بعد التفشي الواسع.. كم من الجرائم ترتكب باسم كورونا؟

2020-03-28

يجد المجرمون في أوروبا طرقهم للاستفادة من أزمة كورونا بدءاً من المتاجرة بالأقنعة الجراحية والأدوية المزيفة، وصولاً إلى القيام بعمليات احتيال عبر الإنترنت.

ومع انعزال مليارات الأشخاص في منازلهم وإغلاق حدود بلادهم، يقول مسؤولون في الشرطة إن المجرمين يجدون صعوبة في كسب المال من النشاطات "التقليدية" مثل السرقة وتهريب المخدرات. وقد حذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) من أن هؤلاء المجرمين يستفيدون من مخاوف الناس من جائحة فيروس كورونا لبيعهم منتجات دون المستوى المطلوب أو يحتالون عليهم ويستولون على أموالهم عبر الإنترنت.

وقالت مديرة "يوروبول" كاثرين دي بول خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "المجرمون مهتمون بشيء واحد: كيف يمكنني كسب المزيد من المال؟" وأضافت "لهذا السبب يستغلون انتشار الوباء لتغيير طرق عملهم".

وأفادت المنظمة الأوروبية في تقرير الجمعة الفائت أن الشرطة في أنحاء العالم ضبطت 34 ألف قناع جراحي مزيف في عملية كبيرة استهدفت ما يسمى "مجرمي كورونا" في وقت سابق من هذا الشهر.

وأضاف التقرير "كان المحتالون سريعين للغاية في تكييف مخططات الاحتيال المعروفة للاستفادة من المخاوف التي تراود الضحايا خلال تفشي الأزمة".

وفي العديد من البلدان الأوروبية، أبلغت الشرطة عن انخفاض كبير في السلوك الإجرامي الشائع.

دور الحجر المنزلي

وقالت الشرطة الإسبانية إنه حصل انخفاض بنسبة 50 % تقريباً في الجرائم الجنائية مقارنة بالعام السابق، منذ أن وضعت البلاد في حالة إغلاق شبه تام في 14 مارس (آذار) الحالي.

وأشار نائب مدير قوة الشرطة الإسبانية المدنية في غوارديا لورينتينو سينا "لا شك في أن الحجر المنزلي يجعل تنفيذ الجريمة أكثر صعوبة". كما أعلنت السويد حيث طُلب من الناس العمل من المنزل، أنها شهدت تراجعاً في عمليات السطو. وانخفضت مبيعات المخدرات في الشوارع بشكل كبير في العديد من البلدان منذ تفشي المرض إذ أغلقت السلطات الحدود وقيدت حركة السكان. لكن من ناحية ثانية، ارتفعت نسبة أشكال أخرى من الجرائم التي يحاول فاعلوها تحقيق الربح مستغلين تفشي المرض. وقال وزير الداخلية النمسوي كارل نيهامر هذا الأسبوع "نحن نشهد انخفاضاً في عمليات السطو والسرقة لكن في الوقت نفسه، هناك ازدياد في نسبة الجرائم الإلكترونية". وقالت وكالات شرطة وقوات أمنية عدة إن عمليات الاحتيال عبر الإنترنت تزداد على نطاق واسع في أنحاء أوروبا.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة حادة في عمليات الاحتيال باستخدام اسمها عبر البريد الإلكتروني ولمحاولة لسرقة المال والمعلومات الحساسة من المستخدمين.

أما وكالة مكافحة الجريمة الوطنية البريطانية فقالت إن المجرمين "يستهدفون الأشخاص الذين يسعون إلى شراء الإمدادات الطبية عبر الإنترنت ويرسلون عبر البريد الإلكتروني رسائل تقدم دعماً طبياً مزيفاً، وتحتال على الأضعف أو الأكثر شعوراً بالعزلة في منازلهم".

المحتوى الالكتروني الخبيث

وفي ألمانيا أيضا، "يستغل مجرمو الإنترنت مخاوف الناس بشأن كوفيد-19 برسائل إلكترونية فيها محتوى خبيث أو يستخدمون هذا الخوف بهدف احتيالي" كما قالت الشرطة. وكانت المخاوف تتصاعد في إيطاليا، البلد الأكثر تضرراً من الفيروس، من أن تتوجّه الشركات الصغيرة التي تعاني مادياً بسبب الأزمة، إلى المافيا لإنقاذها. وفي الدنمارك، تعهدت الحكومة فرض عقوبات قاسية على الأشخاص الذين يسرقون معقمات الأيدي واللصوص الذين يتظاهرون بأنهم عاملون صحيون. وحذّرت الشرطة الناس أيضاً من اللصوص الذين يضعون أقنعة واقية ويزعمون أنهم يقومون بإجراء فحص لفيروس كورونا من أجل سرقة المنازل خصوصاً تلك التي يعيش فيها مسنون. كما حذّر مسؤولون من وجود تهديد متزايد من المتربصين الجنسيين الذين يستهدفون الصغار الذين يمضون المزيد من الوقت أمام الشاشات في المنزل.

ومع وجود الأسر محجوزة في المنازل، تلوح في الأفق مخاوف من تصاعد العنف المنزلي.

وشهدت بعض مراكز الشرطة الفرنسية زيادة بأكثر من 30 % في هذه التقارير منذ بدأ إغلاق البلاد في 17 مارس الحالي، وفقاً لوزير الداخلية كريستوف كاستانير. كما أن تفشي كورونا يقف وراء ارتفاع السلوك غير الاجتماعي. وحذر مجلس قادة الشرطة الوطنية البريطانية من أن الوباء "يمكن أن يخرج أسوأ ما في الإنسانية" في إشارة إلى سرقة قوارير الأوكسجين من مستشفى في مدينة مانشستر. وقد ألقت الشرطة في بريطانيا والنمسا القبض على أشخاص سعلوا أو بصقوا على آخرين زاعمين أنهم مصابون بالفيروس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي