لوفيغارو: تعبئة دولية لمواجهة كورونا في قمتين عالمية وأوروبية

2020-03-28

كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، في تقرير لها حول قمة مجموعة العشرين، أن الأسابيع الأولى لجائحة كورونا "اتسمت باستجابة متباينة على الصعيد العالمي".

وأضافت: "بينما تتأثر حالياً جميع دول الكوكب تقريباً (بالفيروس)، تعيَّن على المجتمع الدولي إظهار رغبته في التعبئة الجماعية (لمواجهة الأزمة). وكان هذا الأمر هو هدف أبرز قادة العالم الذين اتفقوا على تنظيم قمتين استثنائيتين عبر الفيديو يوم الخميس. عُقدت القمة الأولى التي ضمت رؤساء دول مجموعة العشرين، بمشاركة قادة المنظمات الدولية الكبرى (الأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، إلخ...). أما القمة الثانية فكانت لقادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27".

قمة العشرين.. هادئة رغم استفزاز الصين

وبحسب "لوفيغارو": "كان اجتماع مجموعة العشرين أكثر هدوءا من القمة الأوروبية التي عُقدت لاحقاً. قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يرأس مجموعة القوى العشرين الكبرى التي تمثل ثلثي البشرية وثلاثة أرباع ناتجها المحلي الإجمالي، إن هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عالمية".

وذكّر بيان مجموعة العشرين أن الدول والبنوك المركزية أعلنت عن تدابير دعم بقيمة تتجاوز 5000 مليار دولار لمواجهات تبعات أزمة كورونا على الاقتصاد. وحثّ البيان على زيادة التمويل لتطوير لقاح للفيروس. وعلى المستوى الاقتصادي، حث على تسهيل تبادلات المعدات الطبية.

وأضافت الصحيفة: "على الرغم من خطر تصدع الجبهة الموحَّدة المُعلنة ضد كورونا، استفز الرئيس الصيني شي جينبينغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خلال المطالبة بخفض الرسوم الجمركية".

قمة أوروبية كادت أن تنتهي بكارثة

أما القمة الأوروبية "فكادت أن تنتهي بكارثة"، حسب "لوفيغارو" التي أضافت: "اجتمعت الدول الأوروبية الـ27 للمرة الثالثة منذ بدء أزمة فيروس كورونا. وتمحورت الصعوبات خلال الاجتماع حول مسألة التدابير الاقتصادية والمالية التي يجب اتخاذها، طاغيةً في طريقها على العديد من مبادرات الاتحاد الأوروبي لتوفير المعدات الطبية والوقائية، وتطوير البحث حول العلاجات واللقاحات، وضمان عودة المواطنين الأوروبيين العالقين خارج الاتحاد الأوروبي إلى بلدانهم، وما إلى ذلك".

ومرّت الإعلانات، التي سينسق الأوروبيون وفقاً لها إدارة نهاية العزل الصحي بناءً على التوصيات العلمية وتلك التي تتعلق بوضع خطة تحفيز أوروبية بعد انتهاء الأزمة، "دون أن يلاحظها أحد"، حسب "لوفيغارو".

في بداية مساء الخميس، وبعد ثلاث ساعات من النقاشات، أوضح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لنظرائه الأوروبيين أنه رافض لتأييد نتائج الاجتماع التي أعدّها سفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ27.

معارضة "سندات كورونا"

وقال كونتي: "كيف يمكننا أن نعتقد أن الأدوات التي طُوِّرَت في الماضي للتدخل في حالة حدوث كوارث.. ملائمة لهذه الصدمة التي لها مع مثل هذا التأثير المدمر؟". وأشار كونتي إلى بعض الدول، وتحديداً هولندا وفنلندا، التي لا تريد أن تسمح بإصدار سندات اليورو التي دعت إليها تسع دول أعضاء في الاتحاد، من ضمنها فرنسا.

في نهاية المباحثات الأوروبية، التي وصفها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بـ"النقاش السياسي القوي"، غيّر الزعيم الإيطالي رأيه. ونقلت "لوفيغارو" عن أحد الدبلوماسيين تحليله للموضوع حيث قال: "لقد تعامل (كونتي) مع الأمر على طريقته في السياسة الداخلية الإيطالية".

وأضافت الصحيفة: "كُتِبت كل كلمة في البيان الختامي للقمة الأوروبية، الذي وافقت عليه إيطاليا، بعناية".

وجاء في البيان الختامي: "في هذه المرحلة، ندعو مجموعة اليورو إلى تقديم المقترحات إلينا في غضون أسبوعين. ويجب أن تأخذ هذه الاقتراحات في الاعتبار الطبيعة غير المسبوقة لصدمة كوفيد-19 التي تؤثر على جميع بلداننا. وسنعزز استجابتنا، إذا لزم الأمر، من خلال إجراءات شاملة جديدة على ضوء التطورات من أجل توفير استجابة شاملة".

وكتبت "لوفيغارو": "هذا ما طالب به القادة الـ27، عازمين على فتح باب التفكير حرصاً على الحفاظ على بلدان الجنوب (الأوروبي). لكن قد تكون فترة الأسبوعين كافية لجمع وجهات النظر على الرغم من أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي ذكَّرا بعد الاجتماع بمعارضتهما لـ"سندات كورونا"، كما أن روتي جادل بأن آلية الاستقرار الأوروبية لا يمكن أن تستخدم سوى كملاذٍ أخير".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي