كوميرسانت: إيران تتهم أميركا باستغلال انشغال العالم بكورونا في توتير الأوضاع بالعراق

2020-04-03

اتهمت إيران الولايات المتحدة بتصعيد التوترات في العراق والشرق الأوسط بشكل عام، بينما يدعو الأمين العام للأمم المتحدة لهدنة إنسانية من أجل مكافحة فيروس كورونا.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية بعد أنباء عن نشر أنظمة صواريخ باتريوت المضادة للطائرات في القواعد العسكرية في العراق. ومن جهته، لا يخفي الجيش الأميركي هدفه من نشر أنظمة الدفاع الجوي، المتمثل في حماية مواقعه.

وفي تقرير نشرته صحيفة "كوميرسانت" الروسية، ذكر أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي اعتبر أن النشاط العسكري الأميركي في العراق يتعارض مع المتطلبات الرسمية للحكومة والبرلمان والشعب العراقي.

يشار إلى أنه بينما أعلن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة الانسحاب من قواعد عسكرية في العراق، قامت واشنطن بنشر أنظمة صواريخ باتريوت المضادة للطائرات في عدة مواقع بالبلاد.

وبحسب وسائل الإعلام العالمية، نُشرت أنظمة باتريوت الاثنين الماضي في قاعدتي عين الأسد (في محافظة الأنبار غربي العراق)، وفي حرير بأربيل (في إقليم كردستان العراق).

ولفت التقرير إلى أن من غير الواضح ما إذا كانت السلطات العراقية قد وافقت على نشر أنظمة باتريوت أم لا، علما بأن واشنطن أرسلت طلبا في هذا الغرض في أواخر يناير/كانون الثاني، وقد أكد مسؤولون عراقيون أن بغداد لم تجب.

وكان كبار المسؤولين العراقيين قد اقترحوا في فبراير/شباط الماضي على قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي، في لقاء جمعهم في بغداد، خطة توفيقية تتمثل في نشر واشنطن أنظمتها في العراق مقابل التقليل من قوات التحالف الدولي على الأراضي العراقية، وهكذا تحصل بغداد على عذر أمام طهران.

وبعد اغتيال أميركا قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، صوّت البرلمان العراقي على سحب القوات الأجنبية من العراق.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني، استأنفت قوات التحالف العمليات المشتركة مع الجيش العراقي بعد عدة أسابيع من توقف النشاط.

في غضون ذلك، تواصلت الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية التي يتواجد بها جنود أميركيون. وبطبيعة الحال، وجهت واشنطن أصابع الاتهام نحو الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

وبعد إحدى هذه الهجمات -وحدثت في 11 مارس/آذار على قاعدة التاجي قرب بغداد، وأسفرت عن مقتل عسكريين أميركيين ومجندة بريطانية- ردّ التحالف، إلا أن ذلك لم يساعد في الحد من الهجمات. ومؤخرا نقل من قاعدة القائم بالقرب من الحدود السورية، 300 جندي أميركي، بعضهم إلى سوريا وبعضهم الآخر إلى قواعد أخرى في كل من العراق والكويت.

وخلال أسبوعين، أخلى التحالف أربع قواعد أخرى، كما غادر العراق حوالي 200 مدرب عسكري فرنسي تابعين لقوات التحالف، وعزى سبب المغادرة إلى انتشار فيروس كورونا. وقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن انسحاب جزء من قواتها، مشيرة إلى "انخفاض الحاجة إلى التدريب بالنسبة لقوات الأمن العراقية".

وأكد التحالف أكثر من مرة على استمرار تواجده في العراق لتقديم المشورة وتدريب قوات الأمن المحلية. وسواء في العراق أو في دول أخرى بالمنطقة، فإن من غير المحتمل أن ينسحب التحالف -وخاصة القوات الأميركية- وذلك ليس لمحاربة الإرهاب بدرجة أولى، وإنما بسبب إيران.

نتائج عكسية

والأسبوع الماضي، أمر البنتاغون القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية بإعداد خطة عسكرية للقضاء على الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق. وفي الوقت نفسه، حذر قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال روبرت وايت من أن مثل هذه الحملة يمكن أن تكون "دموية وتؤدي إلى نتائج عكسية".

ويسعى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين إلى اتباع نهج أكثر صرامة تجاه إيران والقوات الموالية لها. أما وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية مارك ميلي، فيؤيدان نهجا أكثر حذرا، خوفا من تفاقم الوضع في الشرق الأوسط والمزيد من تزعزع الاستقرار.

وختم التقرير بالقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد الأربعاء الماضي أن واشنطن تدرس إمكانية شنّ هجمات على طهران والجماعات الموالية لها في العراق. وبحسب بعض المعلومات، فإن إيران والقوات الموالية لها تخطط لشن هجوم سري على المنشآت الأميركية في العراق. وفي حسابه على تويتر، غرّد ترامب قائلا "إذا حدث ذلك، فإن إيران ستدفع ثمنا باهظا للغاية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي