الحيوانات البحرية تمنع خطر تفشي الفيروسات المائية

2020-03-29

يمكن لمجموعة متنوعة من حيوانات البحر امتصاص جزيئات الفيروسات أثناء ترشيح وتصفية مياه البحر للحصول على الأكسجين والطعام. حيوان الإسفنج فعال في هذه العملية بشكل خاص.

هذا ما كتبته عالمة البيئة البحرية جنيفر ويلش من المعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحار هذا الأسبوع في دورية "ساينتفيك ريبورتس"، الصادرة عن مجموعة "نيتشر" يوم 23 مارس/آذار الحالي.

ومن المقرر أن تناقش ويلش أطروحتها للدكتوراه في جامعة أمستردام الحرة من خلال اتصال عبر الإنترنت يوم 30 مارس/آذار الجاري، نظرا لظروف الحظر الذي تمر به بلدها والعديد من دول العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

إزالة الفيروسات

تقول ويلش لموقع أبحاث المعهد "عندما يصيب فيروس خلية ما، فإنه يستخدم مضيفه لإنتاج فيروسات جديدة. وبعد إطلاقها، يمكن للفيروسات الجديدة بدورها إصابة المزيد من الخلايا السليمة".

ومع ذلك، اكتشفت ويلش أن العديد من جزيئات الفيروس في البحر -أكثر من 150 مليون جزيء فيروسي في كوب واحد من مياه البحر- يمكن أن ينتهي بها الأمر، إلى حد كبير، كوجبة غذاء لمجموعة متنوعة من الحيوانات البحرية.

يقوم المحار الياباني، وهو نوع من الحيوانات الصدفية المائية، على سبيل المثال، بترشيح وتصفية مياه البحر لاستخراج الأكسجين والطعام مثل الطحالب والبكتيريا. أثناء القيام بذلك، يتناول جزيئات الفيروسات.

تقول ويلش "في تجاربنا، التي لم نقدم خلالها أي طعام للمحار، وبالتالي قام فقط بترشيح وتصفية المياه لامتصاص الأكسجين، أزال المحار الياباني 12% من جزيئات الفيروس من الماء".

ومن بين جميع الكائنات غير المضيفة التي اختبروها، وصل كل من الإسفنج وسرطان البحر والأصداف البحرية إلى المراحل النهائية للسباق، وحصل المحار على المركز الرابع بين جميع الأنواع التي فحصتها ويلش في مختبر بيئة الفيروسات بالمعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحار.

وأظهرت تجربة أخرى أن امتصاص الفيروسات يحدث بالفعل بسرعة وفعالية، حتى بعد أن أضاف الباحثون فيروسات جديدة إلى الماء كل 20 دقيقة، فإن الإسفنج ظل فعالا للغاية في إزالة الفيروسات.

عامل جديد تماما

حتى الآن، لم يكن معروفا أن العديد من أنواع الحيوانات البحرية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مجموعات الفيروسات الموجودة في البحار. تقول ويلش إن "تأثير الكائنات غير المضيفة في البيئة المحيطة هو بالفعل عامل أُغفل في بيئة الفيروسات".

ومع ذلك، لا تفترض ويلش أن نتائج تجاربها المعملية ستكون واضحة للغاية عند تطبيقها على الموائل الطبيعية.

وتشرح الموضوع بقولها "إن الوضع هناك أكثر تعقيدا، حيث إن العديد من الأنواع الحيوانية الأخرى موجودة وتؤثر على بعضها بعضا. على سبيل المثال، إذا كان المحار يرشح الفيروسات، ويأتي سرطان البحر، فإنه يغلق صمامه ويتوقف عن الترشيح".

أضافت أن "هناك عوامل أخرى مثل تيارات المد والجزر، ودرجة الحرارة، والأشعة فوق البنفسجية، ولكن أيضا في الطبيعة، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الافتراس من قبل الكائنات غير المضيفة".

تربية الأحياء المائية

قد تكون هذه النتائج الجديدة لهذه الدراسة مفيدة في الوقت المناسب في مجال تربية الأحياء المائية. في هذا القطاع، الذي يشكل صناعة كبيرة حول العالم، يتم الاحتفاظ بالأسماك أو المحار المعد للاستهلاك في حاويات، مثل أقفاص البحر أو الأحواض، حيث يوجد اتصال مباشر بمياه البحر.

وقد أصبح الاستزراع المائي أكبر حجما بوصفه بديلا مستداما للصيد في البحر، ولكنه يتعرض لانتقادات كثيرة، ومعظمها من قبل جماعات الحفاظ على الطبيعة.

تفسر ويلش السبب بقولها "في مزارع المياه المالحة، تعيش كميات هائلة من عينات نوع واحد معا في الزراعة الأحادية. إذا اندلع مرض معدي، فإن المخاطر عالية حيث ينتقل العامل الممرض إلى المجموعات البرية التي تعيش في البحر".

وأضافت أنه "مع إضافة كمية كافية من حيوانات الإسفنج، فإن خطر تفشي الفيروس قد يتم التخلص منه في مهده. وتظهر النتائج أن هذا البحث سيكون مشروعا جيدا يستحق المتابعة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي