كريستيان أندرسن رائد قصص الأطفال في العالم

2020-04-03

حلت، أمس الخميس 2 أبريل/نيسان الجاري، ذكرى ميلاد كاتب الأطفال الدنماركي هانس كريستيان أندرسن الذي يعد من أشهر كتاب الأطفال في العالم، والذي تحولت سيرته إلى أسطورة ملهمة بفضل طابعها العصامي، حيث تحول من كاتب ولد في بيئة فقيرة إلى أحد أبرز كتاب العالم الذين تدر أعمالهم ثروات طائلة.

ولد أندرسن في مدينة أودنسه، في 2 أبريل/نيسان 1805، وتوفي بكوبنهاجن في 4 أغسطس/آب 1875، وتغطي الحكايات التي كتبها بالدنماركية لغات العالم كلها بعد أن ترجمت إلى ما يزيد على 150 لغة بفضل اعتمادها على الحكايات الخرافية ذات الطابع الغرائبي المثير.

واستطاع أندرسن أن يمزج في أعماله بين ما ورثه من حكايات شعبية وما أبدعه خياله الخصب، وبفضل تأثيره البالغ في خلق مجال منفرد للكتابة للأطفال تحولت ذكرى ميلاده لمناسبة للاحتفال باليوم العالمي لكتب الأطفال.

وقبل موته قال: "إن أردتم معرفة حياتي، عليكم بقراءة قصتي (حكاية فرخ البط القبيح)، وهي تتحدث عن فرخ بط قبيح لم يلق مودة من شقيقاته البطات، فكان منبوذا نظرا لقبحه وضخامة حجمه، فراح يتنقل من مكان إلى آخر بحثا عمن يهتم به ويقدره، لكنه كان يعاني من نظرات الازدراء من جميع الطيور والحيوانات، حتى من المقربين له، إلى أن كبر واكتشف أنه بجعة جميلة بيضاء وليس فرخ بط قبيحاً، فتباهى بنفسه بين أترابه كبجع جميل يثير الإعجاب".

وعانى أندرسن من تعثر دراسي واضح، حيث تعرض للتنمر من قبل زملائه الذين اعتادوا السخرية منه بسبب طوله الفارع، لذلك لم يهتم بدراسته، وبدا منحازا للعزلة وغير راغب في الانخراط داخل الجماعات لدرجة أنه وصف تلك التجربة بـ"أحلك السنوات".

وساعدته هذه الأجواء على الانفراد بذاته وتعويض الوقت بقراءة الحكايات الشعبية والتعرف على أساطير العالم ومقارنتها بما كانت تحكيه والدته من حكايات شفهية وجد أن أغلبها مستمد من الحكايات الشعبية التي تتشابه في العالم.

وحين بلغ عمر المراهقة تركز شغفه على كلاسيكيات المسرح اليوناني ومسرح شكسبير الذي اعتبره "الأب الروحي" الأول لموهبته التي ذهبت في اتجاه آخر يقوم على إعادة تدوير الحكايات الشعبية.

وظهرت محاولاته الأولى قبل أن يبلغ عامه الـ20، ونشر في عام 1829 أول عمل أدبي له بعنوان "السفر سيرا على الأقدام من قناة هولمن إلى الرأس الشرقي لجزيرة آما"، وفي عام 1835 نشر مجموعة من القصص الخرافية من أهمها "حورية البحر الصغيرة" التي صنعت شهرته وتوالت بعدها الحكايات الأخرى التي مثلت العمود الفقري لتجربته الإبداعية التي شملت أعمالا روائية وقصصية أخرى وبعض كتب الرحلات إلا أنها لم تحقق النجاح الذي يساوي نجاح كتاباته للأطفال.

وفي عام 1848 كتب رواية "البارونتان" التي تتناول انتقال المجتمع بأكمله من العصر القديم إلى العصر الجديد، وفي عام 1855 أصدر سيرته الذاتية بعنوان "قصة حياتي الخرافية"، والتي أشار فيها إلى الكثير من أسرار انتشار كتاباته للأطفال، مؤكدا أنه كتب للصغار وللكبار واعتبر أن اللغة البسيطة هي سره الحقيقي في الوصول إلى الجميع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي