغم من هذه الأمثلة العديدة للكفاءة العددية في الحيوانات، فإن هذا الموضوع لم يحصل على العديد من الدراسات المباشرة. يقول نيدر "عادة ما يتم جمع العديد من هذه النتائج السلوكية في البرية كمنتجات ثانوية أو نتائج عرضية لأسئلة بحثية أخرى".

ويرى نيدر أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث لفهم استخدام الكفاءة العددية، وأنه من المهم أن نفهم بشكل أفضل قوانين الإدراك والآلية المعرفية والعصبية الأساسية التي تدخل في الكفاءة العددية، من أجل فهم كيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بالملاءمة.

تحقيقا لهذه الغاية، يخطط نيدر للبحث عن كيفية معالجة الدماغ والخلايا العصبية للأرقام في الحيوانات، يقول "آمل أن أتمكن من تشجيع علماء البيئة السلوكية على استكشاف الكفاءة العددية على وجه التحديد في البرية، والقيام بذلك أيضا يفتح مجالات بحثية جديدة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي